رحلة للبحث عن حقيقة السعادة

                                             السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

أخواني وأخواتي في الله سنطرح اليوم  موضوعا في غاية الأهمية 

موضوعنا اليوم حول حقيقة السعادة 

السعادة هي ذلك الشعور الذي يشعرك بأن للحياة طعما وهو ذلك الشعور الذي يهتم لأجله كل فرد في رحلة للبحث عن مكوناته للوصول إليه 

فما هي السعادة ؟ 

هذا هو السؤال الذي سنجيب عنه اليوم في هذه المقالة .

                                                  كيف نصف السعادة 

السعادة هي فيتامين الحياة 

وقال أفلاطون : السعادة هي معرفة الخير من الشر

وقال سقراط :السعادة هي اللذة بدون ندم

وفي الحقيقة للسعادة أوصاف كثيرة يصفها كل واحد منا على حسب رؤيته وفهمه لها 

وسنختلف  كثيرا في وصف السعادة ولكن رغم ذلك الإختلاف فجميعنا 

يتطلع إلى نفس الهدف وهو الوصول إلى معنى السعادة الحقيقية 

                                        ٢   هل للسعادة مكونات ؟

سؤال :هل للسعادة مكونات ؟ 

الإجابة نعم بالتأكيد للسعادة مكونات 

وكل شيء في حياتنا له مكونات 

مثال : مكونات الإنسان هي الطين والماء لقوله تعالى (و هو الذي خلقكم من طين 

ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون) 

وقوله تعالى(ولقد خلقنا الإنسان من صلصال  حمإ مسنون ) سورة الحجر

وقوله تعالى(إنا خلقناهم  من طين لازب ) سورة الصفات 

و معنى لازب أي/ لاصق 

حتى في طعامنا وشرابنا ولباسنا ستجد لكل شيء مكونات 

فمثلا لتصنع الكيك ستجد أنك بحاجة إلى الدقيق والبيض والسكر 

ولتصنع قميصا فأنت بحاجة إلى القماش والخيط والإبرة  

وهكذا فإذا إختل شيئا من هذه المكونات أو لم توجد فإن المكون سيختل او يفسد

وهكذا هي أيضا السعادة  لها مكوناتها الخاصة فإن لم توجد المكونات أو نقصت فإن السعادة تنقص أو تفسد أو تختل 

ولكن قبل أن ندخل في التحدث عن مكونات السعادة 

دعونا نتفق أن لكل مكَوْن قسمان من المكَوِنات 

مكوِنات أساسية   و  مكوِنات فرعة 

وسنضرب  مثالا بسيطا وظريفا  على هذا الكلام  مع ذكر فائدة كل مكون 

فمثلا الكيك 

مكوناته الأساسية                  و              موكوناته الفرعية 

١الدقيق/أهميته هو عنصر  أساسي                                                                                           في الوصفة                                                                    ١ الحليب / يمكن إستبدالهه بالماء                                                 

٢ البيض/يجعل  الكيك هشا                                 ٢ الزبدة/يمكن إستبدالها بالزيت 

٣ البينكج بودر /يجعل الكيك مرتفعا                 ٣  االفانيليا /يمكن إستبدالها بماء 

٤السكر/يعطي للكيك طعما حلوا                            الورد 

وهكذا 

فالقاعدة في هذه النظرية هي :

كل ما يمكنك إستبداله فهو فرعي 

وكل ما لا يمكنك إ ستبداله فهو أساسي 

وأعتقد أننا نفهم هذه النظرية  ونستعملها في مجمل حياتنا وأعمالنا الحسية ونؤمن ان لكل مكون حسي مكونات تكونه 

ولكن قد يغفل كثير منا أو يجهل انه حتى للمعناويات مكونات 

فللألم مكونات وللحزن مكونات وللكائبة  مكونات وحتى للسعادة مكونات 

ولنصل إليها يجب علينا ان نجمع جميع مكوناتها الأساسية لتكون لنا سعادة سليمة لا يشوبها ألم أو ضيق أو تختل أو تفسد 

                                          ٣ مكونات السعادة 

كما قلنا من قبل أن لكل شيء في حياتنا مكونات أساسية ومكونات فرعية 

وقلنا أن المكونات الأساسية  لازم وجودها   وأما الفرعية يمكن إستبدالها أو الإستغناء عنها دون أن يفسد المكون 

إذا سألت كل واحد فينا ما هي مكونات السعادة عندك 

سنجد الكثير والكثير من الإجابات المتوقعة والشائعة  عند من لم يعرف بعد حقيقة السعادة 

سنجد من يقول المال و هناك من يقول الأطفال وهناك من يقول الشهرة وهناك من يقول الزواج وهناك من يقول ان تكون لي سيارة أخر موديل 

او يكون لي هاتف آي فون آخر إصدار 

وغير ذلك نحن لا ننكر أن كل ما ذكر من مسببات السعادة 

ولكني شخصيا أنكر أن هذه الأشياء من أركان أساسيات السعادة الحقيقية 

لأنه إذا كانت هذه أركان أو أساسيات السعادة لما إنتحر أو  أدمن المخدرات أو أدمن الكحول  من هو في أعلى المناصب وأكثر الناس مال ومن يملك أخر صيحات الموضة ومن يملك آخر إصدارات الآي فون وأفضل مركة للسيارات 

ولما سمعنا عن تلك الحوادث وأزمات الحياة والأزمات النفسية والمعناوية 

الذي  يعيشها كثير من أغنياء العالم 

و بالمقابل نجد أناس فقراء معدومين  تملأ قلوبهم السعادة وجوههم بشاشة وصدورهم  رحبة بيتهم مليئة بالألفة  و المحبة والتوادد  

ورغم صغرها إلا أنها كالجنة تريح كل من يدخل إليها صفاء قلوبهم تفوح في كل أركان البيت إبتسامتهم تشرق في قلوبنا وكأن للكون شمسان 

فما سر كل ذلك رغم الفقر والذي يراه كثيرا من الناس ذلا 

السر هو أن هؤلاء الناس قد درسوا وعرفوا مكونات السعادة الحقيقية 

فما هي تلك المكونات 

١/الرضي/الرضى هو أحد أهم مكونات السعادة لأنك إذا رضيت عن نفسك عن عيوبك ومميزاتك رضيت بفطرتك كإنسان رضيت بحالتك الإجتماعية والثقافية رضيت عن أهلك والرضي هنا يقصد به الرضي مع التطور  فإذا رضيت بكل ذلك إنتقلت إلى ثاني أهم مكون 

٢/المسامحة /تلقائا إذا رضيت عن كل ما ذكر سابقا فإن هذا يقودك أوتوماتيكيا 

إلى المسامحة لئن بطبيعة الإنسان تجده إذا لم يقبل أو لم يرضى عن خطأ من نفسه فإنه بالطبعي لا يقبل ولا يرضى عن خطأ الناس فيه ولذلك تجد كثيرا منا يردد مثل هذه العبارات الخاطئة وهي 

كيف يرتكب فلانا هذا الخطأ او مثل هذا الخطأ حتى انا لم أجرأ على فعلها أو كيف يعاملني  فلان بهذه الطريقة حتى أنا لم اعامله مرة هكذا 

وفي الحقيقة هذا نوع من أنواع العيش في دور المثالية حيث أنك لا تقبل من نفسك خطأ فلا تقبله من أحد ولكن إذا تقبلنا أخطائنا في أنفسنا وفي الناس 

وتقبلنا أننا بشر وخطؤون وتوقعنا  الخطأ من أنفسنا وأننا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل أمتي خطؤون وخير الخطائين التوابون 

كنا كذلك مع الناس  فإذا حدث التقبل والرضي  عن الذات حصل المسامحة للذات 

وكذلك ينعكس ذلك الأمر على الناس في تقبل أخطائهم والتقبل  انهم بشر مثلك يخطؤن  ومتوقع منهم الخطأ كما هو متوقع منك 

فبذلك تحصل المسامحة لهم كما سامحت عن ذاتك ثم يأتي المكون الثالث 

٣/المحبة /فأنت إذا جمعت المكونين  الأولين تجد نفسك تنتقل أوتوماتيكي 

إلى المكون الثالث وهو المحبة، فإذا تقبلت نفسك ورضيت عنها سامحتها  و إذا سامحتها أحببتها وكذلك الأمر ينعكس على من حولك فإذا جمعت تلكم الثلاث إنتقلت أوتوماتيكي إلى المكون الرابع 

٤/التفاؤل / هذا المكون يأتي نتيجة لتجميع باقي المكونات المذكورة في الأعلى وهو أنك إذا رضيت سامحت ثم أحببت ثم تفائلت بغدا أفضل وهذا الأمر ممكن أن نسأل عنه المحبين أو العاشقين من الفتايات  تجد الفتاة إذا قابلت فارس أحلامها وأحبته  وجدت نفسها تتفائل  بحياتها القادمة معه وكذلك الشاب المحب أو العاشق ونتيجة لهذا التفاؤل يأتي المكون الخامس 

٥/الهدف/أنت إذا رضيت عن حياتك وتقبلتها  سامحت وإذا سامحت أحببت حياتك ومن حولك ومع هذا الحب تجد أن باب التفاؤل قد إنفتح حاملا معه 

أهدافك التي تحققها لتعيش واقع هذه الحياة التي رسمتها بالرضى وزينتها بالمسامحة والمحبة والتفاؤل

وهكذا تكون السعادة هي المكون الناتج عن جمع تلك المكونات 

وهكذا أحبابي في الله وصلنا إلى  آخر رحلتنا في البحث عن السعادة الحقيقية 

التي يتمتع بها من عرف مكوناتها وغرف ونهل من لذالتها 

والحديث في هذا الموضوع يطول ولكل منا نظريته الخاصة 

ولاكن آ مل أن أكون قد أجدت وأوضحت وأوصلت  لكم معنى السعادة الحقيقية 

وأنا أتقبل النقد وا حب ان اسمع آرائكم وشكرا لحسن إصغائكم

وآمل أن أكون قد افدتكم  وان تكون إطلالتي مرحب بها وخفيفة على قلوبكم

                                  مع كامل الشكر والتقدير أمة الله 🤗