هل النجاح حظ؟ الحقيقة التي لا يخبرونك بها أبدًا

 

هل النجاح حظ؟ الحقيقة التي لا يخبرونك بها أبدًا

في كل مرة نشاهد فيها شخصًا ناجحًا، نشعر بأن الحياة أنصفته ومنحته شيئًا لا نملكه. نقول لأنفسنا: "أكيد محظوظ"، وننسى أن ما نراه الآن هو فقط النتيجة، وليس القصة كاملة. الحقيقة أن النجاح نادرًا ما يكون مسألة حظ. بل في الغالب هو نتيجة طريق طويل من التعب، والانضباط، والإصرار، وخيبات الأمل التي لا يتحدث عنها أحد. الحظ ربما يلعب دورًا صغيرًا في نقطة ما، لكنه لا يمكن أن يصنع النجاح وحده أبدًا.

النجاح لا يحدث صدفة، بل هو نتيجة قرارات واعية تتكرر كل يوم. هو أن تستيقظ في الصباح رغم تعبك، أن تكتب مقالًا رغم الإحباط، أن تتعلم مهارة رغم الظروف، أن تتحدث إلى نفسك وتقول "لن أستسلم اليوم"، حتى عندما لا يراك أحد. كثيرون يظنون أن من ينجحون يمتلكون ظروفًا مثالية، بينما الواقع أن أغلبهم صنع النجاح من داخل المعاناة. خلف كل لحظة إنجاز، هناك لحظات تعب، ورفض، وتشكيك، وانكسار، لكنهم أكملوا. النجاح لا يمنح، بل يُنتزع.

فكرّي في الأمر من زاوية أخرى: كم مرة مرّت أمامك فرصة لكنك لم تلتقطيها؟ كم مرة قلّت ثقتك بنفسك وتراجعتِ؟ الحظ أحيانًا يمرّ أمام الجميع، لكن من يستفيد منه هم المستعدون. لذلك لا تنتظري أن يأتيك الحظ حاملاً لك كل ما تتمنين، بل اعملي، اصقلي قدراتك، وطوّري نفسك، حتى إذا مرت فرصة، تكوني من القلائل الذين يستطيعون اقتناصها وتحويلها إلى نجاح فعلي.

ولا تنسي أن كثيرًا ممن تسميهم محظوظين قد مروا بما تمرين به، وربما أكثر. لكن الفرق أنهم لم يتوقفوا. فبدل أن تسألي: "لماذا أنا؟"، اسألي: "كيف أبدأ رغم كل شيء؟". هذه هي البداية الحقيقية للنجاح.

هل تعرفين ما هو الحظ الحقيقي؟ أن تملكي الشجاعة للاستمرار حين يتوقف الآخرون. أن تنهضي كلما وقعتِ، أن تكرّري المحاولة حتى تنجحي. هذا هو الحظ الحقيقي الذي لا يخبرك به أحد، لأن الجميع يحب إظهار النتيجة، لا الطريق.

إن كان هناك شيء يجب أن تؤمني به من الآن، فهو أن النجاح لا يصنعه الحظ، بل الإصرار، والتكرار، والصبر، والعمل اليومي. لا تنتظري أن تتغير الظروف، بل كوني أنتِ التغيير.

انطلقي من حيث أنتِ. لا تلتفتي لمن سبقوك، ولا تنظري لمن لم يؤمنوا بك. فقط واصلي. النجاح ليس بعيدًا عنك، فقط يحتاج منكِ أن تتوقفي عن الانتظار، وتبدئي بالسير.