مراكش: درّة المغرب الحمراء وكنزها الثقافي

مراكش: درّة المغرب الحمراء وكنزها الثقافي

0 reviews

مراكش: لؤلؤة المغرب الحمراء وكنزها الثقافي

مقدمة

تُعدّ مراكش واحدة من أقدم وأجمل مدن المغرب، وهي مدينة تعجّ بالحياة والتاريخ والثقافة. تلقب بـ"المدينة الحمراء" بسبب لون مبانيها التقليدية المصنوعة من الطين الأحمر، وتتميز بأسواقها النابضة بالحياة، ومعالمها التاريخية، وفنادقها الفاخرة، وكرم سكانها.

تقع المدينة في وسط المغرب عند سفوح جبال الأطلس، مما يمنحها مناخًا معتدلًا وجعلها نقطة جذب للسياح على مدار العام. في هذا المقال، سنستكشف تاريخ مراكش، معالمها البارزة، ثقافتها، وأهميتها الاقتصادية والسياحية.


تاريخ مراكش

1. التأسيس والعصور الأولى

تأسست مراكش عام 1062م على يد يوسف بن تاشفين، زعيم الدولة المرابطية، لتكون عاصمتهم السياسية والعسكرية. وسرعان ما أصبحت مركزًا حضاريًا مهمًا يجذب العلماء والتجار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

2. ازدهار المدينة تحت حكم الموحدين

بعد سقوط المرابطين، استولى الموحدون على مراكش في القرن الـ12، وقاموا بتطوير بنيتها التحتية، فشيدوا القصور والمساجد والمدارس، مثل مسجد الكتبية الذي أصبح رمزًا للمدينة.

3. العصر الذهبي في عهد السعديين

في القرن الـ16، بلغت مراكش أوج مجدها تحت حكم الدولة السعدية، حيث تم بناء قصر البديع وتزيين المدينة بالحدائق والمساجد. ولا تزال قبور السعديين شاهدة على عظمة هذه الفترة.

4. مراكش في العصر العلوي

مع انتقال العاصمة إلى فاس والرباط في عهد العلويين، فقدت مراكش بعضًا من نفوذها، لكنها بقيت مدينة ثقافية وسياحية رئيسية، حيث استمرت في استقبال الزوار من مختلف الثقافات والحضارات.

 

أهم المعالم السياحية في مراكش

تتميز مراكش بعدد كبير من المواقع الأثرية والطبيعية التي تعكس تنوعها الثقافي وجمالها العمراني.

1. ساحة جامع الفنا

هي الساحة الأشهر في مراكش، حيث تتحول إلى مسرح مفتوح يضم:

  • الحكواتيين الذين يروون القصص الشعبية.
  • العارضين والموسيقيين الذين يقدمون عروضًا ترفيهية.
  • أكشاك الطعام التي تقدم أشهى الأطباق المحلية.
    تعتبر هذه الساحة القلب النابض للمدينة، وهي مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

2. مسجد الكتبية

  • أكبر مسجد في مراكش، بُني في القرن الـ12 على يد الموحدين.
  • يتميز بمئذنته العالية التي يبلغ ارتفاعها 77 مترًا، والتي ألهمت تصميم برج جيرالدا في إسبانيا.
  • يعتبر نموذجًا للعمارة الإسلامية في المغرب.

3. قصر الباهية

  • تحفة معمارية تعود للقرن الـ19، بُني ليكون مقر إقامة لأحد وزراء السلطان العلوي.
  • يتميز بزخارفه المغربية التقليدية، وساحاته الواسعة، والحدائق الجميلة.
  • يعكس أسلوب حياة النبلاء في مراكش خلال القرن الماضي.

4. حدائق ماجوريل

  • صممتها الفنانة الفرنسية جاك ماجوريل في عشرينيات القرن الماضي، ثم اشتراها مصمم الأزياء الشهير إيف سان لوران.
  • تضم نباتات نادرة من مختلف القارات، مثل الصبار والنخيل والخيزران.
  • تحتوي على متحف الفن الأمازيغي الذي يعرض أزياء وحُلي أمازيغية تقليدية.

5. قصر البديع

  • بناه السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي في القرن الـ16.
  • كان يُعدّ من أفخم القصور في العالم، لكنه تعرض للدمار لاحقًا ولم يبق منه سوى أطلال تاريخية.

6. مدرسة ابن يوسف

  • أقدم مدرسة دينية في المغرب، تعود إلى القرن الـ14.
  • تتميز بفنون الزخرفة الإسلامية والنقوش الخشبية والجصية.
  • كانت مركزًا رئيسيًا لتدريس العلوم الدينية والفقه الإسلامي.

 

ثقافة وعادات مراكش

1. الأسواق التقليدية

تُعرف مراكش بأسواقها التقليدية المليئة بالحرف اليدوية مثل:

  • السجاد المغربي المصنوع يدويًا.
  • الجلود المعالجة بالطريقة التقليدية.
  • الفخار والخزف بزخارفه الجميلة.
  • الزيوت العطرية ومستحضرات التجميل الطبيعية مثل زيت الأركان.

2. المطبخ المراكشي

يُعدّ المطبخ في مراكش من أرقى المطابخ المغربية، ومن أبرز أطباقه:

  • الطاجين: طبق مغربي شهير يُطهى ببطء في وعاء فخاري.
  • الكسكس: يُقدم غالبًا يوم الجمعة مع الخضروات واللحم.
  • البسطيلة: فطيرة مغربية تجمع بين النكهات الحلوة والمالحة.
  • الحريرة: حساء مغربي يُتناول خصوصًا في شهر رمضان.

3. الفنون والموسيقى

  • تُعرف مراكش بالموسيقى الأندلسية، والموسيقى الغناوية، وأشكال الفلكلور المحلي.
  • تشتهر المدينة بمهرجان مراكش الدولي للفيلم الذي يستقطب نجوم السينما من جميع أنحاء العالم.

 

السياحة في مراكش

1. دور السياحة في الاقتصاد

تعدّ مراكش من أكبر الوجهات السياحية في المغرب، حيث:

  • تستقبل ملايين السياح سنويًا من أوروبا، أمريكا، والخليج العربي.
  • تمتلك بنية تحتية سياحية متطورة تشمل الفنادق الفاخرة، والرياضات (دور الضيافة المغربية التقليدية).
  • توفر فرص عمل كبيرة في قطاعات الضيافة، الحرف، والتجارة.

2. الأنشطة السياحية

  • الرحلات الصحراوية إلى مرزوقة وزاكورة.
  • جولات في جبال الأطلس للاستمتاع بالطبيعة الخلابة.
  • الحمامات المغربية التقليدية لتجربة الاسترخاء والعناية بالجسم.

 

خاتمة

مراكش ليست مجرد مدينة، بل تجربة حية تعكس تاريخ المغرب وتراثه الثقافي العريق. بفضل معالمها المذهلة، أسواقها المفعمة بالحياة، وموقعها الجغرافي الفريد، تبقى واحدة من الوجهات الأكثر جاذبية في العالم. سواء كنت مهتمًا بالتاريخ، الثقافة، أو مجرد الاستمتاع بجوّها الفريد، فإن زيارة مراكش ستمنحك تجربة لا تُنسى.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

1

similar articles