اجمل الاناقه والموضه

اجمل الاناقه والموضه

0 المراجعات

لندن: «الشرق الأوسط»

لا يرتبط الجمال دوماً بالموضة، فللغرابة مكانتها أيضاً. هذا على الأقل ما تؤكده عروض ومبيعات دور الأزياء العالمية وكبار المصممين، ممن يحصدون كثيراً من الأرباح من وراء مفهوم «خالف تُعرف»، وفكرة أنه ليس هناك قُبح بالمطلق. اللافت في هذه الظاهرة أن الشباب تقبلوا هذه الاقتراحات بصدر رحب؛ بل وبلهفة، ولسان حالهم يقول بأنها وسيلة عصرية للتمرد على مفهوم الأناقة التقليدي.

مفهوم إخراج الجمال من رحم القُبح ليس جديداً، بقدر ما هو تحدٍّ يخوضه بعض المصممين الشباب، ممن يريدون استعراض قدراتهم. أكبر دليل على أنه ليس جديداً، يتجسد في عرض قديم لجون غاليانو، استعان فيه بأشخاص عاديين من الشارع، بعضهم بمقاسات غريبة، لا تمت للموضة بصلة. هناك أيضاً تصاميم طرحها كل من: «برادا»، و«سيلين»، و«بالنسياغا»، و«فالنتينو»، و«فندي»، وقبلهم الراحل ألكسندر ماكوين، لقت هوى في النفوس. الجديد في الأمر هو أن التحدي دخل مرحلة تجارية أكثر منها فنية، لخلق جدل فكري أو فني، بالتركيز على تصاميم، مثل صندل «كروكس»، وحقائب الخصر، أو تلك التي تُعلق على الكتف؛ لكنها بأحزمة قصيرة. تصاميم كانت تُثير التفكه أكثر من الإعجاب، على أساس أنها ترتبط بالسياح الأميركيين ممن تعدوا الخمسينات؛ لكنها تُطرح حالياً في الأسواق بأسعار باهظة. والغريب أن صغار السن يُقبلون عليها، ويُشجعون المصممين على طرح مزيد منها، بينما لا يترك أدنى شك في أن الاتجاه الحالي يتلخص في أنه كلما كان المُنتج غريباً ونشازاً، راج وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي 
 

فحقيبة الخصر من تصميم دار «غوتشي»، مثلاً، تُشكل ما يقرب من ربع إجمالي مبيعات حقائب الحزام على موقع «نيت أبورتيه». كما بيعت جميع منتجات «بالنسياغا» من الأحذية الرياضية السميكة في غضون ساعات. وهو ما يطرح عدة أسئلة، يجيب عنها البعض بأنها قد لا تتمتع بأي نوع من الجمال المتفرد، ولكنها عملية ومريحة، والأهم من هذا تلفت الأنظار، مثل أحذية «آغ» (Ugg) و«بيركنستوك» (Birkenstocks) و«كروكس» (Crocs). أي تصاميم كانت إلى الأمس القريب ضمن لائحة المنتجات «القبيحة» في عالم الموضة؛ لكنها تسللت إليها من باب الراحة والعملية، وأيضاً من باب شبكات التواصل الاجتماعي. وتأكيداً على ذلك، تكشف الأرقام أن إيرادات أحذية «آغ» تجاوزت 400 مليون دولار في الربع الثاني من عام 2017، بينما تشهد أحذية «كروكس»، ومقرها ولاية كولورادو، ارتفاعاً في نسبة أرباحها قارب ملياراً إلى 1.2 مليار دولار سنوياً منذ عام 2011.

من ناحية أخرى، فإن صيحات الموضة تمر في دورات، لذلك فإن التي كانت مرفوضة من قبل تُصبح مقبولة من قِبل جيل آخر. فرغبة المستهلك في الجديد مفهومة، سواء كانت باستعمال حقيبة كحزام، أو بانتعال الأحذية الرياضية، وغيرها. المهم أن تلبي طلب المستهلك للراحة، وأيضاً لالتقاط صور يمكنهم عرضها عبر «إنستغرام» وشد الانتباه. في الماضي، وبالنسبة للجيل السابق، كان أحد عناصر جذبها يكمن فيما تمنحه من راحة، وأيضاً في أسعارها الرخيصة بالمقارنة مع غيرها؛ لكن شتان بين ما كانت عليه بالأمس وبين ما هي عليه اليوم، حين أصبح حذاء «كروكس» بتوقيع أي دار أزياء كبيرة يقدر بمئات الدولارات. واحد بتوقيع المصمم كريستوفر كاين، يباع بسعر 475 جنيهاً إسترلينياً (623 دولاراً) بينما يمكن أن تصل أسعار تصاميم مماثلة من بيوت أزياء أخرى إلى 600 جنيه إسترليني (791 دولاراً).
 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

0

followings

1

مقالات مشابة