الخطوة الأولى للربح الأكبر وسر النجاح الأمثل .

« تَمامُ النجاحِ بصدقِ المشورةِ »

يَقع الكثيرُ منا في الحيرةِ من أمرهِ ، لأنهُ يُقدِمُ على عملٍ ما فيطلُبَ المشورةَ ، فتأتيهِ الأمورُ والنتائجُ عكسَ ما قدرَ وعكسَ ما أُشيرَ عليهِ . فنقولُ لهُ لكلِّ فنّ في الحياة ِ أهل صنعةٍ يجيدونها و يتقنونها .

وعليه نقول إذا أردت أن تستشيرَ في أمرٍ ما ، فهذا لا يعني أن تسأل من تلقاهُ أمامك َ ، فهناكَ شروطٌ يجبُ توفرها في الشخص الذي تأخذ َ منهُ الاستشارة ، وذلك لتحققَ تمامَ النفعِ في الأمرِ الذي تُريدهُ.

• أن يكون عاقلاً فطنًا ، فإذا طلبتَ الإستشارة من جاهلٍ أحمقٍ فإنكَ لن تُحققَ من تلكَ الاستشارةِ إلا مزيداً من التيهِ والإختلاط في الأمر .

• أن يكونَ محباً مخلصاً في محبتهِ لكَ ، فإذا كانَ من مُحبيكَ ، فإنهُ لن يغشكَ في النصحِ وتراهُ مقبلاً عليكَ بجميعِ حواسهِ ، حرصاً منهُ على تقديم المشورةِ الصالحةِ لكَ في الأمرِ .
• أن يكونَ ممن يكتمونَ سرّكَ ، ولا يُخبِرَ أحداً من إخوانهِ بذلكَ السرِّ، فإنهُ إذا أخبرَ أحداً من أصدقائهِ أو غيرهم من جلسائهِ ، فقد يُخبرُ كلُّ صديقٍ صديقهُ ، ويُخبرَ كلَّ جليسٍ جليسهُ ، فإذا بأمرِكَ قد وَصَلَ إلى عدوكَ ، فتُنصَبُ لكَ الحَبائِلُ .والمكائدِ ، فَيَفسُدَ الأمرُ الذي تستشير فيهِ قبلَ إحكامهِ.
• لا تطلبِ الاستشارة ممن يؤدي نُصحُكَ إلى ضَرّهِ ، ولا إلى ضَرِ أحدٍ من إخوانهِ ، لأنهُ لن يُفضِلُك على نَفسِهِ أو على أحدٍ من إخوانِهِ. فإنك لا تدري لعل مَحبةَ صاحبهِ وإخوانهِ عندهُ أعظَمُ من مودتِكَ ،في هذه الحالةِ غِشَهُ في نُصحِكَ أولى عنده من صُدقِ نُصحِكَ.
• لا تَطلُبِ الإستشارة َ من حاسدٍ ، فإن الحسدَ إذا استحكم من الإنسانِ ،حوّلَ المحبةَ إلى بُغضٍ، فيتعمدَ الحاسدُ ضَرَرَكَ في جميعِ الوجوهِ ، ويَكون داعياً إلى فسادِ  رأيكَ.

واعلم أن الحسدَ من طبيعةِ الناسِ ، وغريزة موجودة في أصلِ الخليقةِ ، ولا يمكن لأحد التخلص منه بالتصنعِ وإظهار أنهُ لا يحسدُ أحداً ، واعلم أنهُ ما من أحدٍ إلا ويحسدُ ، لكنَّ الكريمَ يُخفيهِ واللئيمَ يُبديهِ .

• لا تَطلبِ الاستشارةَ من عدوكَ ، إلا في حالةٍ واحدةٍ ، وهي أن تكونان في الأمرِ معاً  .
• مثلاً: كعدوين في سفينةٍ واحدة ٍ ، فأحدهما يطلب الاستشارة من الآخرِ بهدفِ نجاة السفيةِ وسلامتها .