الاحجار الكريمه في العالم القديم

الاحجار الكريمه في العالم القديم

0 reviews

الأحجار الكريمة في العالم القديم

منذ فجر التاريخ، أسرت الأحجار الكريمة مخيلة الإنسان، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافته ومعتقداته وقد أولت الحضارات القديمة أهمية كبيرة لهذه الأحجار لما لها من جمال طبيعي نادر، وما ارتبط بها من رموز دينية وسحرية وطبية فقد اعتُبرت الأحجار الكريمة في العالم القديم أكثر من مجرد زينة، بل كانت تمثل القوة، والحماية، والشفاء، والحكمة

في مصر القديمة، لعبت الأحجار الكريمة دورًا أساسيًا في الحياة الدينية والجنائزية  استخدم المصريون القدماء أحجارًا مثل اللازورد، الجمشت، الفيروز، والعقيق في تزيين التماثيل، وصنع التمائم، والحلي الملكية وكان حجر اللازورد، المستورد من أفغانستان، يرمز إلى السماء والألوهية، ويُستخدم في تيجان الملوك وتمائم الكهنة أما الفيـروز، فكان يُستخرج من مناجم سيناء ويُعتقد أنه يمنح الحماية من الأرواح الشريرة، ويجلب الحظ والخصوبة

كذلك استُخدم العقيق والجمشت في صنع التمائم التي تُدفن مع الموتى، اعتقادًا بأنها تحمي الروح وتُرشدها في العالم الآخر كما كانت تُنقش نصوص مقدسة على الأحجار وتُوضع في المقابر، كجزء من طقوس الانتقال إلى الحياة الأبدية

في بلاد الرافدين، كان للأحجار الكريمة مكانة روحية وطبية فقد استخدم السومريون والأكديون والبابليون أحجارًا مثل العقيق واللازورد واليَشب في الأختام الأسطوانية، والتمائم، والمجوهرات. كانوا يعتقدون أن لكل حجر قوة خاصة تؤثر في مزاج الإنسان وصحته، وكان بعض الكهنة يستخدمونها في الطقوس الدينية والعلاج الروحي

وفي الهند القديمة، ارتبطت الأحجار الكريمة بالتقاليد الدينية والعلوم الفلكية. وفقًا للفيدا ، النصوص الهندوسية المقدسة ، كان يُعتقد أن كل حجر يؤثر على كوكب من الكواكب التسعة، ولذا استخدمت الأحجار في الممارسات الروحية و"اليوغا" وعلاج الطاقة. وقد حظيت أحجار مثل الياقوت والزمرد واللؤلؤ بمكانة عظيمة، حيث كان يرتديها الملوك والكهنة لجلب القوة والنجاح وطرد الأرواح الشريرة.

في الصين القديمة، تميز حجر اليشم بأهمية روحية عظيمة، إذ كان يُرمز به إلى النقاء والخلود والحكمة. كان الصينيون يضعون قطع اليشم مع موتاهم للحماية في العالم الآخر، ويستخدمونه في صنع أدوات طقسية وتماثيل مقدسة. كما اعتُبر اليشم رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية.

أما في الحضارة اليونانية والرومانية، فقد نُسجت حول الأحجار الكريمة العديد من الأساطير. على سبيل المثال، اعتقد اليونانيون أن حجر الجمشت يمنع التسمم والسُكر، وكان يُهدى لمحاربي المعارك لأنه يمنحهم الشجاعة. كما ارتبط الزبرجد والعقيق بالحب والجمال، وكان يُعتقد أن لهما قدرة على جذب الحظ والحماية من الحسد.

ختامًا، يتضح أن الأحجار الكريمة لم تكن مجرد زينة، بل كانت عناصر أساسية في الحياة الدينية والطبية والاجتماعية لدى شعوب العالم القديم. لقد عبّرت عن معتقداتهم، وأمّنت لهم الطمأنينة، وجسدت رغبتهم في فهم العالم الغامض من حولهم، وهو ما لا يزال يؤثر على نظرتنا لها حتى اليوم٠

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles