هل تعلم فوائد السفر ؟

     إن البقاء فترة متواصلة في البيت طوال اليوم وطوال السنة شيء ممل ومهلك للنفس وللصحة معا.
  

    فالبقاء طوال الوقت مع نفس الأشخاص وفي نفس المكان ونفس الظروف قد يكون مملا ، وقد يسبب أزمات للانسان  إذا كان يعاني مشاكل صحية أو أسرية .
فالسفر  يعيد برمجة النفس والعقل، والمشاعر والأفكار، من خلال ما يحدثه حيث يكسر الروتين اليومي، ويبهج النفس بما يراه المسافر من مظاهر التجدد في الأماكن والأشخاص والأحوال، فيكتشف من خلال السفر أماكن جديدة، ويتعرف على أشخاص جدد وثقافات وعادات جديدة ومتنوعة، ما يجعل النفس في فرح وبهجة تنسي الإنسان همومه ومشاكله وتجدد نشاطه وحيويته، وتجعله أكثر تفاؤلا وحبا وتمسكا بالحياة .
وقديما قال الشاعر :
تغرب عن الأوطان في طلب العلا  
          وسافر ففي الأسفار خمس فوائد     تفرج هم واكتساب معيشة 
                              وعلم وآداب وصحبة ماجد 
     

            ويتأكد السفر عندما يجد المرء نفسه محاطا باشخاص لا يولونه اهتماما، ولا يكنون له تقديرا ولا احتراما، وبالأخص إذا كانوا يعادونه ويدبرون له ولعائلته المكائد.

  فليس هناك حل في مثل هذه الظروف مثل السفر والانتقال من هذا  المكان إلى حيث يجد عزة نفسه ومن يقدره ويحترمه ويجد طمانينته ويستشعر الأمان له ولعائلته .
         وكذلك يتأكد السفر عندما لا يجد الإنسان في محيطه ما يلبي احتياجاته واحتياجات أهله من مقومات العيش، فيسافر ويبحث في بقاع الأرض الواسعة عن سبل العيش الكريم له ولعائلته .
وفي هذا المعنى يقول الشاعر : 

سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ

          وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ

إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ

               إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ

والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست

          والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة

                 لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ

والتبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ

              والعودُ في أرضه نوعً من الحطب

فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ

                        وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ

         ومما يقوم مقام السفر عند تعذره أو عدم القدرة على توفير  متطلباته التنزه خارج البيت ولو مرة في الأسبوع، 

فيقصد أحد الأماكن السياحية العامة كالشاطئ او الحديقة أو الغابة  فيقضي فيه يومه مع أهله وعائلته وهذا كفيل بتغيير الحالة المزاجية والنفسية لديه ولدى أفراد أسرته. ويدخل الفرحة والبهجة لنفوسهم ويكسر الروتين اليومي الذي لا يخلق إلا مزيدا من الملل.

           فالسفر أو النزهة عند تعذر السفر تجربة مهمة في الحياة لا غنى لأحد عنها ومزاياها وفوائدها على الصحة النفسية بل والجسدية كذلك تعد ولا تحصى . 

فإذا كنت لم تسافر من قبل فجرب عزيزي القارئ وستشكرني على تذكيرك وإثارة انتباهك لهذا الأمر . 

ولا تبخل علي بتعليق فذاك يسعدني وإذا أعجبك المقال فشاركه مع أصدقاءك وزملائك واضغط زر المتابعة ليصلك مني كل جديد . وشكرا على المتابعة .