كيف تبني قيمة لنفسك وتغير حياتك الي لافضل

كيف تبني قيمة لنفسك وتغير حياتك الي لافضل

0 المراجعات

لماذا  انت يائس


لقد مللت من نفسي، دائماً أحاول أن أتغير وأصبح أفضل وأتطور ولكنني أفشل، أضع خططي ولكن لا أستمر فيها وأكثر من يومين أريد أن أتغير لكن لا أعلم ماذا أفعل، لا أريد أن تذهب أيامي سدى وأريد أن أكون ناجحة ومتفوقة ونشطة، ماذا أفعل؟

أغلبنا يضع لنفسه أهدافًا بداية كل عام؛ من بينها أنهم يريدون أن يصبحوا أفضل. أكثر ذكاءً, ثراءً, صحة, سعادة, أن يحققوا معادلة الإبداع في مجالات أعمالهم, يصيروا أكثر مهارة, ويصنعوا الكثير من الصداقات. فنبحث عن خطط ونضعها لأنفسنا؛ ثم نتمسك بهذا السلوك لأيام أو أسابيع, بعدها يصير عبئا ثقيلا علينا ولا نلتزم به؛ لنعود لأنفسنا القديمة.

لنعود في بداية العام التالي نضع نفس الأهداف, ونحكي لأنفسنا القصة ذاتها ثانية.

التغيير صعب؛ بالتأكيد لاحظتِ ذلك. فبرغم من أن العادات الحسنة لها تأثير قوي على حياتنا؛ فهي تبنينا وتجعلنا نأخذ خطوات واضحة نحو ما نريد, إلا أنه من الصعب الاستمرار عليها لأبعد من أسابيع. ثم نعود لنفس العادات والروتين القديم.

هذا ببساطة لأننا نحاول تغيير أنفسنا بصورة خاطئة تمامًا. لنتخيل أمامنا شخصين قد أقلعا عن التدخين مؤخرًا؛ وأثناء حفلة ما قام أحد الإصدقاء بعرض سجائر علي الاثنين:

فأجاب الأول: آسف؛ أنا أحاول أن أقلع عن التدخين.
أما الآخر فأجاب: آسف أنا لا أدخن.
برغم أن الاثنين يحاربان للإقلاع عن التدخين؛ لكن لو سألتكِ من خلال ردهما السابق. أي الشخصين سيصبح قادرًا علي التغيير؟ بالتأكيد ستجيبين الشخص الثاني.
فالأول هو شخص لا يزال يؤمن أنه مدخن يحاول فعل شئ آخر. وهو يرجو أن يتغير سلوكه مع الوقت. بينما رد الثاني يخبركِ بأن التدخين لم يعد في حياته من الأساس.
…………..
في محاضرة له عام 2010 بعنوان "ابدأ بـ لماذا". لسيمون سينيك؛ والتي تحوّلت فيما بعد لكتاب. سيمون بدأ يُفتح عين العالم كله علي شئ لم نكن منتبهين له؛ ولهذا لم يكن بمقدورنا أن نحقق التغيير المنشود؛ بل ونظل ندور في نفس الدائرة. هذا الشئ العظيم هو: حلقات التغيير الثلاثة.

النتائج (وهي الدائرة الخارجية الأكبر): وتعني بالأهداف والعوائد التي نريد تحقيقها. كـ تأسيس شركة؛ أن تحقق قناتي مليون مشاهدة؛ قراءة 100 كتاب في السنة وغيرهم.

العمليات (وهي دائرة بداخل دائرة النتائج وأصغر منها): وتعني بالنظام والعادات التي نتبعها للوصول وتحقيق هذه الأهداف. مثل استخدام قائمة to do list لترتيب مهامك اليومية؛ نظام قراءتك أو تدريبك في الصالات الرياضية, استخدام منحني النسيان في المذاكرة وغيرهم.

آخر دائرة وهي الأهم؛ الهوية (وهي أصغر دائرة وتوجد بداخل دائرة العمليات): وتعني بأفكارك ومعتقداتك؛ بالصورة التي تري عليها نفسك والطريقة التي تنظر من خلالها للعالم.
للأسف نحن نقوم بالتغيير من الخارج للداخل. ولكن في حقيقة الأمر فالتغيير الحقيقي يجب أن يكون من الداخل للخارج.


…….
أغلبنا حين يبدأون في التغيير؛ يركزون علي ما يريدون تحقيقه (النتائج)؛ بدلا من التركيز علي مَن يريدون أن يكونوه (الهوية). ولهذا فهم يضعون أهدافا ثم يقومون بالأفعال التي يستلزمها الأمر لتحقيق هذه الأهداف؛ وإذا لم يستطيعوا تحقيقها؟ يقللون من أهدافهم هذه؛ أو يبحثون عن أهداف وأنظمة أخري.

كمثال: أريد أن أبدأ قراءة بهذا الكتاب (نتيجة), سألتزم بخمسين صفحة كل يوم (عملية). إذا لم أفعلها؛ أقوم بتغيير الكتاب نفسه (نتيجة أخرى) أو تقليل عدد الصفحات لعشرين (عملية ثانية).
أريد أن أقلل من وزني 50 كيلوجرام (نتيجة), سأتبع نظام الكارديو يوميًا. وحين لا أستطيع, أضع هدفًا آخر أو على الأقل أقوم بتغيير هدفي إلي 20 كيلوجرام (نتيجة أخرى) أو أتبع نظام الصيام المتقطع بدلا من الكارديو (عملية ثانية).

نحن نظل نغيّر أهدافنا وعملياتنا باستمرار؛ آملا في الحصول علي الاستجابة المنشودة. دون أن نحاول تغيير طريقة التفكير في معتقداتنا الكامنة خلف هذه الأفعال. الصورة التي نري عليها أنفسنا؛ دون أن نحاول تغيير "هويتنا" والتي من شأنها أن تعيق عملية التغيير هذه.
…….
خلف كل نظام من العادات يوجد مجموعة من المعتقدات والأفكار؛ التي تشكل هذا النظام وتكون بمثابة الهوية الكامنة خلف هذه العادات. وبالتالي إذا استطعت تغيير معتقداتك الكامنة التي تؤدي بك للانجراف لعاداتك السابقة, فسيصبح من السهل عليك تغيير عاداتك نفسها.
فالإيمان بأنك قارئ يختلف تمامًا عن أنك تريد أن تنهي كتابًا.
والإيمان بأنك شخص منظم ليس مثل أنك تريد ترتيب غرفتك,
والإيمان بأنك لست من النوعية التي تدخن- حتى وإن كنت في بدايات إقلاعك عن التدخين- يختلف كلية عن اعتقادك أنك شخص يحاول الإقلاع عن التدخين.

ولهذا فنحن حكمنا علي الشخص الآخر فوق؛ أنه الأجدر بالتغيير. ذلك لأنه غيّر من فلسفته الخاصة؛ من الطريقة التي يري عليها نفسه.

الأمر ببساطة شديدة؛ ركز على مَن ترغب في أن تصبح عليه "الهوية", وليس على النتيجة التي تريد تحقيقها. اجعل هدفك النهائي:
ليس أن تقرأ كتابًا "نتيجة" …. بل أن تصبح قارئًا "هويّة".
ليس أن تكتب كتابًا أو رواية "نتيجة"… بل أن تصبح كاتبًا "هويّة".
ليس أن تخسر عشرين كيلوجرام من وزنك "نتيجة"… بل أن تصبح رياضيًا؛ تمارس الرياضة باستمرار "هويّة".
ليس أن تكتب كود لبرنامج أو أن تصمم فيديو أو لعبة عظيمة باستخدام الجرافيك يتحدث عنها الناس"نتيجة…. بل أن تصبح مبرمجا أو مصمما "هوية"

إذا لاحظت فستجد أنه حين يكون جل تركيزك علي الهويّة نفسها؛ فستجد أن أهدافك تتحقق من تلقاء نفسها وربما بشكل أسرع وأكبر مما تريد.

فحين تركز علي أن تكون كاتبًا فتلتزم كل يوم بطقوس الكتابة؛ إحضار ورقة وقلم والجلوس للكتابة ولو لربع ساعة فقط. ستجدك بمرور الوقت أنهيت كتابك الأول وبدأت في الثاني والثالث؛ أو كتبت الكثير من الإجابات والمقالات.

حين تركز علي هوية الرياضي؛ بالجري كل يوم ولو لعشر دقائق فقط؛ مع الاستمرار في ذلك. فستجدك تخسر من وزنك أكثر حتي من الـ 20 كيلو جرام التي تريدها مع الوقت.

 

إذن ببساطة كيف نفعلها؟


 فقط اجلس مع نفسك واسألها؛ ماذا تريد؟ ما هدفك؟ أن أصبح كاتبًا أو مبرمجًا أو صاحب شركة ناشئة.
اسأل نفسك بعدها مَن هو الكاتب؛ وهو سؤال يتماشي مع الهوية التي تريد أن تكون عليها. هو شخص ثابت على مبدأه في الكتابة كل يوم ولو بضعة أسطر؛ بغض النظر عن حالته, كما أنه قارئ جيد. يحضر ورقة وقلما أو مسودة في هاتفه أو برنامج "word" علي حاسوبه ويشرع في الكتابة؛ أيًا كانت المحصلة حتي لو كانت مجرد خربشات؛ سيقوم بالتعديل عليها لاحقًا لتصل للمستوي المطلوب.

ابدأ في تصحيح اعتقادك الخاطئ عن نفسك "هويتك القديمة": والتي قد تشمل كل أعذارك التي تضعها لنفسك:
ما تعتقد أنك تملكه أو لا "أنا أملك عقلية مسوّفة/ أنا لا أملك الوقت".
ما تعتقد أنك عليه أو لا "أنا لست منظمًا/ أنا لست شخصًا صباحيًا",
ما تعتقد عن نفسك أنك تستطيع فعله أم لا "لا أستطيع التعلم أكثر من ذلك لا أستطيع خسارة الوزن/ لا أستطيع الكتابة/ لا أستطيع ممارسة الرياضة".
واستبدلها بهويتك الجديدة التي حددتها مسبقًا؛ والصورة الجديدة التي أصبحت تري عليها نفسك.

اسأل نفسك باستمرار كيف؟ كيف يفعلها الرياضي مثلا؟ هل كان الشخص الرياضي ليأكل مثل هذا الأكل غير الصحي؟ هل كان الشخص الرياضي ليصعد بالمصعد أم علي السلم؟ هل الشخص الرياضي كان ليسير كل يوم ولو لبضعة دقائق؟ هل كان الشخص الرياضي ليمارس الرياضة ولو لبضع عدات صغيرة كل يوم حتي لو هو مرهق ليحافظ علي هويته الجديدة أم يستسلم لإرهاقه ويقول غدًا؟

هل الطالب المجتهد؛ يقوم بتدوين ملاحظات وراء الدكتور؟ هل يقوم بتبيض محاضراته والمراجعة عليها بعد العودة من الجامعة أم يتركها ليوم آخر؟ كيف يذاكر بأفضل شكل؟ هل يقوم بالتضييق علي نفسه وحسرها حتي آخر ليلة في الامتحانات؟ هل يظل يختلق أعذارًا؟ المادة صعبة والدكتور لا يشرح؛ لا أستطيع اليوم فأنا متعب؟

اسأل نفسك مثل هذا السؤال في كل وقت؛ وفي كل أمر. وبملاحظتك الثاقبة انظر كيف يفعلها الشخص الذي تريد أن تكون عليه. وافعل مثله. الكثيرون عرفتهم واتبعوا هذا الأسلوب ومن خلال مثل هذا السؤال حققوا أهدافهم وتمكنوا من التغيير.

التغيير القائم علي الهوية هو أفضل وأسرع ببساطة من التغيير القائم علي النتائج. ولا تنس أن خلف كل نظام يوجد مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي تؤدي إليه؛ وبالتالي إذا لم تغير من هذه الأفكار؛ إذا لم تغير هويتك القديمة نفسها والصورة التي تري عليها نفسك "مسوف/ فوضوي/ وغيرهم" فحينها ستعود هويتك القديمة لتعوق هذا التغيير. فمن الصعب تغيير سلوكك وأفعالك ما لم تغير من الأفكار الكامنة خلفها. كما أن سلوكك وعاداتك لن يُكتب لها البقاء إذا كانت تتناقض مع هويتك؛ الصورة التي تري عليها نفسك. فحين تريد أن تصبح رياضيًا؛ بينما في الواقع تفعلها يوم وتسوفها أيام؛ فستنجرف لمنطقة الراحة بدلا من التدريب والجري.
وحين تريد أن تصبح كاتبًا؛ بينما أنت تفضل الاسترخاء بدلا من الكتابة؛ أو تحضر حاسوبك وتتهيأ للكتابة ثم بعد وقت تجدك تتصفح وسائل التواصل لمعرفة آخر الأخبار مفضلا الاستمتاع علي الإنجاز؛ فحينها ستصبح نفسك كما أنت.

لذا انتبه لهويتك جيدًا. وما تريد أن تكون عليه. والأهم من هذا؛ ألا تضع نفسك تحت ضغط ألا تضغط علي نفسك باستمرار للوصول للنتيجة المطلوبة وفي أسرع وقت. لأن هذا سيؤدي بك للانفجار ولن تتابع. بل افعلها وأنت تستمتع؛ ولو بخطوات بسيطة ولكن حافظ عليها. قراءة 10 صفحات كل يوم؛ كتابة فقرة كل يوم؛ مشاهدة فيديو واحد من الكورس الذي تريده؛ الجري لعشر دقائق أو ممارسة الرياضة

فالحياة هي سباق طويل يكسب فيها مَن كان نفسه طويلًا؛ وليست مارثون قصير. بالتوفيق في التغيير.

تنويه: حلقات التغيير أخذها جيمس كلير وقام بالبناء عليها؛ ووضعها في كتابه الشهير "عادات ذرية" وهو كتاب رائع  

هنالك عدة اشياء يجب ان تعرفيها

الفشل هو اهم جزء في رحلة النجاح
الشغف يجعلك تنطلقين و لكن الانضباط و الالتزام هو ما يجعلك تستمرين فمهما كانت النتيجة و مهما شعرتي بالاحباط و ان الشغف قد زال يجب ان تستمر في طريقك للنجاح.

و بالنسبة لما يجب ان تفعليه

اولا توكلي على الله فلا نجاح بدون الله

و استخدمي قانون 30/30 اي انه قومي بتخصيص 30 دقيقة يوميا لتعلم و تطبيق مهارة جديدة او اي شي ترغبين في تحقيقه لمدة 30 يوم فهذه المدة قصيرة نسبيا و يمكن لاي شخص ان يخصص هذا الوقت و من خلال هذه الطريقة سوف تكتسبين القدرة على الالتزام و الاستمرار و سوف تلاحظين نتائج مبهرة

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

8

followers

5

followings

1

مقالات مشابة