استراتيجيات التعامل مع الأوقات الصعبة والتخفيف من أثرها على حياتنا

استراتيجيات التعامل مع الأوقات الصعبة والتخفيف من أثرها على حياتنا

0 reviews

          في رحلة الحياة، تواجه الإنسان العديد من المشاكل، الصعوبات، العقبات، التحديات، الإخفاقات والكثير من الصدمات التي تحول بينه وبين أهدافه المنشودة، كما أنه يعيش أوقاتا عصيبة يعتقد أنه من الصعب تجاوزها. فلا تعتقد أن طريقك في الحياة سيكون مفروشا بالورود، يمنحك كل ما تريده دون عناء.

هذه الحقيقة من استطاع ادراكها فقد اكتسب القدرة الضرورية للتغلب على مختلف المشكلات بكل جرأة وإقدام ونجح في عدم ترك الفرصة للعوائق في تعكير صفاء مسيرته الحياتية.

سنضع بين أيديكم في هذا المقال مجموعة من القواعد الأساسية التي يجب التمسك بها والعمل على تطويرها، هذه القواعد ستمكنك من التعامل مع الأوقات الصعبة وتجاوزها بكل قوة.

1. اعرف نفسك

إذا تأملت في الكون أدركت أنه مصمم بشكل رائع، يشمل العديد من الكائنات التي تسعى بكل جد واجتهاد لإنجاز وظائفها بكل دقة. يعني أنه يعمل داخل نظام ترتبط فيه الموجودات ببعضها البعض لتحقيق وخدمة غايات سامية.

هذه الحقيقة إن استوعبتها ستجعل منك إنسانا لا يقهر، إنسانا يخوض غمر الحياة بكل قوة وحزم،

إنسانا يدرك أن المشكلات عبارة عن تحديات وجب تجاوزها، إنسانا لن يفقد السيطرة على نفسه.

2. التخطيط الجيد

ضع لنفسك أهدافا رائعة وكبيرة تستحق أن تغامر في سبيل تحقيقها، أهدافا تجعل من حياتك ذات معنى وتستحق أن تُعاش. وكن على علم أنك ستواجه الكثير من المشاكل والمشكلات في طريقك، هنا يتوجب أن تكون قد وضعت خطتك وقمت بدراستها من مختلف الزوايا فتستطيع أن تدرك أن هذه المشاكل عبارة عن تحديات وجب التفوق عليها. هكذا تقدر على توقع الصعوبات وإعداد خطط مسبقة لتجاوزها. 

3.تعلم من تجاربك السابقة

مما لا شك فيه أم كل إنسان مر بالعديد من التجارب الفاشلة، مما يؤدي بالبعض إلى الشعور باليأس وفقدان الرغبة في المواصلة، ومن فقدان السيطرة على حياته والتعامل بطريقة غير صحيحة مع مواقف الفشل المتكررة. فالناس الأذكياء الذين استطاعوا النجاح تعلموا الدروس من كل تجربة مروا بها. التجارب السابقة مهما كانت صعبة فعلى الانسان أن يفهم أنها عبارة عن فرص عليه أن يتعلم منها إن هو أراد النجاح في حياته.

والمهم أن تكون لديك الرغبة القوية والشخصية الأقوى التي لا تعرف الاستسلام.

 

 

4.روح التفاؤل

للصحة النفسية السوية العديد من العوامل ولعل أبرزها التفاؤل، فهو بوصلة الحياة التي تجعلك تميز السبل المتنوعة والسبيل الخاص بك. فإذا كنت تنظر لصعوبات الحياة بكل تفاؤل وأن القادم سيكون أفضل سيساعدك ذلك على اكتساب شخصية متزنة تستطيع التعامل مع المشكلات بكل حنكة، مما يجعلك تتجاوزها دون أن تؤثر على صحتك النفسية. وعلى العكس من ذلك فإن كانت روحك متشائمة ونظرتك تشاؤمية فاعلم أن حالتك ستزداد سوء ولن تقدر على تحقيق أي تقدم في الحياة. 

5. التعليم والتعلم 

الإنسان الذي يقرأ، يبحث، يتعلم، يشارك في الدورات التدريبية، يتعلم اللغات الحية، يدرس مختلف العلوم، يستطيع ان يفتح لنفسه العديد من الاختيارات في حياته الشخصية والمهنية. هذا هو الشخص المطلوب أن يكونه كل واحد لديه رغبة في تحقيق المزيد والمزيد من الأهداف دون أن تضعفه مشقات وصعاب الحياة المتكررة. هذا الانسان يستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخطط والحيل والاستراتيجيات لمواجهة نكسات الحياة، كما انه يكتسب القدرة على تعليم الآخرين كيف يعيشون حياتهم وتنمية ذواتهم.

6. اصنع المتعة بأقل الأشياء 

اصنع المتعة بأقل الأشياء، وأبدع السعادة بأيسر الوسائل، وامتلك الفرح بأبسط السبل. وحيث تكون البهجة الحقيقية هي بهجة الشعور بالنمو والارتقاء (نسيم الصباح، موسيقى الروح، رائحة البحر، رياضة الجري، قراءة الروايات، ورشات التكوين التقني والفني...). 

7. ابتعد عن الأوهام

عش حياتك بأقل ما يمكن من الشقاء والألم والأوهام وبما يعنيه ذلك من مراعاة لكل ما يتعلق بأنظمة الحياة اليومية، بدءا من النظام الغذائي والصحي وانتهاء بالنظام المعرفي والتواصلي والأخلاقي. حيث تكون فيها أنت هو أنت بالذات، لا كما يريدك الآخرون أن تكون.

8. نقطة الارتكاز

هذه هي الاستراتيجية الأساس لكل ما تفكر به وكل ما تعمل عليه ولكل ما تستحقه. بمعنى أن تكون لك نقطة ترتكز عليها في حركاتك وسكونك.

فلتكن نقطة ارتكازك هي الله سبحانه وتعالى وذلك من خلال اخلاص العمل له والتوكل عليه، حينها ستدرك أن معظم مشاكلك زالت، الحواجز اختفت، المشكلات عبارة عن تحديات وجب الانتصار عليها، المخاوف أصبحت من الماضي.

خلاصة 

الحياة قائمة بك أو بدونك، ومشاكلها حاضرة في كل وقت وفي كل مكان. فإما أن تكون أو تكوني إنسانا جسورا واثقا من نفسه ومتوكلا على ربه، واعلم أن التحديات عبارة عن فرص لتتعلم مهنا وتحرز التقدم في حياتك من خلال المواجهة. أو كن إنسانا جبانا مستسلما خنوعا لا يستطيع الكفاح والمقاومة من أجل نفسه ومن أجل الآخرين.

وكما قال محمود درويش: " على هذه الأرض ما يستحق الحياة ".

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة