أبو الطب العربي أبو بكر الرازي

أبو الطب العربي أبو بكر الرازي

0 التقيمات

مولده ونشأته : 

ولد أبو بكر الرازي بالري بفارس نحو سنة 250هـ , 864م ، وعُرِفَ منذ نعومة أظفاره بحب العلم ؛ فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة، ولما بلغ الثلاثين من عمره اتجه إلى دراسة الطب والكيمياء، فبلغ فيهما شأوًا عظيما، ولم يكن يفارق القراءة والبحث والنسخ، وإن جل وقته موزع بين القراءة والبحث في إجراء التجارب أو الكتابة والتصنيف .

 

الرازي العالم الإنسان  :

وعرف الرازي بذكائه الشديد وذاكرته العجيبة، فكان يحفظ كل ما يقرأ أو يسمع حتى اشتهر بذلك بين أقرانه وتلاميذه. ولم يكن أبو بكر الرازي منصرفًا إلى العلم كلية زاهدًا في الدنيا، كما لم تجعله شهرته متهافتًا عليها مقبلا على لذاتها، وإنما كان يتسم بقدر كبير من الاعتدال، ويروي أنه قد اشتغل بالصيرفة زمنا قصيرا. وقد اشتهر الرازي بالكرم والسخاء، وكان بارا بأصدقائه ومعارفه عطوفا على الفقراء والمحتاجين، وبخاصة المرضى، فكان ينفق عليهم من ماله، ويجري لهم الرواتب حيث كان غنيا واسع الثراء . 

حساد الرازي :

وقد كانت شهرة الرازي نقمة عليه ؛ فقد أثارت عليه غيرة حساده، وسخط أعدائه، فاتهموه في دينه كل من خالفهم، ورموه بالكفر ووصفوه بالزندقة، ونسبوا إليه آراء خبيثة وأقوالا سخيفة، وهي دعاوى باطلة، وافتراءات ظالمة، وللرازي نفسه من المصنفات ما يفند تلك الدعاوى، ويبطل تلك الأباطيل، ومن كتبه في ذلك كتاب في أن للعالم خالقا حكيما، وكتاب أن للإنسان خالقا متقنا حكيما، وغيرهما من المؤلفات. وقد بلغت مؤلفات أبو بكر الرازي ما يقارب 146 مصنفا: منها 116 كتابا، و30 رسالة، وظل طوال حياته بين القراءة والتصنيف، حتى قيل إنه إنما فقد بصره من كثرة القراءة، ومن إجراء التجارب الكيميائية في المعمل .

 

الطب والكيمياء :

يُعدّ الرازي من أشهر الأطباء العرب في عصره، فله العديد من المؤلفات المهمة في علم الطب، والتي ساهمت في تغيير الكثير من المفاهيم الطبية، ومعالجة العديد من الأمراض التي لم يكن علاجها معروفاً ، أو لم يتم التمكن من تشخصيها تشخيصاً دقيقاً، فدرسَ الطب اليوناني، والهندي، وتمكن من استخلاص الفوائد الطبية الموجودة فيهما، ومن ثم عمل العديد من الدراسات الطبية حول علم الأمراض، ومسببات كل مرض، وحافظ على الأمانة في علم الطب، فلم يُنسب له أي شيء لم يكتشفه بنفسه .

 

انجازات الرازي :

ومن أهم إنجازات الرازي في الطب: ابتكر الخيوط الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية. أول طبيب ابتكر المراهم كعلاج دوائي. كتب العديد من الشروحات حول الأمراض. اهتم بإجراء التجارب الدوائية، حتى يتأكد من مدى توافقها مع الإنسان. حرص على متابعة الحالة المرضية للمرضى، قبل علاجهم. يعد من الأطباء الذين اهتموا بدراسة طب الأعشاب، واستخدامه كوسيلة علاجية، بدلاً من الأدوية الكيميائية. 

الكيمياء تُعتبر الكيمياء من العلوم التي اهتم الرازي بدراستها بشكل مكثف، إذ خصص الكثير من الوقت لدراسة الكيمياء، وظهر اهتمامه في هذا العلم، عن طريق التجارب العلمية التي أجراها، وتجربة مدى نجاحها، مما ساعده على استنتاج العديد من القوانين الكيميائية، وتدوين كافة تجاربه، واكتشافاته، والتي ساهمت فيما بعد بمساعدته في اختراع العديد من الأدوية الطبيّة. 

 

مؤلفات الرازي :

للرازي العديد من المؤلفات في كافة العلوم، والمعارف التي اهتم بدراستها، ومتابعتها، ومن أشهر مؤلفاته: المؤلفات الطبية، مثل: الحاوي في علم التداوي، والكافي في الطب، وغيرها. المؤلفات العلمية، مثل: كيفيات الإبصار، وهيئة العالم، وغيرها. المؤلفات في الكيمياء، مثل: سر الأسرار، والحجر الأصفر، وغيرها. المؤلفات في الفلسفة، مثل: المدخل إلى المنطق، والمدخل التعليمي، وغيرها. 

 

وفاة الرازي :

توفى أبو بكر الرازي في بلدته “الري” بعد أن رجع من بغداد عام 311 هجري الموافق عام 923 ميلادي وترك خلفه مؤلفات وأعمال تخلد ذكراه ويُرجع إليها من الجميع.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

9

متابعهم

8

مقالات مشابة