مقالات اخري بواسطة Yacine Bouzidi
قصة فتاتين تححت انقاض الزلزال

قصة فتاتين تححت انقاض الزلزال

0 المراجعات

زلزال تركيا وسوريا: إنقاذ شقيقتين من تحت الأنقاض في تركيا بعد نحو ستة أيام من الكارثة
نفيسة كوهنافارد
بي بي سي - أنطاكيا
قبل 3 ساعة
ناجية من الزلزال
التعليق على الصورة،
كان إخراج ميرف أصعب من إخراج شقيقتها من تحت الأنقاض، إذ علقت قدميها تحت كتلة خرسانية

ينادي عامل الإنقاذ مصطفى أوزتورك "ميرف! إيريم!" بينما صدرت تعليمات للجميع بالتزام الهدوء. ففرق البحث تحاول الوصول إلى شقيقتين رجح ناجون آخرون أنهما على قيد الحياة تحت الأنقاض.

واستخدم المنقذون أجهزتهم الحساسة لسماع أي رد من تحت الركام بينما تجمد الجميع وهم في حالة ترقب لما قد يظهر.

بعدها تظهر إشارات إلى تقدم في عملية البحث، ويقول مصطفى: "إيرم، عزيزتي إيريم، أنا قريب منك، هل تسمعينني؟"

لا يستطيع أحد سماع شيء أثناء مراقبة المشهد، لكن من الواضح أنها بدأت ترد، بينما كانت مجموعة من صديقات الفتاة ينتظرن معنا في صمت.

يستطرد عامل الإنقاذ: "يا لك من رائعة، الآن اهدئي وأجيبيني. آها، إن لدينا ميرف أيضا. ميرف عزيزتي، فقط ردي على أسئلتي".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
عمال الإنقاذ يقومون بإخلاء طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً بعد انتشالها من تحت أنقاض مبنى مدمر في ولاية هاتاي جنوبي تركيا
زلزال تركيا وسوريا: عدد القتلى يتجاوز 33 ألفا وفرق الإنقاذ لا تزال تعثر على ناجين
امرأة تتابع عمليات الإنقاذ في مبنى منهار
زلزال تركيا وسوريا: إلى متى يصمد العالقون تحت الأنقاض؟
رجل يمسك يد ابنته المتوفاة
زلزال تركيا وسوريا: صورة رجل يمسك بيد ابنته بعد وفاتها توضح عمق المأساة - الغارديان
A lady laments close to an imploded working in the Turkish city of Kahramanmaras (7 February 2023)
زلزال تركيا وسوريا: الناجون مخيرون بين المباني المتصدعة والتجمّد في العراء
قصص مقترحة نهاية
وعلقت ميرف، 24 سنة، وشقيقتها إيريم، 19 سنة، تحت أنقاض مبنى سكني من خمس طوابق في أنطاكيا جنوبي تركيا، والذي انهار بسبب الزلزال، وظلا تحت الأنقاض ليومين مرا عليهما وكأنهما أسابيع طويلة.

واستمر المنقذ في الحديث إليهما عبر الركام: "اليوم الأربعاء، أليس كذلك! بالتأكيد لم يمر عليكما 14 يوما تحت الأنقاض. أمهلونا خمس دقائق وسوف نخرجكم".

يعلم مصطفى تماما أن إخراج الشابتين قد يستغرق ساعات، لكنه يقول لنا: "إذا فُقدتا الأمل، فقد تضيع فرص النجاة".

بدأت ميرف وإيرين في المزاح والضحك بينما أنا هنا أستطيع أن أرى ابتسامة عريضة رُسمت على وجه مصطفى وهو يقول: "لو كانت لديهما مساحة كافية، لبدتأ الرقص".

وبحسابات المنقذين، يتبقى متران بين الفريق والشقيقتين، لكن قائد فريق الإنقاذ حسن بيناي أكد أن حفر نفق في كتل الخرسانة عملية دقيقة للغاية وأي خطأ فيها قد يؤدي إلى كارثة.

وطلب المنقذون جرافة لترفع برفق كتل الخرسانة السميكة وتمسك بها حتى تحول دون انهيار المبنى عندما يبدأ الحفر.

وينادي مصطفى: "يا فتيات، سوف نوفر لكم البطاطين بعد قليل. لا تقلقوا بشأننا، فلا نشعر بالبرد ولا بالإرهاق."

زلزال تركيا وسوريا: "صبيحة يوم القيامة في تركيا وسوريا"- الإندبندنت

زلزال تركيا وسوريا: ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 11 ألف قتيل وعشرات آلاف المصابين

منقذون
التعليق على الصورة،
عثر المنقذون على الشقيقتين في الثامنة والنصف مساء وأخرجاهما في السادسة من صباح اليوم التالي بالتوقيت المحلي

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست
تغيير بسيط
تغيير بسيط (A Basic Change)
تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات
البودكاست نهاية
يقول مصطفى إن ميرف كانت قلقلة بشأن عمال الإنقاذ. فالساعة الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي بينما تمر المنطقة بأحد أكثر فصول الشتاء برودة في سنوات طويلة.

وبدأ المنقذون بالفعل في الحفر وإزالة الأنقاض بأيديهم دون استخدام معدات.

لكن بعد ساعات قليلة، شعرنا بأن الأرض تهتز تحت أقدامنا. وكان يجب أن تتوقف عملية الإنقاذ وأن نبتعد جميعا عن المبنى المتداعي.

وقال حسن: "هناك واقع قاسي علينا أن نواجهه هنا. فسلامة فريقنا لها الأولوية".

وبعد 30 دقيقة، عاد مصطفى وثلاثة من فريق البحث والإنقاذ إلى العمل في المكان الذي كانوا يحفرون فيه.

وبدأ مصطفى يصيح ثانية: "لا تخافوا، صدقوني لن نترككم هنا. سوف أخرجكم، وسوف تدعوننا إلى غداء رائع"، قال مصطفى ذلك بعد أن ظنت الشقيقتان أنهما سوف تتركان لمواجهة الموت تحت الأنقاض.

وانتصف الليل بعد ساعات من استئناف الحفر بينما لم يكن أي من أعضاء فريق البحث والإنقاذ قد نال قسطا كافيا من النوم. وتجمعنا حول النار للتدفئة بالقرب من المبنى.

وبين الحين والآخر، كان يتردد نداء بكلمة "سيسيزليك" التركية، ومعناها "هدوء". وأطفأت الأنوار في الموقع ليتحول إلى ظلام دامس بعد أن أحدث المنقذون ثقبا في الخرسانة ليعرفوا ما إذا كانت الفتاتان سوف تتمكنا من رؤية شعاع النور الذي يوجهه نحوهما مصطفى بمصباح الطوارئ.

وقال مصطفى: "ميرف! إيريم! هل ترون النور؟ حسنا! رائع! سوف أنزل إليكم كاميرا صغيرة. وبمجرد أن ترياها، أخبراني وسوف أخبركم بما عليكما القيام به".

كانت لحظة فرحة للجميع. ينضم حسن إلى فريقه لمشاهدة الفتاتين على شاشة صغيرة متصلة بكاميرا إضاءة ليلية. الآن يمكنهم رؤية إيريم وميرف.

زلزال تركيا وسوريا: هل يؤدي سوء الطقس إلى عرقلة جهود الإنقاذ؟

زلزال تركيا وسوريا: العثور على جثث أثناء البحث عن لاعبي فريق للكرة الطائرة في تركيا

وقال مصطفى: "يا لكما من جميلتين، لا تتحركا كثيرا. اجذبي الكاميرا يا إيريم حتى نستطيع أن نرى ميرف بوضوح أكثر".

بدأ الارتياح يظهر على وجوه الجميع، إذ يبدو أن الفتاتين بخير، كما أن إيريم على الأقل لديها مساحة يمكنها أن تتحرك فيها وتخرج إذا أحدثوا فجوة أكبر".

لكن الخوف بدأ يتسلل إلى الفريق مرة أخرى. فقد أخبرتهم ميرف أنها بدأت تشعر بالبرد وأن شيئا ثقيلا على قدمها.

وبدأ المسعفون في الموقع يتسائلون فيما بينهم بقلق: "هل أصيبت قدم ميرف بالغرغرينة؟ أم هي بداية لأعراض انخفاض حرارة الجسم؟".

وفي الخامسة صباحا، كانت الفجوة قد اتسعت بما فيه الكفاية لإدخال أكثر أعضاء فريق الإنقاذ نحافة ليزحف في اتجاه الفتاتين، وبالفعل وصل إليهما وتمكن من الإمساك بيد إيريم لدقائق.

وقالت إيريم للمنقذ: "جثة أمنا بدأت تتعفن، ولم نعد نستطيع التنفس جيدا"، إذ كانت الفتاتان تتمددان إلى جوار جثة أمهما لعدة أيام.

كان المشهد مروعا، وبدأنا جميعا نتصور كم هو فظيع أن تكون هناك لحظات في الحياة لا يرغب المرء في أن يكون إلى جوار أمه.

وطلب حسن من إحدى صديقات ميرف - التي كانت تقف صامتة ومتوترة - أن تريه صورا للفتاتين، إذ يحاولون تقدير العرض المطلوب للفجوة التي يمكنهم أن يخرجوا الشقيقتين عبرها. وكانت هناك زصورة للفتاتين وهما ترتديان فساتين وعلى �

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

8

مقالات مشابة