يوم القيامة كأنك تراه

يوم القيامة كأنك تراه

0 المراجعات

انا جايّ احكي لك حكاية من المُستقبل..

 

أهلاً بيك في نهاية العالم..

 

النهاردة الموضوع صعب شوية، لأني هاخدك معايا في رحلة صعبة.. ليوُم القيامة..

 

وهحاول أخليك تشُوفه..

 

لأن الي هكتبهولك ده هو "يوُم القيامة كأنك تراه"..

 

بعد سنين لا يعلمها الا الله، قد تكُون طويلة وقد تكُون قصيرة، المُهم هتكُون تحققت كُل العلامات الكُبرى المُنتظرة..

 

وفجأة..

 

يصدُر الأمر الإلهي..

 

يُنفخ في الصور، يُصعق كل من في الأرض والسماء دُفعةً واحدة، إلا من شاء ربي..

 

ملك الموت هيقبض أروّاح من صُعق جراء النفخ في الصور فيصعد للسماء فيأمره الله بأن يقبض أروّاح الملائكة "جبريل وميكائيل واسرافيل" ..

 

فتموت كل الملائكـة..

 

ومش هيفضل في الكون كله بأسره غير ملك الموت، فيأمره الله سبحانه وتعالى بالمـوت، فيمـوت ملك الموت..

 

الموت نفسه هيموت.. ويبقى من لا يموت.

 

مفيش بقى أمير ولا ملك، وزير ولا حاكم، مفيش ظُلم ولا فُجـر، مفيش حد من الي حواليك وشايف الدنيا باقية له وبيحارب عشانها..

 

فقط كل شيء انتهى..

 

وبعد ما يفضى الكون كـله، ووسط الفراغ الكوني الفظيع، الحال هيستمر صامت كده لمُدة أربعين سنـة..

 

ويسبح الكون في فراغ عميق.. هدوء، سكون لا مُتناخي وفجأة دون مُقدمات..

 

صمت..

 

ينقطع السكون ويـهتزّ الكون كله مرة واحدة..

 

سـيُنادي الله..

 

لمن المُلك اليوم..؟ لمن المُلك اليوم..؟

 

فُجيب الله نفسه المُقدسة.. لله الواحد القـهار ..

 

مُتخيّل..؟

 

ثُم يُحيي الله بُقدرته اسرافيـل مرة أخرى، ويأمره بأنه ينفُـخ في الصور النفخة الأخيرة..

نفخة من شدتها وقوتها كل الموتى هيصحوا من موتهم، وده هيحصل عن طريق انبات الجلد من التراب زيّ النباتات الي بتخرُج من الأرض بسقيّ الماء..

 

يعني أنا وأنت وكل من مات في عصرك ومن سبقك ومن لحق بك هنصحى من الموت من قوة النفخة دي..

 

فهتبدأ أنتَ يا رفيق في التحرُك ومعاك كل البشر ناحية أرض المحشر..

 

حركة سرمدية مُنـظمّة بطريقـة لا توُصف، أنتَ وأنا وهُم وجميعنـا، بشكل يعبُر كل الأبعاد والمستويات الفوق عقليه..

 

وده يا رفيق إسمه النشور ..

 

ربك هيكون بدل الأرض الي احنا عليها بأرض جديدة..

 

أرض المحشر دي أرض بيضاء، بيض يميل إلى الحُمرة قليلاً، مفيهاش معلم ولا علامة، فاضية تمامًا، مُستوية تمامًا..

 

والشمس مش هتكون بنفس ابتعادهـا عننا دلوقتي، وإنما أقرب..

 

كل البشر هيروحوا هناك وكلنا هنبقى معاك وكلنا في سن ال٣٣ ..

 

في صفوف كلنا بنتقدم حثيثًا، واحد ورا واحد وقلب كل واحد مرعوب..

 

أنا مرعوب وأنت..؟

 

الكل عاري تمامًا، حافي القدمين، مش شاغله غير الي هو فيه نهائي..

 

حالة من التجرُد الروحاني الدنيوي ومرحلة جديده من الوعيّ بس مُخيف جدًا، والمُخيف أكتر إن ده واقع لا محالة ليا وليك..

 

المُهم..

 

تخيل معايا كم البشر الرهيب قد إيـه وكله مرصوص جنب بعضه كده، مستني..

 

العربي والغربي، المُلحد والمُسلم، الأشقر والأسمر، الوزير والغفير، كله سواسية واقف في أرض المـحشر بس مستني..

 

الشمس هتبقى مقربة اوي من الرؤوس مش زيّ ما أنتَ شايفها دلوقتي بعيدة، لأ دي قريبة لازقة فينا لدرجة إن درجة الحرارة هتأكل فينا، مش قادرين من شدة الحرارة وبنغرق من شدة التعرُق..

 

ومفيش إلا سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظـله..

 

تعالى أقولك مين السبعة عسى أن تكون منهم..

 

"إمام عادل- شاب نشأ في طاعة الله - اتنين تحابوا في الله- رجل تصدق بماله فلا يعلم لمن ولا كم ولا أحد يعلم عنه شيء- رجل مُعلق قلبه بحب المساجد- رجل أغوته امرأة فقال إني أخاف الله- رجل دمعت عيناه لذكر الله" ..

 

دول يا رفيق الي ربنا هيظلهم يومها من حرارة الشمس الحارقة الي الباقي هيفضل واقف بيغرق في عرقه من شدة حرارتها ومش هيبقى مستحمل بس مفيش مهرّب ولا مفـرّ ..

 

ومجموعه تانية من الناس وشّها بينصّع من البياض كبياض الثلج ودول الي كانوا بيقيمـوا الليل..

 

بس لكَ أن تتخيل إن الي مش هيُنعم بظله في الوقفة دي هيفضل كام سنة واقف كده دون ظل..؟

 

خمسين ألف سنة على عدتك البشرية ..

 

يعني أنتَ هتعيش قد ما تعيش مش هتعيش زيّ ما هتعيش بعد ما تموت..

 

ودي فكرة متخليهاش تروح من بالك وأنتَ بتقرأ السطور الي جايـة..

 

فاهم..؟

 

كل تاريخ الإنسانية على الأرض من خلق آدم ونزوله للأرض، وقتل قابيل لأخيـه، ومرورًا لطوفان نوح والفُلك الناجي، وحوت يونس عليه السلام، وسيدنا ابراهيم في الحريق لا تمسسه النار وسيدنا موسى أمام البحر ينفلق أمامه وسيدة عيسى أمام الحواري على المائدة وسيدنا مُحمد مُحتجزًا في الخندق يتناوّب عليه القُرشيين الأذى في غزوة أحد..

 

وأنتَ..

 

نُقطة الانفـجار تبدأ..

 

والمُهم خلينا نروح بيك للوقفة دي ونشوف إيـه الي هيحصل، مُستعد..؟

 

الكُل واقف عطشّان حرّان بيتصبب عرق، وفجأة يظهر النبي مُحمد صلوات ربي وسلامه عليه..

 

معاه حوض ماء لا ينضب، يـسقي النبي منه صالح أمته، الصالح من أمة محمد، النبي بنفسه هيسقيه من الحوض..

 

الي هيشرب من الحوض ده مش هيظمأ تاني أبدًا..

 

شوية وكل نبي من الأنبياء هيكون معاه حوض زيّ الي مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكل نبي هيبدأ يسقي صالح أمته..

 

أنتَ تفكيرك مش بيقف، يا ترى مصيرك إيه، جنة ولا نـار، أعمالك هتكفي انك تدخل الجنة ولا هتسبب في دخولك النار، سنين طويلة من اسوأ احساس بشري على الإطلاق "الندم" الي هيبدأ ينهّش أفكارك دون رحمـة..

 

وبعدين تُعرض الأعمال على الناس، فكل حاجة أنتَ عملتها هتتعرض عليك، فهتبدأ في التعذُر، أيّ اختلاق الأعذار، فتلاقي ايدك تشهد عليك أنك عملت كذا، ورجلك تشهد عليك أنك عملت كذا إلى آخره..

 

حتى جسمك الي أنتَ مُمكن تكون بتثق فيه أكتر من أيّ شيء، وقتها مش هيطاوعك، يا رفـيق أنت في مُواجهة الحقيقة الصمّاء، تلك الحقيقة التي لا تخضع لتبريرات علماء النفس ولا المُصلحين الاجتماعيين..

 

أنتَ وحدك وليس على طريقتك..

 

وبعدين ترجع تاني مستني، مستني وجسمك كله بيترعش، بيترعش من الندم هتتمنى والتمني مُباد..

 

وفجأة وبعد انتظـار طويل السماء بالأعالي هتضلم كده، وكأن غيمة كبيرة ظهرت من العدم، الغيمة دي هتفضل تقرب فوق دماغنا واحد واحد..

 

وفجـاة هتتساقط منها كتب زيّ الأمـطار ..

 

الكتب هتسقط على الرؤوس مرة واحدة وكل واحد فينا هيمسك كتاب من دول تلقائي كده، الي هيمسك كتابه باليمين هيكون من أهل اليمين مصيره الجنة والي هيمسكه بالشمال مصيره النار..

 

لأن أعماله في الكتاب ستؤول بيه لمصير محتوم..

 

وعايزك تتخيّل اللحظات الي بيقع فيها الكتب دي من السماء بالبطئ كده وأنت مستني التقاطك ليه، يمين أو شمال..

 

قلبك أكيد هيترعش من المصير الحتمي الي هتلقاه..

 

صدقني كل ده هيحصل لك..

 

الكتاب ده هيكون عليه اسمك وجُوّاه كل أفعالك وكلامك، كل كذبة كذبتها وكل حاجة عملتها، حساب ذري يا رفيق..

 

كل ذرة عملتها أو قولتها متسجلة عليك، وكل حاجة ممكن تنكرها أو تذكرها مكتوبة وتبدأ تقرأ الي أنتَ عملته ومتقلقش معاك الوقت الكافي والطاقة الكافية انك تقرأ كل كلمة وكل حرف وتعيد عليهم تاني..

 

هيكون عندك الشغف لده صدقني، يالي دلوقتي بتقول الكتاب ده كبير وإزايّ هخلصه، هتقرأ الكتاب ده بقى بحذافيره..

 

فجأة صدقني هتحسّ بأن كان قدامك كل حاجة، كل قاعدة قرآنية اتقالت لك من بر الوالدين والصلاة والزكاة والصوم وكل حاجه كانت لمصلحتك أنتَ..

 

وأنك تتمنى لو ترجع دقيقة تعمل لك كام عمل حسن..

 

فجأة هتشوف جايّ من بعبد كده ملائكة كتير جدًا ساحبين في ايديهم حاحة غريبة جدًا، حاجة لها سبعين ألف لجام وكل لجام ساحبه سبعين ألف ملك..

 

الحاجة دي هي جهنم يا رفيق..

 

أنت هتجري وقتها مع الناس من شدة الهلّع، هتجري على سيدنا محمد، تشفع لنا يا نبي الله عند رب العالمين، فيقوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتقدم فيتشفع لأمته..

 

فربنا هيرحم أمة محمد، كل الي في قلبه ذرة إيمان صحيح هيدخل الجنة بعد ما يتحاسب ولا يُخلّد في النار ..

 

والشفاعة العُظمى هي التعجيل بالحساب يومئذٍ..

 

ولما ينتهي النبيّ من الشفاعة الكُل هيرجع تاني لمكانه..

 

تبدأ القيامة..

 

جُهنم بقّت على مرمى البصر، والكُل واقف في أيده كتابه، مفيش مفر خلاص، هتسترجع شوية ذكريات. كده وتفكر قد ايه الشيطان لعب بيك في الدنيا الفانية وأنك في الأبدية مش هتستفيد حاجة..

 

واقف خلاص مكانك..

 

مرة واحدة هيصـدُر الإذن من الله سبحانه وتعالى بالسجود، يكشف الله عن ساقه، فيؤتمر الجميع بالسجود..

 

في مننا هيعرف يسجُد بسهولة لأنه متعوّد على الصلاة وفي الي هيلاقي صعوبة شوية لأنه مش مُلتزم بيها وفي بقى الي مش هيقدر يسجد أصلاً وهيفضل واقف متصلّب كده، هيبكي من الندم، بكاء لا ينفعه ندم..

 

هيفتكر كل مرة سمع فيها الأذان ومقامش من مكانه، قد إيه الإنسان مُقصر في حق نفسه فعلاً..

 

وبعد انتهاء أمر السجود، هيرجع تاني الي سجدوا يقفوا ويرجع الكل واقف ومرة واحدة هنسمع صُراخ فظيع..

 

صراخ مهيب من عدد كبير جدًا من أهل المحشر، دي الناس الي فجأة هيُصيبها العمى ودول هما الناس الي كانت بتسمع الأذان ومش بتقوم للصلاة..

 

وبعدها يبدأ الحساب..

 

قلبك بيتهزّ، وبطء الأحداث هيقتلك من جُوة خوفًا، أنتَ مرعوب صدقني هناك فوق.. وصدقني أنا زيك..

 

كل ذنب أنا عملته دلوقتي بيطاردني، بحاول أتطهر منه وبحاول أرجع زيّ ما كنت، بحاول أرجع..

 

بس كل شخص في دوره هيدخل ومعاه كتابه، وقدام كل البشر الحساب، يعني الي أنتَ خبيته عن حد فيوم هيتكشف قدامه ومش أي يوم لأ، ده يوم القيامة..

 

هتشوف حساب شخص ورا التاني وأنتَ واقف مستني دورك، كل ذرة وكل شعرة فيك مهزوزة من هوّل المنظر المهيب، كل دقيقة بتمُر عليك يا عايز تتقدم يا مش عايز تتقدم والدور ييجي عليك..

 

بس الحساب علني زيّ ما أنتَ شايف..

 

يعني لو أذيت حد هيشوفك هناك وهيتعرض عليه أثناء حسابك أنه يقتص منك، فياخد من حسناتك وينقص ميزانك، وكل أذى سببته لشخص هتتحاسب عليه وبعدين ربك يواجهك بذنوبك..

 

وفجأة اسمك بيتنادى..

 

أيوة أنتَ الدور جه عليك يا رفيق..

 

يمكن أكون سبقتك وممكن أكون بعدك..

 

مع أول ذنب هتسمعه وشّك هيذوب خجلاً، لأ بجد، لحم وشك هيسقط قدام رب العالمين، هيسيح كده ويذوب ويسقط من مكانه ويقع عل الأرض فيُعيده رب العالمين مرة تانية..

 

هتفتكر كل ذنب عملته، هتخجل كن عرضه قدام الناس، في حاحات عملتها في الخفاء بستر ربنا متكشفتش، ودلوقتي تخيّل ايه الي هيحصل..؟

 

هو أنت بالفعل هتكون مُتخيل ..

 

أنتَ هتكون فاكر إن ربنا هيواجهك قدام الناس كلها بأبشع ذنوبك ولكن لأ هيواجهك بأقلهم وهيبدلهم لك حسنات "شوف رحمة ربنا بيك وشوف مدى جبروتك أنتَ دلوقتي قدامه..؟!".

 

بس ده ميمنعش ان لسه في ذنوب عندك..

 

ولما ينتهي الحساب "الميزان" يبدأ البشر في التوزيع تحت الألوّية، كلُ يُحشر مع من معه..

 

فالكُفار هيحشروا مع بعض الى جهنم بعد انتهاء الحساب..

 

ولكن في ألوّية كده هنروح عليها..

 

يعني سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هيحمل لواء كده، وكل الأنبياء كل واحد فيهم معاه لواء، وأقوامهم هتمشي وراهم، فاللهم اجعلنا من أمة محمد..

 

هتمشي وراء سيدنا محمد في طريق كده..

 

الطريق ده فيه ناس مننا معاهم نور كده، كل نور على قدر الأعمال والأفعال، في الي هيكون معاه نور كبير والي معاه صغير والي مش معاه..

 

وبسبب النور في الطريق ده في ناس قادرين يمشوا فيه وناس لأ، الي مش معاه النور هيقع في جُهنم فورًا..

 

ونهاية الطريق ده للناجيين هيكون الصراط..

 

أنا عارف أنك حاسس انك طالما قرب من الصراط فأنتَ قربت يا رفيق..

 

صدقني أتمنى أكون جنبك..

 

صدقني بحاوّل، صدقني بجاهـد، هلحقك..

 

أول شخص هيمشي على الصراط هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو بيمُر هيقول "اللهم سلم، سلم سلم"، وهيعدي ومن وراه أمته كلها، كله هيعدي على قدر النور الي معاه يعني على قدر أعماله..

 

أنتَ مُتخيل المشيّ على الصراط معايا ده يا رفيق..؟

 

هيعدي منه الي ربنا غفر له ذنوبه، وفي مننا الي هيُقع، الي هيُقع مننا هيُقع في طبقة مُعينة من جُهنم يُعذب فيها حتى يغفر الله له..

 

خلاص عديت الصراط..؟ ووصلت.

 

خلاص يا رفيق، اطمئن، أنتَ عديت كل حاجة صعبة، والي جايّ كله نعيم..

 

عارف يعني ايه نعيم..؟

 

خمسين ألف سنة من الحساب كتير جدًا، وحياتك البائسة على الأرض انتهت بكل ما فيها واتحاسبت عليها ومش بس كده عديت الصراط..

 

معايا..؟

 

هنا كلنا هنقف وراء النبي صلى الله عليه وسلم..

 

هنقف قدام باب الجنة، "رضوان" حارس الجنة واقف ومستني الأمر الإلهي بالفتح ..

يا بختك يا عم، نفسي أبقى معاك..

 

فيأتي الأمر فتنفتح أبواب الجنة ويستقبلنا رضوان واحد واحد وأولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

 

هندخل الجنة ورا بعض مش مصدقين الي احنا شايفينه، قد ايه ربنا ده كريم، مُطلق الكرم، وقد ايه أنتَ كنت مُقصر وبتجري وراء مُتع زائلة..

 

كل واحد فينا هيستلم مُلكه، كل واحد فينا ملك، بس مُلك كل واحد على قد أعماله في الدنيا..

 

أتمنى يكون مُلكك كبير يا رفيق، عشان آجي أقعد معاك شوية..

 

الجنة فيها ما لا عين رآت ولا أذن سمعت وطالما وصلت لهنا فأنتَ تستحق..

 

لأنك أكيد صبرت، وأكيد اتأذيت وصبرت على الأذى، أكيد كمان عملت الي تقدر عليه عشان تسعد حد، زرعت أمل في حد، توليت مسؤولية حد ولم تخذله، امتنعت عن حرام..

 

أنتَ فعلاً تحملت الي محدش يستحمله في الدنيا ومسكت على دينك زيّ الي ماسك على جمرة..

 

شوفت كل الي أنتَ عملته خير اترد لك إزايّ..؟

 

شوفت قد ايه الدنيا مش مستاهلة وانها فانية وانك بتروح في مسارات بعيدة عن الحق وهي مش مستحقة، يعني لو فهمت الوقفة الأخيرة دي وحسيت بيها كويس من دلوقتي هتقدر قيمة الفرصة الي أنتَ فيها..

 

أنك بتصحى كل يوم ولسه فيك نفسّ..

 

الكُون والعالم والنجُوم والمجرات، الشمس والأرض، والقمر والجبال، الأشجار والأنهار والبحار..

 

الحيوانات والنباتات، الزهُور والنسيم، الصوت والضوء، النور والعتمة، الفرح والزعل، الهدوء والدوشة..

 

كُل حاجة في الكُون ده كانت مخلوقة ليك، عشان تسمع لها، تشوفها، تستفيد منها، تعيشها..

 

عشان في الآخر تُقف اليوم ده..

 

صدقنّي مفيش شيء يستاهل.

 

المُهم..

 

الجنة فيها كل ما تتخيّل وكل ما لم ولن يتخيله عقلك، نعيم عظيم بتاعك لوحدك، خالد مُخلّد مُنّعّم فيه للأبد..

 

وهتمُر أول أيامك في الجنة وأنتَ لسه بتتعرف على الجنة ونعيمها..

 

هييجي أول جمعة..

 

أول جمعة لك في الجنة وتخيّل ايه الجائزة الكُبرى..

 

أن ترى الله. 

أنتَ يا رفيق.

لكَ أنتَ..كان القُرآن.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

28

متابعهم

160

مقالات مشابة