قراءة في كتاب إلى المنكسرة قلوبهم

يعد كتاب إلى المنكسرة قلوبهم للكاتب أدهم شرقاوي ( قس بن ساعدة ) كما يحب أن يُكنى من كتب الرقائق التي تُعنى بأعمال القلوب 

ويبحر بنا الكاتب عبر طيات الكتاب ويستعرض فيها الكاتب عبر فصول قصيرة وغير مكلفة قصص وحكم الأمم السابقة دون النظر إلى ديانة تلك الأمم ، ويستخرج من خلال قراءاته الواضحة واطلاعه الدائم عن أهم الحكم والدروس المستفادة عبر التاريخ من خلال حكايات تلك الأمم والتي تعين الإنسان على المسير في هذه الحياة التي كتبها الله لنا .

يخاطب الكاتب في ذلك الكتاب  :-

الأب ، الأم المكلومين من فقدان لأحد الأبناء .

الذين أتعبهم المرض .

الزوجة المبتلاه في زوجها . 

الزوج المبتلى في زوجته أو أبنائه .

المبتلين بضيق الرزق أو الفقر .

الحزانى ، المكلومين ، المغدور بهم من صنوف البشر .

من خلال قصص وحكايا تعمل عمل الدواء في القلب فتريح المحزون وتصبر المكلوم ، وتعطي وتبث روح الأمل في مواصلة الحياة .

ومن الأقوال المأثورة في الكتاب :- 

( لا تبكي على شيء أبدا لا يمكنه البكاء عليك ) 

( لا تبدأ شيئا قبل أن تعرف كيف تنهيه ) 

( ستزوركم أفعالكم فلا تتفاجئوا بها ) 

( إن من العظمة أن يكون المرء كبيرا في عين عدوه ) 

( من عرف أنها أقدار مكتوبة ، وأرزاق مقسومه ، رضي عن الله ، ورضي الله عنه )

( تغاضوا ، وتغافلوا ، وغضوا الطرف قليلا ، فجميعنا في هذه الحياة نخوض معارك لا يعلم بها أحد إلا الله ) 

( إنما النصر أن تتذكر ولا تحن ) 

( لا تبحث لك عن مكان في قلوب الجميع . إنما تكفيك القلة الصادقة ) .

(إن لم يكن للرضى على قدر الله إلا الراحة التي يجده المرء فكفى بها نعمه ) 

ومن الأحاديث :-

يقول بن مسعود رضي الله عنه 

( إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة حتى ييسر له ، فينظر الله له ، فيقول للملائكة :-

اصرفوه عنه ، فإني إن يسرته له أدخلته النار ، 

فيصرفه الله عنه ، فيظل يتشائم ، يقول : سبقني فلان ، ودهاني فلان ، وما هم إلا فضل الله عز وجل )

يحمينا بطرق لا نفهمها .

أرجو أن يعجب الكتاب قارئيه ويبث فيه روح الأمل والثقة بالله عز وجل ويساعدهم على تجاوز أزمات ومحن الحياة ويعبروا من خلاله إلى شواطئ السكينة والطمأنينة وحسن الظن بالله عز وجل .