كلام الناس السئ من ظهرك أو في وجهك
من اكبر المشاكل التي تواجه الإنسان في عصرنا الحالي وفي الماضي هو كلام الناس عليه بالسوء بغرض تشويه سمعته أو الإستهزاء به فإن كان في وجه الإنسان له معاني عديدة تحمل في طياتها الاستهزاء التقليل من الشأن والقدر وقتل الثقة بالنفس وإن كان من خلف الإنسان يسمى غيبة إن كانت فيه هذه الصفة التي تحدث بها الناس عنه أو وصفوه بها وإن كانت ليست فيه هذه الصفة فهي من الظلم والبهتان الذي يواجه المرء في حياته وينغص عليه عيشه لذلك في هذا المقال سنتعرض لكيفية التعامل مع كلام الناس الجارح والتغلب عليه بل وتحويله إلى شئ إيجابي يبني الإنسان ولا يهدمه
كيفية التعامل مع كلام الناس الجارح الهدام
(١) على الإنسان أن يعلم أنه لن يسلم أبدا من كلام الناس الجارح وغيبتهم فقد تكلم الناس على الرسل والأنبياء من قبله بالسوء فلم يثنيهم ذلك عن دعوتهم ولم يؤثر عليهم لأن الناس لن ترضى أبدا عنك بطريقة كاملة بل لابد بأن تتعرض الغيبة في حياتك مهما فعلت لذلك يجب عليك أخي العزيز أن تثق بنفسك وتلقي بكلام الناس السئ في سلة المهملات ولا يهمك منهم وأن تمضي في طريقك فذلك أحرى أن يقوي عزيمتك وثقتك بنفسك ويحافظ على إتزانك
(٢) تقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى لذلك قال الله سبحانه وتعالى لنبيه في كتابه الكريم { ولقد نعلم أنه يضيق صدرك مما يقولون فسيح بحمد ربك وكن من الساجدين}
فالتسبيح هو تنزيه الله سبحانه وتعالى والسجود خضوع لله تعالى فأنت بذلك تلتجئ إليه ليعجيك القوة الداخلية التي تجعلك تواجه كل شر بل ذلك أحرى أن يحميك الله من ألسنة الناس الذين يريدون بك سوءا ويدافع عنك لأنك سلمت أمرك كله إليه سبحانه وتعالى
(٣) تطوير الذات وذلك بالتعلم وكثرة القراءة وتعلم مهارات جديدة في مجالات كثيرة وذلك سيجعل حياتك أجمل لأنك ستكون بذلك أقوى من قبل ويمسح الصورة السيئة من نظر بعض الناس بل ويرفع قدرك ومكانتك عندهم أما من يكرهك أو يحقد عليك فأنت بنجاحك وتطويرك لنفسك فمهما حاربك أو تكلم عليك بالسوء فسيكون كلامه ليس له أي قيمة أو تأثير بعد ذلك
(٤) الإحسان إلى الناس ولذلك قال الشاعر ( أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم) فأعطي الفقير لله وإرحم الضعيف وشارك الناس في أفراحهم وواسيهم في أحزانهم وأكرم ضيفك وإبتسم في وجه أخيك وقدم الهدايا ( تهادوا تحابوا ) فكل ذلك أحرى أن يؤلف قلوب الناس حولك وإعلم أيضاً أنك مهما فعلت من إحسان فلن ترضى جميع البشر فإنك إن حاولت أن ترضيهم جميعاً فإن ذلك قد يجعلك منافقا
(٥) الإنشغال في عمل مفيد وذلك سيجعل وقتك مليئا ولن تجد وقتا لسماع الكلام السئ أو التركيز فيه بل سيجعلك مهتما بكبار الأمور وترك صغيرها
(٦) اختيار صحبة صالحة إعلم أيضاً أخي الكريم أن الصحبة الصالحة تجعلك تمشي في الطريق الصحيح وتبعدك عن السوء والشبهات التي قد تشوه سمعتك فالصديق السوء يأخذك إلى طريق الشهوات والشبهات التي قد تدمر فيما بعد وتؤثر عليك في حياتك كلها لذلك الصحبة الصالحة تكون حماية لك ولسمعتك وقيمتك بين الناس فالصاحب يتشبه بصاحبه والقرين بالمقارن يقتدي لذلك إبعتد عمن يرديك وإقترب ممن ينفعك في دينك ودنياك
(٧) التأسي بسيرة الرسول صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين والسلف الصالح فصحبة سيرتهم العطرة تجعلك إنساناً أفضل والتشبه بالرجال فلاح
وأختم مقالتي على هذا وأسأل الله التوفيق والسداد.