بحر اليابان يستقبل زائرا جديدا عابرا للقارات !!

بحر اليابان يستقبل زائرا جديدا عابرا للقارات !!

0 reviews

الزائر غير المحبوب 

اطلقت كوريا الشمالية صاروخ جديد باليستي عالي القدرات صعد الى الغلاف الجوي وهبط الى بحر اليابان وانفجر فيه دون سابق انذار !!

ان هذا الاطلاق المفاجىء يهدد الملاحة في البحار العالمية وحتى روسيا صديقة كوريا الشمالية شعرت بالقلق واعربت عنه في رد فعلها على الصاروخ الكوري الشمالي 

اليابان استنكردت العمل بالتاكيد لكن هذا ورد امريكا الضعيف نفسه لا يسمن ولا يغني من جوع .

ياترى من هو المقصود بهذا الصاروخ الذي يصل مداه الى كل الساحل الغربي للولايات المتحدة ؟

هل هناك اتفاق روسي كوري شمالي لخلط الاوراق والضغط على اليابان وحليفتها امريكا في وقت تعلن القلق فيه وعدم الرضا ؟

هل التشتيت والتمويه مطلوب في هذه المرحلة من حرب روسيا ضد اوكرانيا وحلفاءها الغربيين؟

 

القذائف الامريكية هل تفعل شيئا ؟

حاولت الولايات المتحدة قبل فترة من الحدث السابق تحويل شحنة قذائف مدفعية من عيار 155 ملم من كوريا الجنوبية الى اوكرانيا لكن كوريا الجنوبية رفضت هذا الطلب لان عقود التسليح الموقعة بين البلدين تنص على ان المستورد هو المشغل لهذه القذائف ولا يجوز توريدها الى طرف ثالث

لقد تجنبت كوريا الجنوبية غضب روسيا بهذا الرفض وربما اغضبت الولايات المتحدة لكنها لا تستطيع الدخول في حرب بالوكالة ضد روسيا لان جارتها الشمالية غير مامونة الجانب 

لقد لقيت هذه الازمة صدى واسع في الولايات المتحدة ونشرت احدى الصحف الامريكية الكبيرة تقرير يقول ان هناك نقص كبير في قذائف المدفعية عيار 155 ملم داخل الولايات المتحدة وانها غير مستعدة للدفاع عن نفسها بشكل كافي اذا اندلع نزاع داخلها ، وان البنتاغون يعطي لاوكرانيا ولا يؤمن الوطن الامريكي .

 

هل تساعد اسرائيل امريكا ؟

وبسبب هذه المخاوف حاولت الولايات المتحدة ان تقنع اسرائيل بارسال ذخائر القذائف المدفعية الى بولندا مع قطع غيار حربية كاجراء روتيني لصفقة عادية ، لكن اغلبها موجه طبعا الى اوكرانيا فيما بعد (سرا) لكن الصحف الروسية كشفت هذه اللعبة وحذرت اسرائيل من مغبة ذلك وتاثيره على العلاقات الروسية الاسرائيلية بل وتداعياته الخطيرة على الوضع الهش بين سوريا التي تحميها روسيا واسرائيل التي لطالما حلقت فوق سمائها وقصفت اهداف متعددة بحجج واهية 

الواقع ان موقف الولايات المتحدة يتراجع في العالم وفي عدة اماكن مهمة وستراتيجية لها ، ومن امثلة هذا التراجع اعطاء الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية ضمانات بعدم الملاحقة القانونية او ما يشبه الحصانة ضد اي ادعاء يتعلق بقضية جمال خاشقجي لان السعودية حليف قوي تحتاجه امريكا خاصة في هذه المرحلة وتحاول دوما اقناع المملكة برفع انتاجها النفطي لكي تنخفض اسعار النفط وتؤثر على روسيا في الحرب والواقع ان المملكة تستفيد جيدا من الحياد والتوازن في علاقتها مع القطبين الكبيرين روسيا وامريكا وتدافع عن مصالحها فقط 

 

ماذا عن تركيا ؟

اما حليف امريكا الاخر الذي اتخذ التوازن درعا له بين الشرق والغرب فهي تركيا التي اعلنت مؤخرا عن قرارها القوي بعدم السماح لاي سفينة بالمرور في البحر الاسود دون بوليصة تامين وبهذا فقد قطعت الطريق على الولايات المتحدة في شراء النفط الروسي وتهريبه الى دول اوربا من تحت الطاولة وخلف العقوبات التي فرضتها مع الناتو على روسيا 

امريكا تبحث عن مصالحها على حساب حتى حلفاءها وتفعل في الليل خلاف ما تعلن في النهار ! وهذا يعجل في تراجع مصداقيتها المتهالكة حول العالم 

 

صداع الصين

اما الصين فان موقفها غامض وهادىء رغم كل ما قيل ويقال حول نيتها اعادة تايوان اليها لكن السؤال الذي تحتار امريكا في الاجابة عليه هو متى وكيف ؟ فماذا تخفي الصين؟

تحاول امريكا الخروج من مازق الخوف على تايوان من احتضان امها لها فتقرر انشاء تحالف داكوس يضم اليابان واستراليا وبريطانيا وكندا معها لمحاصرة الصين واقترحت اليابان ان استضافة الغواصات النووية الاسترالية الجديدة في موانئها لتخويف الصين ولكن بعد عدة ايام من هذا الاقتراح جاء الرد ليس من الصين لكن من الصاروخ البالستي الكوري الشمالي الذي ارتفع الى طبقات الجو العليا ولم يحترق ونزل في بحر اليابان

هذا الامر يجعل اليابان تعيد النظر في قرارارتها خاصة المتعلقة بتعديل المادة التاسعة من الدستور الياباني لتكون قادرة على تصنيع الاسلحة فماذا ستفعل ؟

السؤال الاهم كيف ستدير الولايات المتحدة هذه الازمات الخطيرة حول العالم وكيف ستعيد الثقة الى حلفاءها والى العالم بقراراتها التي تتعهد بها او تصنعها ثم تلتف وتناقضها .

يتذمر الراي العام الامريكي من تصرفات ادارة بلادة في ازمة اوكرانيا خاصة والاموال التي ترسلها لها والاسلحة والمعدات في حين تترك حدود امريكا عرضة للخطر الاصغر وهو المهاجرين والخطر غير المتوقع وهو نشوب نزاع مسلح على اراضي امريكية

يقول جيم مشايمر الاستاذ في جامعة شيكاغو ان بوتين ليس استعماري ولا امبريالي ولا يريد ان يوسع حدود بلاده عبثا لكنه يريد تامين حدود وطنه من القواعد الامريكية والمختبرات البايولوجية التي انشاها الغرب قريبا منه وكان يجب الا يستفزه الناتو

 

في نهاية هذه السطور اتمنى ان تتجه السياسة الامريكية الى التعقل وعدم تاجيج صراعات بين الدول اكثر مما فعلت وان تتاكد ان الحرب لن يربح منها احد بل الكل فيها خاسر وان تلتفت الى مد يد العون الى الشعوب بدلا من جعلها حطبا لمصالحها خاصة شعب اوكرانيا وغيره من الشعوب المظلومة

وعلى قادة اوربا ان يفهموا ان روسيا اقرب اليهم وانفع لمصالح شعوبهم من امريكا وهم الذين تمترسوا على حدودها وليست هي اولا وعليهم في النهاية الحوار لتامين مصالحها ومصالحهم معا لانهم في واقع جيوسياسي واحد .. اما امريكا فشهية استعباد العالم لم تعد خافية على احد او تنطلي على احد وهي تتراجع لانها غير صادقة في تعهداتها وهذا الراي لست وحدي من يؤيده بل مفكرين كبار مثل هنري كيسنجر وغيره ولكن التكبر والاستعلاء يمنع حكام الغرب من الاعتراف باخاطائهم وتدفع شعوبهم الثمن 

في النهاية اتمنى ان يعم السلام هذا العالم جميعا ويحفظ عالمنا العربي والاسلامي من كل شر . تابعوني انا بن فضلان في مقالات قادمة ولكم اطيب التحيات 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة