ريوككان : قرية لا تري الشمس  الا دقاءق فس السنه ,,,,,,,,,حين يصبح الضوء بعيدا

ريوككان : قرية لا تري الشمس الا دقاءق فس السنه ,,,,,,,,,حين يصبح الضوء بعيدا

0 reviews

قرية لا ترى الشمس إلا 6 دقائق في السنة… القصة التي حيّرت العالم! 🌞

في زاوية منسية من شمال أوروبا، وتحديدًا في قلب وادٍ عميق تحاصره الجبال الشاهقة من كل جانب، تقع قرية نرويجية تُدعى "ريوككان"، حيث الشمس ليست جزءًا من الروتين اليومي، بل ضيف نادر لا يزورهم سوى دقائق معدودة في السنة.

ريوككان ليست خرافة من روايات الشمال، بل واقع ملموس يعيشه مئات السكان منذ أكثر من قرن. فموقع القرية الجغرافي يمنع أشعة الشمس من التسلل إلى طرقاتها معظم أيام السنة، ما يفرض على أهلها نمط حياة يتعايش مع الظلال، ويبحث عن الدفء في مصادر أخرى غير الضوء.

 

الحرمان من الشمس لم يكن مجرد تحدٍ طبيعي، بل أثر بعمق على الجوانب الصحية والنفسية لسكان القرية. فقد عانوا طويلاً من نقص فيتامين "د" واضطرابات المزاج الموسمية. ومع ذلك، لم تفقد القرية نبضها، بل احتضنت الظلام وصنعت منه جزءًا من هويتها.

في عام 2013، جاءت شرارة الأمل من فكرة عبقرية أعادت تعريف العلاقة بين القرية والشمس. حيث تم تركيب مرايا ضخمة تعلو قمم الجبال المحيطة، لتعمل كجسور ضوئية تنقل أشعة الشمس إلى الساحة المركزية في القرية، ولو لبضع دقائق.

تلك اللحظات القليلة التي تستقبل فيها القرية نور الشمس تحوّلت إلى طقس احتفالي سنوي. الأطفال يركضون بفرح، الكبار يغلقون أعينهم متأملين دفء النور، والساحة تتحول إلى مهرجان ينبض بالحياة. دقائق من الضوء تكفي لإشعال عام كامل من الأمل هذه العزلة عن الشمس ليست أمرًا عابرًا، بل نمط حياة كامل يؤثر على كل تفاصيل يوم سكانها. فغياب الضوء الطبيعي يسبب لهم نقصًا في فيتامين "د"، ويؤثر أحيانًا على المزاج والطاقة، ومع ذلك، لم يختاروا مغادرة قريتهم، بل طوّروا علاقة خاصة مع هذا الظلام الذي يحيط بهم. بالنسبة لهم، الصمت، الهواء النقي، والمناظر الطبيعية الخلابة تعوّضهم عن غياب الشمس.

لكن في عام 2013، جاءت فكرة عبقرية غيرت حياتهم تمامًا: تم تركيب مرايا عملاقة على قمم الجبال المطلة على القرية. هذه المرايا تم تصميمها بعناية لتعكس أشعة الشمس نحو الساحة الرئيسية في القرية، في وقت محدد من السنة. وعندما تصل أولى أشعة الشمس، يتحول المكان إلى ساحة احتفال كبيرة، حيث يجتمع السكان من جميع الأعمار، يرقصون ويغنون ويلتقطون الصور وكأنهم يستقبلون ضيفًا غائبًا منذ زمن طويل.

المشهد في ذلك اليوم لا يُنسى: الأطفال يركضون بفرح، كبار السن يجلسون ليستشعروا الدفء على وجوههم، والكل يدرك أن هذه اللحظات النادرة لا تُقدّر بثمن. إنها دقائق معدودة، لكنها تحمل لهم طاقة تكفي لعام كامل من الظلام. 

ريوككان هي أكثر من مجرد قرية نائية؛ إنها درس إنساني في التكيّف والصبر، وفي البحث عن الحلول بدل الاستسلام للظروف. إنها تُعلّمنا أن الشمس، وإن غابت، يمكن استعادتها بالإبداع، وأن النور حين يُنتظر طويلًا، يُصبح أثمن.

فلننظر نحن أيضًا إلى لحظات الضوء في حياتنا بعين الامتنان، فربما ما نعتبره عاديًا، هو في الحقيقة كنزٌ ينتظره آخرون بفارغ الصبر.


الخاتمة:
ريوككان ليست مجرد قرية غريبة، بل هي شهادة على قدرة الإنسان على التأقلم والإبداع، وعلى أن التحديات مهما كانت صعبة يمكن تحويلها إلى فرص. هذه القرية تعلمنا أن انتظار النور لا يقل جمالًا عن استقباله، وأن لحظات الفرح الحقيقية تأتي أحيانًا بعد صبر طويل.
في حياتنا اليومية، قد نغفل عن قيمة الأشياء البسيطة التي نمتلكها، مثل شروق الشمس كل صباح، أو الدفء الذي يملأ غرفنا في الشتاء. لكن حين نرى كيف يحتفل سكان ريوككان بدقائق معدودة من الضوء، ندرك أن النعمة الحقيقية تكمن في تقدير ما بين أيدينا.
ربما نحن أيضًا بحاجة إلى أن نتوقف قليلًا، وننظر حولنا، ونحتفل بتلك اللحظات المضيئة التي تمنحنا القوة لنكمل الطريق، مهما كانت قصيرة. فالنور دائمًا يستحق الانتظار، وحين يأتي… يغير كل شيء. 🌞✨


 

 

 


 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

3

followings

2

followings

8

similar articles