أولئك الذين يحاولون مساعدتنا هم أكثر الناس في الغالب الذين يؤذوننا
ظهرت الهشاشة النفسية بين جيل المراهقين لأسباب كثيرة، من أهمها عدم تحمل هذا الجيل للمسؤوليات من صغره، حتى في أبسط الأمور، وتعوده الدائم على الاعتماد على غيره في إنجاز أهدافه، أو مذاكرة دروسه، أو إنهاء مشاغله. هذا الانفكاك الكامل بين خبرة الشاب أو الفتاة بين الحياة الحقيقية تجعله أكثر دلالا أو أكثر انهزاما أما الضغوط.
(كما أن قضاء شهر كامل في السرير يؤدي إلى ضمور العضلات، فكذلك الأنظمة المعقدة تضعف، وأحيانًا تموت بالكامل، عندما تخلو من الضغوطات.. هذه هي مأساة الحداثة، كما هي مأساة الآباء المفرطين في الدلال: أولئك الذين يحاولون مساعدتنا هم أكثر الناس في الغالب الذين يؤذوننا)
وأصبحت النتيجة النهائية وبالتأكيد الحتمية أننا في نهاية المطاف أمام جيل غير ناضج البتة حتى في أشد فترات عنفوانه وشبابه، بسبب عدم تحمل المسئولية، ينهار أمام أي موقف ويتحطم مع أي أزمة.
هذا الجيل الذي ينضج بطيئا وبتحطم سريعا حتى وهو في العشرينات من عمره، كانت الأجيال السابقة في نفس العمر تمتلك قدرًا أعظم من النضج النفسي والذهني ما أهلها لتكون عائلات وتتحمل المسئوليات في أعمار أصغر، وطوروا مرونة نفسية هائلة تتفوق على نظيراتها في جيل المراهقين الحالين.
فوائد تدريب النفس على المرونة النفسية
1- تحسن صحتنا النفسية والذهنية
2- تحسن الأداء الإدراكي المعرفي
3- الحفاظ على الهدوء الداخلي في المواقف المجهدة
4- النظر إلى الحياة على أنها سلسلة من التحديات لا المشاكل
5- الاستقرار في مواجهة الازمات
6-القدرة على الثبات والازدهار في حالات الضغط المستمر
7-القدرة على الارتداد إلى الوراء والتعافي بسرعة من الانتكاسات
8-أخذ العبرة من الانتكاسات التي تعد فرصًا للتعلم
وبالتالي يمكننا النظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم)
والمقصود أن الإنسان ينبغي أن يحمل نفسه على تحمل المشاق وركوب الأهوال وتجاوز المشاكل.
نصائح للشباب والفتيات للحصول على المرونة النفسية
1-الخروج للشارع وطرح الهاتف الذكي جانبًا
2-العمل في وظيفة
3-قيادة سيارة وقضاء مشاغل العائلة والأصدقاء
4-تتحمل مسئولياتك بشكل كامل وتستقل ماديا عن أهلك
5-شراء حوائج البيوت وإعانة الفقراء والمساكين والمحتاجين
6-الأهم (الاحتكاك بالناس الكبيرة ذوي الخبرة في الحياة وأصحاب الإنجازات الكبيرة)
7-ملازمة أهل العلم والمشايخ والاقتداء بسير السلف الصالح
كل هذه الأمور تضيف إلى رصيد إدراكك بواقع الحياة، فتحسن من مهاراتك الاجتماعية وتضيف إلى خبرتك في التعامل مع المشاكل، وإدارة الوقت وتنظيم الأوليات، وترتيب حياتك، الأمر الذي يؤهلك للنضج النفسي لتكون مستعدا بشكل أكفاء لطبيعة مرحلة الرشد.
