كيف نتعامل مع اولادنا
كيف نتعامل مع أولادنا؟!
مين فينا وهو صغير مكانش بيشوف في أبوه أقوى واحد في الدنيا وإنه الملجأ الأقوى والأشد لحظة الوقوع في مشكلة؟!
مين فينا وهو صغير مكانش بيشوف في أمه أنها المصدر الأكبر والأهم للأمان والحنان والطمأنينة؟!
أكيد كلنا كبرنا بنفس النظرة ونفس الإحساس تجاه أهالينا من آباء وأمهات. كلنا كبرنا وشايفين إن أهالينا هما مصدر النور والطاقة الأول والأهم بالنسبة لنا وده أكيد هو الطبيعي ودي هي الفطرة السليمة اللي ربنا خلق الناس والدنيا على أساسها.
والسؤال الأهم والأشد قسوة على قلوبنا هنا:
هل حصل قبل كده وحد فينا تخيل إن ممكن في يوم يكون أبوه أو أمه يكون حد منهم هو مصدر الخطر أو التهديد الأكبر بالنسبة ليه في حياته؟!
سؤال يبدو غريب بل ومثير للتعجب ... مش كده؟!
لكن للأسف ده أصبح واقع كتير من الناس في وقتنا الحالي.
وقتنا الحالي اللي بقينا نسمع فيه عن جرائم بترتكب من الآباء في حق أولادهم سواء بشكل مادي أو معنوي واللي عن نفسي بشوف إن هو الطريق المؤدي للجرائم المادية المرعبة اللي بقينا بنسمع عنها مؤخرا للأسف.
في وقتنا الحالي بقينا نشوف الأهل بيهتمو بالشكل الظاهري لأولادهم بغض النظر عن المضمون. بقا أهم شيء عندهم يظهرو قدام الناس إنهم الأهالي المودرن اللي بيهتمو بالدروس والتمارين والناني وبيفكرو انهم كده عملو اللي عليهم بادعاء ان هي دي التربية الإيجابية واللي هي في نظري بعيدة كل البعد عن الأساس السليم لتربية أولادنا بقو الأهالي بيربو أولادهم عن طريق الحسابات بمعنى (شوف احنا صرفنا عليهم كام وروحنا بيهم فين اللي هو بكام).
والطريقة دي اللي ممكن جدا من خلالها نلاقي الآباء بيطلعو جيل سلبي ضعيف الشخصية من خلال إجبار الأبناء على العيش بطرق معينة بيشوفها الآباء على إن هي دي الأنسب لشكلهم ووضعهم المادي والاجتماعي أمام الناس بغض النظر عن رغبات وأمنيات الأبناء وهل ده هو الأنسب لشخصياتهم ولا لأ. بنشوف أهالي بيجتهدو انهم يطلعو جيل غير سوي نفسيا غير قادر على مواجهة المجتمع وتحديات الحياة اللي لا نهاية لها؛ واللي ممكن جدا نكون بنسمع كتير عن شباب غير قادر حتى على تحمل مسئولية نفسه أو نسمع عن زيادة حالات الطلاق في الوقت الحالي للسبب ده. وده في نظري نوع من الجريمة.
ده غير ماعمت به البلوى من ترك الأولاد للأجهزة الإلكترونية بجميع أنواعها ظنا من بعض الأهالي ان هو ده الصح وإن هما كده بيبعدو نفسهم شوية عن زن الأولاد إلى أن يفاجأ بالمشاكل اللي بتحصل من وراء الأجهزة دي من الوقوع في فخ عصابات الجرائم الإلكترونية ونسمع بقا عن جرائم الابتزاز الإلكتروني واللي بيوصل ضحاياه إلى الانتحار أو حتى إجبارهم على ارتكاب أبشع أنواع الجرائم في حق نفسهم قبل ما يكون في حق غيرهم؛ ودي جريمة تانية من جرائم الآباء في حق أولادهم.
أما عن الجريمة الأكبر؛ فهي عدم حرص الأهل على تربية أولادهم التربية الدينية الصحيحة وترك نفسهم وأولادهم لملهيات ومغريات الحياة المختلفة اللي ممكن يستحيل العيش فيها من غير أساس ديني سليم يقوي الشخصية ويثبتهم على المبادئ والأخلاق الحميدة بشكل إيجابي سليم.
إذا؛ إيه ممكن يكون الحل للبعد عن الوقوع في الأخطاء السابق ذكرها للوصول بأولادنا للتربية الإيجابية السليمة؟
1-أول خطوة والأكثر أهمية في خطوات التربية الإيجابية السليمة: هي اللجوء لعلماء الدين الثقات لفهم قواعد التربية السليمة اللي وصانا بيها الدين لبناء أساس قوي لشخصية أولادنا نقدر نبني عليه شخصية قوية ثابتة على المبادئ والأخلاق الكريمة.
2- إن احنا كأهالي لازم نكون قدوة حسنة لأولادنا بمعنى اننا لا نأمرهم بالشئ ولا نأتيه، وننهاهم عن الشئ ونأتيه، والانتباه الجيد جدا لتصرفاتنا قدامهم عشان الأب والأم بيكونو النموذج الأول والأساسي في حياة أولادهم.
3-الصحوبية أو الصداقة بين الآباء والأولاد المبدأ ده مهم جدا جدا وجوده وده بناء على طبيعة الوقت اللي احنا فيه واختلافه بالكلية عن الأوقات السابقة، فمن وجهة نظري إن من الذكاء والحرص أيضا على مصلحة أولادنا إننا نعاملهم على حسب قدرتهم العقلية والنفسية وإعطائهم إحساس الحرية وعدم الإجبار على شيء وفي نفس الوقت كل ده يكون تحت نظرنا وإشرافنا، وقضاء أكبر وقت ممكن مع الأبناء بيقوي العلاقة بينهم وبين آباءهم وبيقربهم من بعض أكتر وبكده نكون طبقنا مبدأ الصحوبية.
4-الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قدر المستطاع واستخدامها يكون تحت نظر الأهل بشكل دائم عشان نحمي أولادنا من خطر الجرائم الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني والحفاظ على حالتهم الصحية والنفسية.
وفي الختام؛
كلنا ندعو الله لأولادنا بالهداية والحماية والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وأن يقر أعيننا بهم وأن يجعلهم من عباده الصالحين.
