الزمن امانه لا تهدر
الزمن .. أمانه لا تهدر .

الزمن هو أثمن ما نملك، فهو المورد الوحيد الذي لا يمكن تعويضه أو استرجاعه. مرة مرت لحظة — مضت ثانية — فهل تعود؟ لا. كما قال Benjamin Franklin: «Lost time is never found again» — «الوقت الضائع لا يُعاد أبدًا».
حين نُهدر الوقت فيما لا فائدة منه، فإننا بذلك نخسر فرصًا ثمينة للتعلّم، للنمو، لتحقيق أحلامنا، أو حتى للاستمتاع بلحظة هادئة. ومن ثم يتحول الوقت الضائع إلى ندم لا فائدة منه.
لماذا نعمل اداره الوقت؟
عادةً ما يغريك الراحة، الكسل، والأنشطة السطحية كالجلوس الطويل على الهاتف أو تصفّح وسائل التواصل بلا هدف.
أو قد تُؤجل مهامك «لأن الغد أمامك»، فتقول: «سأبدأ بكرة». ولكن الزمن لا ينتظر.
في عصرنا هذا، حيث كثُرت الملهيات والتشتّت — مع الإنترنت، الرسائل، الإعلام — صار من السهل جدًا أن يفلت الوقت من بين أيدينا دون أن نشعر.
---
كيف نستفيد من كل لحظه؟ "خطوات عملية"
للاستفادة من الوقت، يكفي أن تنظر إليه كما تنظرين إلى رأس مال ثمين — تنفقينه بحكمة لتجنيه فوائد:
حددي أولوياتك بوضوح: حدد أهم ثلاث إلى خمس أهداف تريد تحقيقها — دراسية، شخصية، صحية، … — ثم رتّب الوقت وفقًا لها.
قسّم مهامك إلى أجزاء صغيرة: بدل أن تكتفي بقرار «سأذاكر لاحقًا»، حدّد : «سأذاكر لمدة 45 دقيقة الآن». الجزئية الصغيرة تجعل البداية أسهل وتُقلّل المماطلة.
ابدئ مبكرًا واستثمري الصباح: وقت الصباح غالبًا يكون أنقى ذهنًا، ونشاطك فيه أعلى — استغليه للتفكير، التخطيط، أو إنجاز مهام تحتاج تركيز.
قلل المشتتات: عند المذاكرة أو العمل المهم — أغلق الهاتف أو أبقيه بعيدًا، أزيل المشتتات، ركّز لحظة بلحظة.
امنح نفسك فترات استراحة منظّمة: الاستراحة مهمة للذهن والجسم، لكن اجعليها بعقل — لا إفراط، حتى لا تتحول إلى مضيعة.
راجع يومك قبل النوم: فكّر : ماذا أنجزت؟ ماذا تأجل؟ وما أولوياته غدًا؟ هذا يساعد على استثمار الوقت بعد التفكير وليس بالعشوائية.
–
فوائد استغلال الوقت ـ "لمن يسعون للنجاح "
من يديرون وقتهم بوعي يجدون أنفسهم يحققون:
تقدّمًا أكاديميًا أو مهنيًا: مهما كانت طموحاتك — امتحانات، تعلم لغة، مشروع شخصي — الوقت المنظّم يقربك من هدفك دومًا.
راحة نفسية: لأنك ستكون أقل ضغطًا، أقل تشتتًا، وتقلّ من شعور «لا أعلم أين ذهبت ساعاتي».
إشباع ذات طويل الأمد: الإنجازات — الكبيرة أو الصغيرة — تعطي معنى لحياتك، وتزيد ثقتك بنفسك.
فرصة للاستمتاع بالحياة: ليس المهم أن تُملئ كل دقيقة عملًا فقط؛ بل أن تُحقق التوازن: عمل، دراسة، راحة، هوايات.
---
رساله اليك اليوم
لا تنتظر «اليوم المناسب» أو «الطالع المهيأ» لتبدئ استثمار وقتك. اليوم — الآن — هو اللحظة الوحيدة المؤكدة. ابدأ بخطوة بسيطة: رتّب أولوياتك، قسّم وقتك، وابدئ .
فالزمن، كما قال فرانكلين، «أغلى من المال»، ولن يستعيده منك أحد. اجعل وقتك مالاً تُديره بحكمة، فتقطف ثماره في حياتك الدراسية، الشخصية، والمستقبلية.