كرة القدم والسياسة ... وهل يمكن الفصل بينهما؟

كرة القدم والسياسة ... وهل يمكن الفصل بينهما؟

0 reviews

قد تكون العلاقة بين كرة القدم و السياسة شائكة بعض الشئ خاصة مع وجود رآيين متناقضين، احدهما يدعو إلى ضرورة الفصل بينهما و الإكتفاء بمتعة اللعبة و الآخر يؤكد إستحالة أن تتم عملية الفصل، وهذا التشابك ليس و ليد المرحلة الراهنة، فالسياسة رافقت كرة القدم منذ بدايتها.

فى عام 1966 و تحديداً عندما أقامت الفيفا مسابقة كأس العالم فى المملكة المتحدة، تم حرمان جنوب أفريقيا من المشاركة بسبب سياسة التمييز العنصرى، وأستمر هذا الحرمان حتى عام 1994 حين أعترفت الفيفا بإتحاد الكرة لجنوب أفريقيا، بعد نهاية التمييز العنصرى و الإفراج عن “نيلسون مانديللا” .

و فى عام 1950 لم يتم السماح لألمانيا و اليابان بالمشاركة فى أدوار مقابلات الترشح إلى المنافسات التى احتضنتها البرازيل تعقبياً على نتائج الحرب العالمية الثانية.

اما عام 1970 عندما أُضيفت اسرائيل إلى المجموعة الآسيوية ، رفضت كوريا الشمالية اللعب معها من أجل التاهل، بسبب مواقف سياسية و بإعتبارها دولة أحتلال، وبالتالى لم يتسنى لكوريا الشمالية المشاركة فى نهايات كأس العالم التى جرت فى المكسيك .

وفى عام 1974 رفض منتخب الإتحاد السوفييتى اللعب مع نظيره التشيلى، الذى كان يتعين عليه اللعب حتى يصل إلى نهائيات كأس العالم فى ألمانيا الغربية، والسبب فى الرفض يرجع للأحداث التى شهدتها تشيلى 1973 بسبب انقلاب “أوغوستو بيونشيه” على الحكومة الإشتراكية الشرعية برئاسة “سلفادور الليندى” ذى الخلفية الماركسية و المنتجب بشكل ديمقراطى، فرفض الإتحاد السوفييتى لعب المباراة و غاب عن المسيرة الرياضية للمنافسات.

و أيضاً لم يُسمح ليوغوسلافيا المشاركة بالمسابقة عام 1994، وذلك بسبب العقوبات المفروضة عليها من قبل الأمم المتحدة جراء الحرب فى البوسنة و الهرسك،ومؤخراً تم إستبعاد روسيا من كأس العالم على خليفة الحرب مع أوكرانيا، و إستبعادها على مستوى المنتخبات او الندية حتى إشعار آخر.

أشهر المباريات السياسية بكأس العالم 

نبدأ بعام 1938 حين أستضافت فرنسا البطولة قبل عام من إندلاع الحرب العالمية الأولى، و لعب الفريق الإيطالى امام فريق البلد المضيف، كانت غيطاليا تحت الحكم الفاشى بقيادة “موسولينى” ، وكان المنتخب افيطالى مشهور بزيه الأزرق ولكنه بتلك البطولة أرتدى اللون الأسود، و أدى التحية الفاشية قبل بدء المباراة مع فرنسا، و أرسل موسولينى رسالة للفريق قبل بدء المباراة مضمونها “فوزوا او موتوا !”، و فازوا بالفعل و هزموا فرنسا على أرضها فى الربع الخير من التصفيات و بالبطولة كلها بعد ربحه المباراة النهائية أمام هنغاريا، فكان ذلك بمثابة نصراً كبيراً للفاشية.

و مباراة سياسية أخرى لا تقل سخونة عن سابقتها ، فبعد الحرب العالمية الثانية انتهى الأمر بتقسيم ألمانيا لغربية تابعة للمعسكر الرأسمالى و شرقية تابعة للمعسكر الأشتراكى، وتجسد هذا الإنقسام عام 1974 عندما أستضافت ألمانيا الغربية البطولة وتواجه فريقها الشرقى مع الغربى فى إحدى المباريات، وكان النصر لصالح الشرقى 1-0 ، لكن الأمر أنتهى بفوز ألمانيا الغربية بكأس البطولة على أرضها بعد هزيمتها لهولندا بالمباراة النهائية، بعدها بسنوات فازت ألمانيا الغربية بالبطولة عام 1990، تلاها فى نوفمبر من ذات العام تشكيل فريق من الألمانتين.

و أخيراً فى مونديال 1998بفرنسا ألتقى الفريقان أمريكا و أيران بمباراة عرفت بأسم “أم المباريات” ، فتاريخ العداء بين البلدين يعود لعام 1979 ، وذلك بعد قيام “الخُمينى” بالإستيلاء على الحكم من الشاه، و إحتجاز إيران رهائن أمريكيين بسفارتها بطهران 444 يوماً ، وقتها فازت إيران بالمباراة و لكن العداء أستمر بين البلدين إلى يومنا هذا ، ليلتقى الفريقين مرة أخرى فى كأس العالم قطر 2022 و يفوز الفريق الأمريكى فى مباراة و صفت بأنها الأسخن سياسياً بتاريخ المونديال.

و لكن من جهه أخرى فإن كرة القدم عكست عبر التاريخ رونقها و دورها الإيجابى فى التقريب بين الشعوب، فكسرت الصورة النمطية التى كرسها التمييز العنصرى من خلال تشكيلة منتخباتها و فرق لاعبيها، التى تضم كل من الأعراق و الألوان و الجنسيات، فتجمعهم روح واحدة متجاوزين كل الفوارق و الإختلافات.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

128

متابعين

87

متابعهم

66

مقالات مشابة