دليلك إلى العبقرية  ج1

دليلك إلى العبقرية ج1

0 reviews

ماهي العبقرية؟

لفظة العبقرية أحيط بهالة شبه ألوهية ، من هول ما يأتيه العباقرة من غرائب و خوارق لطبيعة ميدانهم الشاغلين فيه أو حتى خلق ميادين جديدة لم يهتدي الخلق إليها عبر مزج مجالات مختلفة تبدوا متباعدة أو عبر النظر إلى المجالات و المعارف البشرية من زاوية غير مأهولة ، و في ذلك قدر كبير من الصحة ، فلا يمكننا الإنكار أن إله عز وجل يهب للبعض ما لا يهب للباقي و في ذلك حكم لا نحيط بها لكن معاملتهم أنهم قد جاوزوا البشرية هو محض مبالغة تغذت على العجز القابع في نفوسهم الذي إلتهم أحلامهم و تميزهم عن بعضهم ، و يميلون أكثر إلى التصديق بالعجائب و القدرات المنزلة فمن يفهم أن إغواء الخرافة للنفس البشرية إما أن يكون أشد الناس صدقا أو دجلا فهو إغواء مطلق التأثير ولم يكن أي عصر من العصور إستثناء و لن يكون ،كما نشرت خرافة حجر الفلاسفة في أوروبا ،الحجر القادر على تغيير التركيبة الفيزيائية للمواد و تحويلها لذهب ، لم تقتصر هذه الخرافة على مدينة أوروبية دون غيرها ، و لم يأتي دجال واحد أو اثنان بل المئات من المسرحيين الذين يخلطون مواد تفرقع مع وميض و يتلفظون بهراء محض غير مفهوم ،و ملامح الدهشة و حالة الترقب تعتري الجماهير الغفيرة ،و هذه هي حقيقة العبقرية رسم حدود جديدة للقدرات و الإمكانيات البشرية ، فتحويل العادي إلى النفيس ممكن و هذا جوهر خرافة حجر الفلاسفة ، و المكون الأساسي هو أنت في هذه العملية فذاتك هي الحجر العجيب و الرصاص الرخيص في نفس الوقت ، تبدأ شخصيتك بالتشكل في وقت أبكر مما تعتقد ، فلا شك أنك أظهرت سلوك يعبر عن ميلك لمجال ما أو أكثر و كنت تجد نفسك باستمرار فيه ، نشاط ما ينسيك أن الزمن يمر و تغرق في حالة من التركيز العميق إن الوصول إلى هذه المرحلة من التركيز و باستمرار في خضم سنوات هو طريقك للعبقرية و ستعيش بقية حياتك في ذلك المزاج كالراهب العابد لا شيء يدفعه إلى التصميم و العزم الصلب الذي يبدوا أنه غير منتهي ، 

فأول خطوة لتصل إلى العبقرية 

 

   هي أن تجد نفسك الحقيقية ، بالطبع إيجاد الذات هو مسعى بشري أزلي أتظن أنه سيكون سهلا ،✨ يمضي الناس حياتهم و هم لا يعرفون أنفسهم أو يدفنون ذواتهم بعلم منهم ليس لشيئ إلّا ليغرقوا مع الجميع في الجميع رغم حقارة أن يدفن الإنسان ذاته و يتصنع قناع الأحمق المطبع متجاهلا كل خلية في جسمه تقول أنه يتجه إلى الجحيم مع الجميع تستشعر الخلايا العصبية الحسية فحيح النار المتصاعدة منتزعا أداة العقل من ترسانته منزعجا من منطق نهاه أن يلقي بنفسه مع الجميع إلّا خوفا من أن ترمقه نظراتهم و هو يتجه عكسهم باستنكار فضل أن تبتلعه النار و هي في أتم الإستعار ✨ لا أطلب منك أن تعاكس مزاج أمة فذلك خلق أنبياء و علماء ، يكفي أن تبتعد عنهم لترى زوايا لا يرونها و كنوزا يدسون عليها إن في البعد عن ضوضاء إلهام في السمو يبدوا لك أنه من السماء ، و على هذا الإيقاع كانت تلعب فرشاة دافنشي منذ صغره كان يسرق الورق الأبيض المتراكم على مكتب والده و هو ابن أربع سنين ليرسم الورد و النبات و أخذ يخط دقائق قوام النبات و الزهر و بعد ذلك سواء رسم الحيوان أو النبات أو الإنسان تحرى تفاصيل الطبيعة البيولوجية لتحفه إلى درجة جعلت مجتمع الفنانين معه يسخر من هوسه الغرب فكان النبذ من زملائه هو نوع من الضريبة على عبقريته التي وجدها في صغره و هو يرسم في الغابة عبقرية تمثلت في جعل الريشة تنحني مع تفاصيل الشيء المرسوم تفاصيل لا تظهر إلا بعد طول أمد تأمل في المرسومة المصورة ، الأن استذكر عبقريتك نقب عن ثنايا ذاتك ابحث عن تقاسيم حقيقتك إهتدي بنور شغفك المستغرب فتلك دلالة على أنك وجدت ضالتك…

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

20

followers

3

followings

1

similar articles