الإنترنت علمني أكثر من 12 سنة من الدراسة التقليدية!
فى السنوات الاخيرة، اكتشفت أن الانترنت يمكن أن يكون وسيلة تعليم حقيقية، وبدأت أعتمد عليه بشكل كامل في
تطوير نفسي .فقد أصبح بإمكاني تعلم أى مهارة أو مجال وأنا جالس في غرفتي، من دون الحاجة إلى السفر أو دفع
المال الكثير. لم يكن ذلك مجرد فكرة، بل تحول إلى واقع غيّر نظرتي للحياة والتعلم.
لاحظت شيئاً لم أكن أتوقعه: المعلومات والخبرات التى أكتسبتها من الإنترنت كانت فى كثير من الأحيان أكثر فائدة من تلك
التى درستها في المدرسة. وهذا لا يعنى أن التعليم التقليدى غير مهم، بل أدركت أن المدرسة وحدها لا تكفي، وأن من يتعلم
بنفسة بتقدم بخطوات أسرع.
أولاً: التعليم المدرسي لم يُشبع فضولي
فى المدرسة كنت أدرس مناهج محددة، وغالباً ما تكون نظرية أو بعيدة عن الواقع العملي. أحياناً كنت أشعر أنني أكرر الحفظ
دون أن أفهم الهدف الحقيقي مما أتعلمه.
لاكن عندما بدأت أتعلم من الإنترنت، وجدت محتوى متنوعاً وحديثاً، يتغير بأستمرار ويعتمد على الواقع. بدأت أتابع مجالات مثل
التصميم، التسويق، البرمجة، الكتابة، الذكاء الاصطناعى A I، وأيضاً المناهج العلمية، كل ذلك دون الحاجة إلى إنتظار معلم
أو كتاب.
ثانياً: التعليم الذاتي منحني الحرية
أكبر فرق لاحظتة أنني صرت أتعلم بالسرعة التي تناسبني. اذا وجدت صعوبة في شيء ما، كنت أعيد دراسته. وإذا وجدت
موضوعاً سهلاً، أتجاوزه بسرعة.
وهذا جعل عملية التعلم أكثر فاعلية، و حررني من فكرة أن التعليم يجب أن يرتبط بعمر معين أو مرحلة دراسية.
بدأت أتعلم بمجرد أن قررت، دون أنتظار.
ثالثاً: تعلّمت من أهل الخبرة مباشرةً
الشيء الرائع في االإنترنت أنني تعلمت من أشخاص حقيقيين، يعملون في مجالاتهم، و يشاركون تجاربهم وخباراتبهم
لم يكونوا مجرد أساتذة، بل مرشدين يعرضون الخطأ قبل الصواب.
استخدمت منصات مثل Coursera و Edraak و Udemy، و تابعت دورات مجانية و مدفوعة، و أستفدت كثيراً من
فيديوهات يوتيوب ومقالات من مواقع مثل "أموالي".
رابعاً: عرفت مايطلبة سوق العمل
فهمت أن كثيراً من الوظائف لم تعد تتطلب شهادة جامعية، بل تبحث عن مهارات. بدأت اتعلم أستخدام canva،
وإنشاء المحتوى، وإدارة الصفحات، وتدريجياً بدأت أرى فرصاً حقيقية للعمل الحر.
هذة المهارات لم أتعلمها فى المدرسة، بل تعلمتها بنفسي من الإنترنت، خطوة بخطوة، ومن دون أن أحتاج
شهادات رسمية.
خامساً: التعليم الذاتي علّمني أشياء أكبر من المعلومات
لم أكن أتعلم فقط، بل أصبحت أعتمد على نفسي، أبحث و أحلل و أفكر. أصبحت أتحمّل مسؤلية تعليمي، وهذا غيّرني
كشخص. شعرت أننى أمتلك زمام المبادرة، وهذا لم أجده في المدرسة.
الخلاصة:
تجربتي فى التعلم من الإنترنت غيّرت حياتى بالكامل. التعليم التقليدي كان مفيداً، لكنه لم يمنحني ما كنت أبحث
عنه من مهارات وفهم واقعي.
من خلال التعليم الذاتي، شعرت أنني أتحكم فى طريقي، وأصنع مستقبلي بيدي، دون أنتظار أو قيود.
الإنترنت لم يكن مجرد وسيلة، بل بوابة فتحت لي فرصاً لم أكن أتخيلها.
ولهذا، أنصح كل من يقرأ هذا المقال أن يبدأ اليوم، ولو بخطوة بسيطة، فربما تكون هذه الخطوة هي بداية الطريق
الحقيقى نحو النجاح.
