فلسفة الغيب النسبى والمطلق والفرق بينهما

فلسفة الغيب النسبى والمطلق والفرق بينهما

0 المراجعات

الغيب
يختلط على البعض مفهوم الغيب النسبى والمطلق والذى سنناقشه من خلال بعض العناصر  من هذا المقال إن شاء الله 

☆العناصر
• مقدمة
• الغيب المكانى النسبى
• الغيب الزمانى النسبى
• الغيب المطلق 
• التنبؤات والغيبيات
• خاتمة

•المقدمة :- دعى الله _تعالى _ البشر الى التدبر والتفكر فى خلق السموات والارض وكان فضول الانسان هو الحافز الاول لمحاولة التدبر والتفكر واستكشاف الغيبوب . وخلال رحلة الإنسان لمعرفة قوانين الكون  وسعيه للتنبؤ بمستقبله ونتيجة لنجاح هذه التنبؤات فى بعض الاحيان ظن بعض البشر أن الإنسان قد يعلم الغيب وهو الامر الذى يدفع البعض للطعن فى الدين نتيجة لسوء الفهم والتفريق بين الغيب والتوقع....

• غيب مكانى .. وهو الغيب الذى لايمكن ادراكة  بالحس المباشر ولكن يمكن قياسة(إدراكة) ببعض الوسائل الاخرى فمثلا ؛ عند النظر الى قطرة مياة راكدة تراها العين نقية بدون شوائب ولكن عند النظر اليها تحت جهاز ميكرسكوب سترى تلك العين مئات بل الاف الكائنات الحية الدقيقة السابحة فى هذة القطرة وبالتالى فإن هذه الكائنات غابت عن الحس وهو العين ولكن أمكن إدراكها بوسيلة اخرى وهى الميكروسكوب.  قس على ذلك كثيرا من الامور الغائبة عن الحس المباشر للانسان ولكن يمكن إدراكها بوسائل مختلفة  كمرور تيار كهربى فى سلك فالعين لاترى حركة التيار بل يمكن قياسة بجهاز الاميتر . وكذلك الجنين فى الرحم يمكن معرفة جنسة بواسطة جهاز السونار . كذلك يمكن معرفة ساحة فى طرق متعرجة فى وسط صحراء جرداء عن طريق البوصلة و الخ...

• غيب زمانى .. وهو غيب نسبى لحدث زمنى عن حواس الانسان فقد يكون عن إدراك حوادث أو أقدار المستقبل ؛ فمثلا لا يستطع الانسان _بحواسة المباشرة _أن يحدد حالة الطقس غدا او ما إذا كان هناك مطر او لا ، ولكن عن طريق بعض المعطيات من نسبة الرطوبة وسرعة الرياح وغيرة يمكن توقع حالة الطقس واستنتاج نسبة المطر وكذلك عن حدوث كسوف للشمس يمكن تحديد وقت الحدوث ومكانة بالساعة والدقيقة بل وأحيانا بالثانية وذلك عن طريق دراسة حركة النظام الشمسى وسرعة الاجرام السماوية بداخلة وبالتعويض فى بعض المعادلات الرياضية الفلكية يمكن التنبأ بذلك . وكذلك عن التنبأ بموعد الزلازل والبراكين وغيره....

• غيب مطلق ..  وهذ النوع من الغيب هو الغيب الذى لايمكن ادراكة بالحس او بغيره فهو غيب شمولى يشمل الزمن بمستقبله والمكان بأبعاده فمثلا عند وضع الميكرسكوب لرؤية الكائنات الدقيقة فى قطرة المياة فليس بعيدا أن يكون هنا كائنات اخرى فى قطرة المياه لم تكن فى حيز إدراك العين المجردة ولا المكرسكوب هو الاخر . وعند وضع القوانين والمعادلات لحساب زاوية الكسوف أو وقت حدوث الزلزال أو أماكن البراكين فليس بعيدا أن يكون هناك عامل خفى لم يكن فى المعادلة ولم يكن محسوس فى مدى الحسابات الموضوعة ولم يكن فى إدراك واضع القانون ولم يكن أيضا محسوسا بالنسبة لاجهزة الاستشعار . وبهذا المنطق لا ينبغى لأحد أن يدعى معرفة الغيب الا ان يكون ملما بكل المتغيرات التى تدخل فى عمليته الحسابية او أن يكون متحكما فى أسبابة او ببساطة ان يكون خلقا للكون بما يحتوية من أبعاد وأسباب ومعطيات ومن ثم نتائج   مبنية على هذة المعطيات وفق إرادته سبحانة فذلك هو الغيب المطلق والذى قال فيه الله تعالى {قل لا يعلم من فى السماوات والارض الغيب الا الله والا يشعرون أيان يبعثون } النمل_ 65

• الغيب والتنبؤات .. يعد الفرق واضحا بين التنبؤ بحدث موقوت او بوجود شيئ فى مكان ما وبين الغيب الذى هو غيب عن أسباب ومتغيرات هذا الحدث ولذا يعد التنبؤ بحدث ما هو حالة خاصة من حالات الغيب النسبى التى تم ذكرها آنفا 

• الخاتمة :- بعد تسلسل هذه الحقائق عن الغيب وعند التأمل فى الاية الكريمة السابقة نجد الله سبحانة وتعالى يقول لرسولة الكريم [ص] قل لا يعلم من فى السماوات والارض الغيب الا الله فهو وحده الذى يستحق أن يعلمه  وبعد الانتهاء من هذه المعطيات يجب أن يكون قد تكون عند القارئ سورة توضح الفرق بين النوعين الاوائل من الغيب النسبى الذى يمكن أن يدركة الانسان عن طريق البحث والدراسة والمعرفة ، والغيب المطلق الذى هو ملك لله وحده . والله الموفق و المستعان

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

4

متابعهم

10

مقالات مشابة