"الإنسان يبحث عن المعنى " لـ ڤيكتور إميل فرانكل

"الإنسان يبحث عن المعنى " لـ ڤيكتور إميل فرانكل

0 المراجعات

لمن ينصح بهذا الكتاب ؟
•للمهتمين بدراسة علم النفس , و العلاج بالبحث عن معنى المعاناة للتعامل معها .
•للمهتمين بدراسة علوم الفلسفة الوجودية .
•لأي شخص يعاني من مشاكل نفسية ,و يبحث عن دافع للاستمرار بالحياة .

• عن الكتاب 
صدر الكتاب عام 1946 م , و بيع منه أكثر من عشرة ملايين نسخة , إذ يوثق فيه المؤلف ما حل به حين كان سجينا في إحدى المعسكرات النازية أثناء الحرب العالمية الثانية , و يتحدث عن مشاعره و أفكاره القاسية و مصيره المجهول .

• عن المؤلف
يعتبر "فرانكل " مؤسس علم العلاج بالمعنى (Logotherapy ), و هو أحد أصناف العلاج النفسي الوجودي و المنطقي , حظي بشهرة واسعة كأهم طبيب نفسي , حصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة كارلوفا , كما جنى العديد من الجوائز و الأوسمة .

• المقدمة 

هل تساءلت يومًا ما عند رؤيتك لطيرٍ مأسورٍ في قفصه ، ما الشّعور الّذي ينتابه؟ وعن أمله بأن يجيء اليوم الّذي يغادر فيه هذا القفص اللّعين! هل جرّبت أن تضع نفسك مكانه؟ هل ستفكّر أن تمتنع عن الطّعام وترغب في الموت، أم أنّك ستبقى متعلّقًا بالأمل! أمل أن تكون حرًّا، وأن تعود إلى وطنك سالمًا! بالضّبط هذا ما حصل مع الطّبيب "فرانكل"، الّذي يروي لنا تفاصيل حياته في معسكرات الهولوكوست في الحرب العالميّة الثّانية ، حين تعرّض للقهر والتّعذيب وشعر بالإحباط الشّديد، لكنّه سرعان ما وجد حقيقةً باطنيّةً دفعته إلى السّعي للبحث عن معنًى جديدٍ راسخٍ في كينونته، يحفّزه ويدعمه، كيف لا وهذه الرّغبة غريزيّةٌ في كلّ واحدٍ منّا! أنت وأنا وحتّى ذاك الطّير المذكور سابقًا، هذه ماهيتنا، وهذا هو السّبب لوجودنا جميعًا على هذه الأرض، كيف تتعامل مع مشاعر الإحباط، وكيف تحوّل مشاكلك إلى حوافز للإنجاز؟ ذلك ما تخبّئه لك هذه القصّة الفريدة من نوعها .

• مشهد قاس و متكرر لم يفارق مخيلتي طوال الوقت 

"يا طبيبٌ، من علمّك كلّ هذا؟ - المعاناة"، هكذا جاءت إجابته على الفور / ألبير كامو، تذكّرت هذا الرّدّ العظيم من كامو في رواية "الطّاعون" حالما انتهيت من قراءتي لهذا الكتاب، ولكنّ أيّة معاناة تلك الّتي حظيت بها طوال ثلاث سنواتٍ من التّعذيب والقهر، تعذيبٌ يستمرّ طوال اليوم، وفي نهاية المطاف يتمّ نقلك إلى معسكرٍ آخر يحوي غرف خاصّةً بطرق الإعدام المريعة، مثل أن يعدم السّجين بالغاز، أو أن يوضع في أفران حرق الجثث، لكن رغم هذا كلّه، كانت فكرة البقاء على قيد الحياة تسيطر على عقلي، واستمرّ الأمل في عودتي إلى أسرتي الّتي تنتظرني، ولم أفكّر أبدًا بالاستسلام.

لقد أجبرت على القيام بأعمالٍ شاقّةٍ كثيرةٍ، كالحفر لوضع عوارض خشبيّةٍ لمدّ الخطوط الحديديّة والأنفاق المائيّة، وكنت أمنح مقابل هذا العمل ما يسمّى بجائزة الكوبونات، ويساوي الكوبون الواحد مبلغًا قليلًا من المال، يمكن للسّجين أن يستبدل به ستّ سجائر، أو اثني عشر طبقًا من الحساء، وقد كنت أفضّل الحساء، فهي الطّريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة، ورغم كوني طبيبًا، إلّا أنّهم لم يطلبوني لأمارس مهنتي سوى في الأسابيع الأخيرة من سنوات اعتقالي.

كان هناك ثلاث مراحل يمرّ بها أيّ سجينٍ، عادةً ما تكون ردّات فعل السّجناء العقليّة مضطربةً فيها، فتجدهم في البداية مندهشين وخائفين من هذا المكان الموحش، وبعد فترةٍ تراهم قد اندمجوا وتكيّفوا مع النّظام العامّ للمعسكر، والفترة الأخيرة الّتي تسبق تحديد مصيرهم، تجد الواحد منهم مصابًا بالوهم، وهي حالةٌ مرضيّةٌ تسمّى (وهم الإبراء)، حيث يصاب فيها عقل السّجين بنوعٍ من السّراب، فيعتقد قبيل تنفيذ الإعدام أنّ ثمّة شخصٌ ما سيأتي وينقذه في اللّحظة الأخيرة، لكنّها تبقى مجرّد أوهامٍ، يحلّ محلّها إحساسٌ غريبٌ بالضّحك والفكاهة، وذلك يقينًا منهم أنّهم لن يفتقدوا سوى حياتهم البائسة هذه. 

•الطريقة الأفضل للتعامل مع مأساتك هي التكيف مع الوضع الراهن 

بعد مكوثي في السّجن كلّ هذه المدّة الطّويلة، أيقنت أنّ أيّ واحدٍ منّا بإمكانه أن يتكيّف ويتأقلم مع أيّ ظرفٍ وضع به، في السّابق كنت أستيقظ من نومي حال سماعي لأيّ صوتٍ بسيطٍ أثناء النّوم، وبعد فترةٍ من اعتقالي، ها أنا اليوم في السّجن أنام ملتصقًا بزميلي، سامعًا صوت شّخيره، وأصوات التّعذيب من حوله دون أن أبدي أيّ اكتراثٍ.

بالتّالي يمكننا القول إنّ بإمكان أيّ إنسانٍ أن يصنع لنفسه أسلوبًا لعيش حياةٍ عظيمةٍ ، ومهما كانت ظروفه، إذ من الممكن وصف هذا التّكيّف مع مصاعب الحياة بأنّه النّظرة الواقعيّة الواعية للأمور بغضّ النّظر عن التّعقيدات ومشاعر الشّكّ الّتي تساورنا ، كما أنّنا نمتلك قوّة إرادةٍ تسهم في تعزيز عمليّة التّعايش والتّجديد، من وجهة نظرٍ بيولوجيّةٍ تقدّم هذه الفكرة على أنّها العامل الرّئيس لعيش حياةٍ صحيّةٍ، طويلة الأجل، فتعاملنا الإيجابيّ مع التّغيّرات السّلبيّة المفاجئة، من شأنه منحنا الاتّزان اللّازم للاستمرار على قيد الحياة، بعيدًا عن ردود أفعالنا المتوغّلة في الحزن والإحباط، والّتي بدورها تمنع نشاط عقلنا الواعي، وتشتّت إدراكنا.

أثناء فترة اعتقالي كانت البلادة مسيطرةً على أغلب السّجناء، وقد جعلتهم غير آبهين بما يحدث حولهم، إذ يفقد السّجين قدرته على الشّعور بأيّ شيءٍ يحدث له كلّ يومٍ وفي كلّ لحظةٍ، ممّا يسبّب له فقدان الأمل والقدرة على الإحساس بما حوله، فتجد الواحد منهم متقوّقعا على نفسه يعتريه الصّمت البغيض.

•إقتباس 

"لا ينبغي لأيّ رجلٍ أن يحكم ما لم يسأل نفسه بأمانةٍ مطلقةٍ عمّا إذا كان قد وضع في وضعٍ مماثلٍ؛ فربّما أنّه كان سيفعل الشّيء نفسه."

• مشاعر قاسية و رغبة بالانتحار كنت دائما أواجهها بالضحك و الحب 

كانت فكرة الانتحار مسيطرةً على جميع السّجناء تقريبًا؛ إذ كان الشّعور بالعجز حيال الظّروف المحيطة بهم هو الدّاعم لها، لكنّي أخذت عهدًا على نفسي ألّا أصطدم بالأسلاك، و كانت هذه هي الجملة الشّهيرة المنتشرة في المعسكر بين السّجناء؛ فقد كان سياج السّجن عبارةً عن مجموعةٍ من الأسلاك الشّائكة المكهربة، ومن يقدم على لمسها، فإنّ مصيره الفناء حتمًا، و كانت هذه الطّريقة هي أسرع وأسهل طريقةً للانتحار .

في السّجن يعيش السّجين الجديد أشكالًا من العواطف المؤلمة؛ نتيجةً لاشتياقه العارم لعائلته، وللمشاهد المقزّزة والمقرفة الّتي تحيط به في السّجن، فقد كان السّجناء يجلدون بشكلٍ عشوائيٍّ، ويتمّ استفزازهم دومًا، فأصبح شعور الألم النّفسيّ يغلب شعور الألم الجسديّ، وأضحى حلم أيّ سجينٍ هو الحصول على قطعةٍ من الخبز، أو سيجارةٍ وحمّامٍ ساخنٍ، لكنّه حالما يصحو من حلمه يسقط ضحيّة التّناقض بين حلمه وواقعه الأليم.

أحد أصدقائي كان طبيبًا، وقد سبقني بفترةٍ داخل هذه المعسكرات، وكان ذكيًّا وصبورًا، وهو أحد النّاجين، وبعد نجاته ذكر أنّني كنت الشّخص الوحيد الّذي يضحك دائمًا، ممّا دفع الجميع للاعتقاد بأنّني جننت لفرط رغبتي في الحياة، وبالرّغم من الأوامر الصّارمة الموجّهة لي، والمشاهد المرعبة الّتي أراها، كنت أضحك باستمرارٍ، كان صديقي هذا بشوشًا أيضًا واستمرّ يوصينا بحلاقة وجوهنا، وألّا نكترث لأيّ جرحٍ أو خدشٍ نصاب به، بل وأوصانا بأن نظهر حبّ العمل؛ كي لا يكون مصيرنا الإعدام بغرف الغاز، وبالفعل كنت قد تأثّرت به كثيرًا، وكان صديقي هذا هو أحد الأسباب الّتي دفعتني للبقاء والاستمرار.

•الآثار النفسية و الجسدية التي يتركها السجن في قلوب و عقول السجناء 

لا شكّ بأنّ هذه الظّروف كانت ستؤثّر بشكلٍ مباشرٍ على أيّ إنسانٍ عاقلٍ، كما أنّ هناك عددًا من الآثار النّفسيّة والجسديّة الواضحة لدى كلّ سجينٍ، كالشّعور بالعدميّة، والإحباط، والرّغبة في الموت، إضافةً إلى اختفاء الرّغبة الجنسيّة، والّذي كان أحد أهمّ النّتائج المترتّبة على أغلب السّجناء، وقد يكون هذا بسبب سوء التّغذية والقلق المتواصل، وعلى الرّغم من كون جميع المعتقلين في المعسكرات من الذّكور، إلّا أنّه لوحظ وجود بعض الانحرافات الجنسيّة.

في ظلّ هذه الظّروف القاسية، ورغم كلّ شيءٍ، كنت لا أنفكّ أتذكّر دوستويفسكي حين قال: "يوجد شيءٌ واحدٌ يروعني، وهو ألّا أكون جديرًا بآلامي"، لذا كنت أحاول باستمرارٍ أن أكون جديرًا لأعيش هذا الألم المحيط بي، وكنت أؤمن بقدرتي على تخطّي محنتي، إدراكًا منّي أنّ الحياة تستحقّ أن نواجهها بحرّيّةٍ روحيّةٍ مستقلّةٍ.

ولا يجب أن ننسى بأنّ قسوة الاعتقال تولّد قسوةً في قلب المعتقل، إذ يصبح السّجين أكثر غلظةً مع أصدقائه، فيغدو حادًّا جدًّا، وصامتًا دائمًا، وحالما يثار غضبه، يظهر قسوته فورًا، وقد يصبح قاسيًا مع نفسه محاولًا إيذاءها، إذن فإنّ عيش حياةٍ كهذه في معسكر الاعتقال، تمزّق الحجاب عن النّفس البشريّة وتعريها إلى أعماقها؛ بسبب الألم الّذي شعر به كلّ واحدٍ منّا، كما أنّنا فقدنا القدرة على الإحساس بالسّعادة، وفقدنا الشّهيّة والرّغبة في القيام بأيّ شيءٍ آخر.

•العلاج بالمعنى هو طريقة لتحليل المعاناة و البحث بعمق عن معانيها السامية 

تعدّ رغبة الإنسان في البحث عن معنًى لوجوده قوّةً فطريّةً غريزيّةً، فهو بحاجةٍ إلى إجابةٍ شافيةٍ لجميع تساؤلاته الفلسفيّة، لذا فإنّي قمت باكتشاف فكرةٍ ما وهي "العلاج بالمعنى"، فكنت أعتقد دائمًا أنّ مهمّتي في الحياة تكمن بمساعدة الإنسان على أن يجد معنًى حقيقيًّا لحياته، وذلك بهدف أن يصبح الإنسان واعيًا للمعنى الكامن لفكرة وجوده هنا، فكلّ ما أقوم به أشبه بعمليّةٍ تحليليّةٍ عميقةٍ.

هذا العلاج لا يقتصر على الأواصر الغريزيّة داخل اللّاشعور عند الإنسان، بل يهتمّ بالحقائق المعنويّة أو الرّوحيّة كتحقيق إمكانات المعنى الوجوديّ لديه، وإيضاح إرادة المعنى الكامنة فيه، قد تسأل نفسك إذن، فما الفرق بين التّحليل النّفسيّ والعلاج بالمعنى؟ إنّ العلاج بالمعنى يحوّل الإنسان إلى كائنٍ جلّ اهتمامه هو تحقيق المعنى لحياته والقيمة الذّاتيّة لنفسه، بدلًا من اهتمامه بإرضاء رغباته وإشباع غرائزه.

ولذلك فهو أهمّ طرق العلاج الّتي تركّز على المستقبل، وعلى المعاني اللّازمة الّتي يجب أن يطّلع عليها المريض في نظرته للغد، كما أنّ سعي الإنسان يختلف من شخصٍ لآخر، ويختلف عند الشّخص الواحد من يومٍ إلى يومٍ آخر، لذلك يجب ألّا نسعى للبحث عن معنًى مجرّدٍ للحياة، فلكلّ واحدٍ منّا رسالةٌ خاصّةٌ به، وعليه تنفيذها في هذه الحياة.

•الحب و الغاية هما أسمى المعاني التي على الإنسان أن يكتشفها 

بالنّسبة لي إنّ الحبّ هو الطّريقة الوحيدة الّتي يمكن للإنسان من خلاله أن يطّلع على أسرار إنسانٍ آخر في أعماق شخصيّته، ومن وجهة نظري إنّ الإنسان لن يبلغ الوعي التّامّ بالجوهر العميق لشخصٍ آخر، إلّا إذا وقع في حبّه، وكنت دائمًا ما أقول: إنّ الحبّ هو من يصنع المعجزات، وبه يعرف الإنسان مفهوم المعاناة الحقيقيّة؛ فحينما يجد الإنسان نفسه في موقفٍ لا مفرّ منه، سيتطلّب منه هذا أن يواجه قدره الّذي يمكن تغييره، كأن يكون مرضًا عصيًّا كالسّرطان، وقتئذٍ فقط يكون أمام الشّخص آخر فرصةٍ لتحقيق قيمته العليا، تلك الّتي يحقّق بها المعنى الأعمق، فيبقى يعاني في سبيل أن يكون على قيد الحياة.

بالحبّ يصبح الإنسان واعيًا بالمسؤوليّة الّتي عليه أن يحملها إزاء شخصٍ ينتظره باشتياقٍ ولهفةٍ، أو عملٍ يرغب في تحقيقه ولم يكمله بعد، ولن يكون الإنسان قادرًا على التّفريط بحياته بسهولةٍ؛ وذلك إذا عرف السّبب من وجوده، والغاية المرجوّة منه، فبها يكون الإنسان قادرًا على تحمّل أيّ شكلٍ من أشكال المعاناة.

• إقتباس 

"تعني الحياة في النّهاية تحمّل المسؤوليّة للعثور على الإجابة الصّحيحة لمشاكلها والوفاء بالمهامّ الّتي تحدّدها باستمرارٍ لكلّ فردٍ."

• أن تسمو بذاتك آي أن تكون غايتك أكبر من أهدافها الشخصية 

من وجهة نظري إنّ ما يميّز الوجود الإنسانيّ ظاهرتان خاصّتان بالإنسان العاقل وحده، وهما ظاهرة التّحرّر الذّاتيّ، وظاهرة التّسامي بالذّات، كما أنّ تحقيق الذّات ليس الغاية الوحيدة عند الإنسان، وليست رغبته الأولى، وسبب ذلك أنّه إذا أصبحت رغبة تحقيق الذّات غايةً بحدّ ذاتها، فإنّها تتعارض مع فكرة تجاوز الذّات أو السّموّ بالذّات.

يقول آينشتاين: "إنّ الفرد الّذي يعتبر أنّه يعيش حياةً جوفاء من أيّ معنًى، فهو لن يكون غير سعيدٍ وحسب، بل سيكون غير صالحٍ للعيش، "لذا فإنّ السّموّ بالذّات هو جوهر وجودنا؛ ومع هذا كلّه، فإنّ الملل والبلادة والعدميّة، جميعها مشاعر آخذةٌ بالانتشار في عالمنا الحاليّ، بالإضافة إلى الشّعور بالفراغ وباللّاجدوى، وإنّ حربنا الحقيقيّة هي الّتي تعنى بالتّخلّص من هذه المشاعر الّتي تجعلنا غير صالحين للحياة.

•فقرة بارزة 

"كان الرّجال صامتين، وكانت عقولهم فاقدةً للحسّ، إلّا أنّ عقلي لا يزال متعلّقًا بصورة زوجتي، وجالت بعقلي فكرةٌ: أنّني لا أعرف ما إذا كانت لا تزال على قيد الحياة، ولكنّي أعرف شيئًا واحدًا فقط - وهو ما أعرفه الآن جيّدًا: هو أنّ الحبّ يذهب إلى ما هو أبعد في غايته من الشّخص البدنيّ للمحبوب، هذا الحبّ يجد معناه الأعمق في الوجود الرّوحيّ لهذا الشّخص المحبوب، أي في ذاته الدّاخليّة، وسواءً أكان الشّخص حاضرًا بالعقل أو غير حاضرٍ، وسواءً أكان لا يزال على قيد الحياة أم لا، فإنّ هذه الأمور تفقد في ذاتها بعض أهمّيتها."

•الخاتمة

أخيرًا وكما هو واضحٌ عزيزي القارئ إنّ هذا الكتاب يحمل الكثير من الأفكار الضّمنيّة عميقة الفحوى، مقسّمةً إلى عدّة أقسامٍ، حيث يذكر الكاتب قصّته الحقيقيّة في معسكرات الهولوكوست في الحرب العالميّة الثّانية، كما يذكر أفكاره ومشاعره النّاتجة بعد مكوثه طوال تلك السّنوات، وعن تعرّضه لأبشع طرق الإهانة والتّعذيب، ثمّ يخبرنا عن طريقته في ابتكار مدرسةٍ جديدةٍ للعلاج النّفسيّ، بعد مدارس العالمين: (فرويدٌ وآدلر)، ويوضّح لنا مبدأ تّسامي الذّات، ويوضّح لنا كيف يمكن للإنسان التّحكّم بعواطفه وغرائزه، والتّكيّف مع أيّ ظرفٍ من الظّروف المحيطة به. 

•إقتباس 

"لا يمكن السعي وراء السعادة؛ فهي ليست سوى نتيجة لقراراتك"

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

10

followings

1

مقالات مشابة