ألاسكا الروسية، كيف أصبحت ولاية أميركية؟
عندما تفكر فى البرد و الصقيع و الثلوج قد يخطر ببالك مباشرة القطب الشمالى و القطب الجنوبى للكرة الأرضية، أليس كذلك؟، ماذا لو طلبت منك ان تفكر فى الصقيع ضمن حدود الولايات المتحدة الأمريكية فلو خطرت فى بالك ولاية آلاسكا فإذاً اجابتك صحيحة، لكن هل تعلم ان ولاية آلاسكا لم تكن دائماً أمريكية؟! بل كانت روسية فى السابق تحديداً منذ القرن ال18 و عُرفت “بأميريكا الروسية” ، إذاً كيف تحولت آلاسكا من منطقة تابعة لدولة روسيا إلى ولاية أمريكية؟
العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا لم تكن دائماً متوترة، بعكس علاقة روسيا و المملكة البريطانية المتحدة التى وصلت إلى أوج خلافها عند نشوب حرب القرم عام 1853 و هُزمت روسيا شر هزيمة على يد التحالف الذى كانت بريطانيا جزءاً منه(مصر و تونس و الدولة العثمانية و فرنسا)، و هذه الحرب إستنزفت الموارد المالية للإمبراطورية الروسية مما دفع “القصير إلكسندر الثانى” المحاولة بتقليص الأعباء المالية لبلاده المديونة،.
كان أحد الحلول هى بيع آلاسكا الروسية للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد ان أبلغ سفير روسيا بواشنطن “إدوارد ستوكل ” بصعوبة إقامة مستعمرات بآلاسكا بسبب الطقس البارد، وهناك أيضاً أسباب اخرى دفعت القيصر لبيع آلاسكا مثل قلقه من ان تحتلها المستعمرات البريطانية المتواجده بكندا، فموقعها قريب جداً من آلاسكا بعكس روسيا، واوكل القصير مهمة بيع آلاسكا إلى سفيره بواشنطن الذى بدأ بالفعل بمفاوضات البيع فى عام 1860، لكن سرعان ما هذه المفاوضات توقفت فور نشوب حرب الحرب الأهلية الأمريكية، وتم استنئاف المفاوضات بعد عام من إنتهاء الحرب، وبدت نتائج المفوضات مبشرة بسبب العلاقة الجيدة التى جمعت السفير الروسى بوزير الخارجية الأمريكى الجديد “ ويليام سيوارد ” ليصل كلا الطرفين إلى مسودة نهائية للبيع فى 30 من مارس عام 1867، لكن الصفقة الفعلية تمت فى 18 من اكتوبر عام 1868، وقضت ببيع آلاسكا ذات 1.7 مليون كليو متر مربع مقابل 7.2 مليون دولار امريكى فقط وهو ما يُعادل اليوم قرابة 115 مليون دولار امريكى.
و لكن كيف تم التوصل إلى سعر البيع، قامت روسيا بإرسال خبرائها إلى آلاسكا لدراسة الموارد الطبيعية فيها فقدروا سعرها ب 10 ملايين دولا أمريكى بل ونصح هؤلاء الخبراء القيصر بتراجع عن عملية البيع و غعادة هيكلة حكومته هناك، لكن القيصر تجاهلهم و باعها ب 7.2 ملايين دولار امريكى بعد المفاوضات، الصفقة لم تمر مرور الكرام بأمريكا و طالت وزير الخارجية الأمريكى “ ويليام سيوارد ” الكثير من الإنتقادات و هذه الإنتقادات وصفته بالأحمق و ذلك بسبب سرية المفاوضات، وشهد مجلس النواب الأمريكى حالة من التخبط أثناء مناقشة هذه الصفقة و تداعياتها مما تسبب فى تأخر الولايات المتحدة الأمريكية لعام كامل فى دفع المبلغ كاملاً لروسيا، وتمكن الوزير “ ويليام سيوارد ” من إقناع المجلس و الشعب أيضاً من خلال ترويج فكرة ان آلاسكا غنية بالموارد الطبيعية مثل الفرو الثروة السمكية ولكنه لم يكن يعلم ان آلاسكا غنية بالذهب أيضاً الذى تم إكتشافه صدفة عام 1896، و تم العثور على غكتشاف آخر لم يكن بالحسبان بعد قرن من صفقة البيع و هو اكتشاف حقل نفط كبير بخليج برودو اكسب آلاسكا 900 مليون دولار عام 1969 لوحده!
برأيكم هل أرتكبت روسيا غلطة بيبع آلاسكا ؟
من وجهة نظرى نعم أرتكبت غلطة كبيرة بيبع جزء من أمبراطوريتها كإعتقاد منها إنها تحل ازمة الديون و كذلك عدم إهتمامها برأى الخبراء بإلإحتفاظ بآلاسكا و أستغلال ثرواتها الطبيعية الظاهرة فى البداية ومن ثم اكتشاف الثروات الأخرى فى وقت لاحق، فإستغلال هذه الثروات فى التجارة وجنى المال منها ممكن أن يساهم فى حل ازمة الدين الروسى.
