التكفيت هو التطعيم او التنزيل ويتم بحفر الشكل على المعدن ويضغط داخل المحفور

التكفيت هو التطعيم او التنزيل ويتم بحفر الشكل على المعدن ويضغط داخل المحفور

0 المراجعات
فن التكفيت من اشهر الصناعات اليدويه المندثره

نحن الآن على وشك الإقلاع للوصول إلى عهد الممالك والذى خلف وراءه مئات الآلاف من القطع المعدنية التى تزينت بخيوط الذهب والفضة والتى حفرها مجموعة من أمهر الفنانين والحرفيين وهى مهنة الحفر والنقش على النحاس أو «التكفيت على النحاس»، والذى برزت فى أشكال عديدة ومنها السيوف والقطع النحاسية كالمباخر المملوكية وكراسى العشاء وأدوات التجميل والمكاحل.. وغيرها من الأدوات النحاسية التى كانت لا تخلو من أى منزل أثناء العصر المملوكى وقد شهد فن التكفيت على النحاس ازدهاراً كبيراً فى تلك الفترة، حتى أن قاهرة المعز أنشأ فيه سوقاً كبيراً سُمى بسوق الكفاتين. والتكفيت أو النقش على النحاس هو من أبرز الفنون الشرقية، وهو حرفة تعتبر جزءًا من الفن الإسلامى الذى يُعد من أروع الفنون التى عرفتها البشرية على الإطلاق، وهى ابتكار مصري أصيل، وفن من فنون زخرفة المعادن اليدوية ولا يوجد أى تدخل تكنولوجى فيها فجميع مراحل صناعة التحف النحاسية يدوياً باستخدام بعض الآلات البسيطة والتى تعتبر بدائية أيضاً لكن لها تأثير كبير لا تقدر التكنولوجيا على تقليدها.

وتبدأ عملية الزخرفة والنقوش بعد اختيار شكل الآنية المطلوب صنعها حيث ترسم النقوش بأقلام نقش فولاذية خاصة بهذه المهنة وبمساعدة المطرقة والسندان ثم تُمسح القطعة جيداً حتى تعود إلى أصلها الطبيعى ثم يتم عزل القطعة التى يراد الحفر عليها بمادة شمعية لا تتأثر بالأحماض، ثم يقوم الفنان بالرسم بواسطة قلم حاد على هذه المادة ويتم تحديد الشكل المطلوب مما يسمح بوصول الحمض إلى جسم المعدن فوق الخدش أو الرسم ثم يقوم بتغطيس الآنية بحمض الآزوت الممدد وتركه لفترة حتى يأخذ الشق حجمه المطلوب وبعد إخراج القطعة من الحمض وغسلها وتنشيفها يتم تركيب خيوط الفضة أو الذهب فى هذه الشقوق وذلك بالطرق الخفيف عليه ليأخذ مكانه الصحيح وتسمى هذه الطريقة التطعيم بالفضة أو الذهب.

وتتم زخرفة النحاس أو النقش عليه بالفضة وهى صنعة لا يعرف سرها إلا القليل وتدعى مهنة «الألتونجية» وهى كلمة تركية مركبة من «ألتون» ومعناها النحاس ومن «جى» علامة النسبة التركية للمهنة، وتتطلب عملية النقش على النحاس من الحرفى مهارة عالية بالخط والرسم الدقيق الذى يتم بأدوات يدوية دون استخدام التقنية المتطورة بل بمجموعة بسيطة من الأدوات التى هى عبارة عن طاولة ومطارق حديدية متعددة الأحجام ومطارق خشبية ومجموعة من الأزاميل والأقلام الحديدية، فبتلك الأدوات البسيطة خلفت الحضارة الإسلامية تراثاً ثرياً من المقتنيات المملوكية والتى تزين العديد من المتاحف العالمية بالأوانى النحاسية المطعمة بالذهب والفضة، كما لعبت الزخرفة العربية دوراً كبيراً فى الفن الإسلامى بحيث غطى على الفنون الأخرى. ففن التكفيت على النحاس وتطعيمه بالذهب والفضة من أهم وأصعب الحرف اليدوية، والذى يتطلب جهدًا كبيرًا لإنتاج قطعة واحدة «مكفتة» ذات جودة عالية، حيث يستغرق عمل المبخرة المملوكى على سبيل المثال أكثر من شهر كامل ما بين قص النحاس والرسم والتكفيت أو التطعيم بالمعادن الثمينة كالذهب والفضة، فتخل ألواح نحاسية صماء لتخرج بعد إلى تحفة فنية تزيد قيمتها بمرور الزمن، وتتطلب مهنة التكفيت على النحاس شروطاً قاسية فيمن يريد إتقانها، فبالإضافة إلى كونه يجب أن يكون فناناً حقيقياً ولديه موهبة فذة فى فن الرسم إلا أنها تستلزم شرطًا آخر وهى الصبر، فمهنة التكفيت على النحاس هى مهنة الصابرين فمن الممكن أن تستغرق بعض القطع الفنية شهوراً وأياماً وربما سنوات حتى يتم صنعها وبيعها لمن يقدر قيمة الفنون التى نحتت عليها، فيمتاز فن التكفيت على النحاس بوجود الزخارف الإسلامية البالغة الروعة، بالإضافة إلى دقة هندسية فى الرسومات فانحراف أى نقش عن مساره الهندسى يهدر من قيمة القطعة الفنية وبخاصة المتعلقة بالرسومات التى يتم استلهامها من التراث الإسلامى أو التراث الفرعونى.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

7

followers

9

followings

28

مقالات مشابة