ما هي أسعار جلسات اللايف كوتشينج؟ وكيف تحدد أجرك كمدرب مبتدئ أو محترف بطريقة ذكية وجاذبة للعملاء؟
أن تكون لايف كوتش، يعني أنك تسير في طريقٍ مليء بالشغف، وتمنح الآخرين فرصة لرؤية حياتهم من زاوية مختلفة، أكثر وعيًا ووضوحًا. لكن في المقابل، هناك جانب آخر لا يقل أهمية، بل غالبًا ما يكون الأصعب على كثير من المدربين، خاصة في البدايات: كيف تُسعّر جلساتك؟
كيف تضع رقمًا يُعبّر عن قيمة ما تقدمه دون أن تشعر أنك تبالغ أو أنك تقلل من ذاتك؟
هذا السؤال يُراود كل من يبدأ رحلته في عالم التدريب الحياتي، ويبحث عنه آلاف الأشخاص شهريًا:
"ما هي تكلفة جلسة لايف كوتشينج؟"
"كم يتقاضى مدرب الحياة في بلدي؟"
"هل أبدأ مجانًا أم أطلب أجرًا؟"
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة إنسانية ومهنية لفهم الإجابات، وتحديد السعر المناسب لك، سواء كنت في بداية الطريق أو قطعت شوطًا جيدًا.
لماذا التسعير مهارة لا غنى عنها للمدرب؟
في بداية المسيرة، يشعر الكثير من المدربين بالخوف من وضع أسعار لخدماتهم. ربما يظنون أن الطلب القليل يعني أن الأسعار مرتفعة، أو أن خبرتهم لا تزال "لا تستحق".
لكن الحقيقة أن تسعير جلسات اللايف كوتشينج ليس مسألة مزاج أو شعور، بل هو عملية مهنية دقيقة، تقوم على عدة عوامل. السعر هو انعكاس لمعرفتك، لوقتك، لخبرتك، وللقدرة التي تمتلكها في مساعدة شخص على اتخاذ قرارات مصيرية في حياته.
من أين تبدأ كمدرب مبتدئ؟
حين تبدأ دون شهادات كبرى أو قاعدة عملاء، لا يعني هذا أن خدماتك بلا قيمة. بل على العكس، هناك من يحتاج فقط إلى من يصغي له بفهم وتعاطف. لكن في الوقت ذاته، من المهم أن تكون واقعيًا.
ابدأ بتسعير بسيط يناسب جمهورك المستهدف. لا تقلق إن كانت أولى جلساتك بسعر منخفض، فأنت ما زلت تبني ثقة، وتجمع تقييمات وشهادات حقيقية.
وإذا شعرت بالحيرة، ابحث في محيطك. راقب أسعار المدربين في بلدك. على سبيل المثال، في بعض الدول العربية مثل مصر، قد يبدأ المدرب المبتدئ بسعر يتراوح بين 150 إلى 300 جنيه للجلسة. بينما في دول الخليج، مثل السعودية أو الإمارات، يبدأ بعض المدربين من 150 ريال أو درهم، وقد يصل المحترفون إلى 2000 وأكثر.
ما الذي يؤثر في تحديد السعر؟
التسعير لا يتم عشوائيًا. هناك أربعة عوامل رئيسية عليك التفكير فيها:
الخبرة: كلما زادت خبرتك، كان من حقك رفع السعر بثقة.
التخصص: هل تدرّب في العلاقات؟ المال؟ الصحة النفسية؟ التخصصات الدقيقة غالبًا ما تكون أكثر قيمة.
مدة الجلسة: هل تقدم جلسة بـ 45 دقيقة أم 90 دقيقة؟
الطريقة: الجلسات الأونلاين عادة ما تكون أقل تكلفة من الجلسات الحضورية، لكن هذا لا يقلل من قيمتها.
وهل أقدّم جلسات مجانية؟
نعم، لكن بحذر.
الجلسة المجانية يُفضّل أن تكون قصيرة – لا تتجاوز 20 دقيقة – وتُستخدم كأداة تعريفية فقط.
هي فرصة للطرفين ليروا إن كان هناك انسجام وتفاهم. لكن لا تجعل الجلسات المجانية أسلوبًا دائمًا، لأنك بذلك تُدرّب جمهورك على أن "ما تقدمه ليس له ثمن".
حين يُدفع مقابل الجلسة، يكون الالتزام أعمق، والنتائج أقوى.
متى وكيف أرفع سعري دون أن أخسر عملائي؟
كل خطوة تخطوها للأمام، يجب أن تنعكس على سعرك.
حين تحصل على شهادة من منظمة محترفة مثل ICF، أو حين تصل إلى عشرات الجلسات الناجحة، من الطبيعي أن يرتفع سعرك. لكن افعل ذلك تدريجيًا.
أخبر عملاءك القدامى مسبقًا، وامنحهم فرصة للاستمرار بالسعر القديم لفترة انتقالية.
وقدّم خيارات متنوعة: باقات، خصومات للعملاء المستمرين، أو خدمات إضافية لمن يحجز عدد جلسات معين.
الهدف ليس "السعر المرتفع" بحد ذاته، بل أن يكون هناك توازن حقيقي بين القيمة التي تقدمها، والمقابل الذي تحصل عليه.
في الختام...
السعر ليس رقمًا فقط. إنه رسالة تقول من أنت، وما تقدمه، وإلى أي مدى تؤمن بقيمة ما تفعله.
لا تخف من التسعير.
ولا تقلّل من قيمة عملك.
ابدأ من حيث أنت، وواصل النمو بثقة. فالتطور الحقيقي يأتي من احترام الذات أولًا، ومن إدراك أن اللايف كوتشينج ليس مجرد مهنة، بل رسالة تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الآخرين.
