اللغة العربية و الهوية و ما حدث بها

اللغة العربية و الهوية و ما حدث بها

0 المراجعات

العدوان على اللغة فى مفرداتها و تراكيبها ، وهو عدوان ليس له ما يبرره من الضرورة ، وامتﻷت كل وسائل اﻹعﻻم بظواهر هذا العدوان عن عمد أحيانا ، وعن غفلة أحيانا أخرى ، و عن جهل فى أغلب اﻷحيان ، ثم انتقل العدوان إلى ألسنة المتحدثين فى المناسبات الخاصة و العامة ، ووصل اﻷمر إلى أن البعض أصبح يتباهى بجهله بالعربية ، ويباهى بإجادته للغة اﻷجنبية ، وهو فى هذا يفقد هويته ، و تتشوه طبيعته الثقافية و الحياتية ، ﻷن اللغة ليست مجرد مفردات و مركبات ، و إنما هى ثقافة و حضارة ، كل كلمة فيها كتلة ثقافية متكاملة ،
 و كل تركيب فيها كتلة حياتية حية نامية ،

مثل : منطق اللغة و منطق العقل ، و اللغة و الكلام ، و القياس الصحيح و القياس الخاطئ ، و الاقتراض اللغوي ، و موسيقا اللغة 

الهدف الأساسي الذي نسعي إليه هو تحديد صلة اللغة بالهوية ، و المخاطر التي تتهدد اللغة ، و من ثم تهدد الهوية ، ( زمن إغتراب اللغة العربية ) بين أهلها ، و أصبح العدوان علي اللغة شيئاً مقبولاً ، إن لم نقل شيئاً مرغوباً ؛ و من الحق أن نعترف بأن العدوان علي اللغة و هجرها ليس و ليد الزمن الحاضر ، و إنما كانت بداياته مع الغزو الأجنبي للدول العربية و وقوع ما تسميه 

( الصداع الثقافي اللغوي ) 

إذ أدرك الغزاة أن السيطرة علي العالم العربي 

لابد أن يصاحبها السيطرة علي هويته اللغوية و الثقافية  ،، و قد بدأت مؤشرات هذه المرحلة التدميرية في تاريخ العربية ؛ 

و من البديهي أن الذاكرة الفردية لا تمتلك القدرة علي إستيعاب اللغة إستيعاباً كاملاً بكل مفرداتها ، و كل قواعدها ، و لهذا اهتم العلويون بالتفرقة بين ( اللغة و الكلام ) ، ذلك أن اللغة تسكن الذاكرة ، و الكلام هو الإجراء التنفيذي لهذه اللغة ، و مع تنامي هذا الإجراء و تشبعة و اتساعه ، تنمو اللغة تلقائياً تلاحق التحولات الحضارية و الثقافية ، و يتمكن المتكلم بها من التعبير عما في ذهنه من فكر ، و ما في نفسه من مشاعر و إنفعالات ، و ما يقع عليه بصره ، و يطرق سمعه ، و ما يصل إليه بالحس و الذوق 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

4

متابعهم

0

مقالات مشابة