أوكرانيا علي مر العصور والحروب التي وقعت علي أراضيها ؟

 أوكرانيا علي مر العصور والحروب التي وقعت علي أرضيها ؟

أوكرانيا كانت حتى أواخر القرن الثامن عشر تعتبر جزءا من الدولة العثمانية .. و يسكن أغلب أراضيها الجنوبية مسلمين و يهود

مع ضعف الدولة العثمانية في آخر 100 عام من عمرها الذي إمتد لستة قرون .. 

تزايدت أطماع الإمبراطورية الروسية الصاعدة .. 

و دارت العديد من الحروب .. 

و في كل حرب تستولي روسيا على جزء من الدولة العثمانية

مثلا مدينة و ميناء أوديسا الشهير في أوكرانيا تم بناءه على يد الإمبراطورة كاترين حاكمة روسيا .. 

و اصبحت مقر الكثير من اليهود الذين خططوا فيما بعد لقيام إسرائيل بسبب الإضطهاد الأوروبي و الروسي لهم !! .. 

لذلك تجد إرتباط شديد بين إسرائيل و المثقفين من مدينة أوديسا و جنوب أوكرانيا

في حرب القرم قرر الإمبراطور الروسي المتعصب التقدم و تحقيق حلم روسيا القيصرية .. الإستيلاء على إستانبول و تحويلها الى القسطنطينية مرة أخرى لتعود مركز المسيحية الأرثوذوكسية مقابل روما مركز المسيحية الكاثوليكية

دخلت روسيا الحرب مع العثمانيين الضعفاء ... و حققت إنتصارات ..

 و لكن دخلت مصر و إنجلترا و فرنسا لمساندة العثمانيين ضد الروس

استمرت الحرب العبثية لثلاثة سنوات .. 

و لم ينتصر أحد فيها نصر حاسم .. 

و تحولت الى حرب إستنزاف لكل دول أوروبا 

  ( .. يبدو أن حرب أوكرانيا اليوم ستكون مشابهة )

توقفت الحرب بعد أن تعب الجميع و مات قيصر روسيا و جاء إبنه ليوافق على معاهدة الصلح في باريس

هذا الفشل كان مصدر إذلال لحاكم فرنسا (نابليون الثالث) ..

 و الذي كان يحلم بتحقيق إنتصارات مثل جده نابليون لكن فشل ...

 مما يذكرنا بفشل ماركون المتتالي في تحقيق حلمه بالزعامة مثل نابليون ..

 قزم يحلم بالعظمة !!

كما كان الفشل مصدر إذلال أيضا للحكومة البريطانية في بريطانيا

الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا : 

اولا .. أو شخص أو شعب محترم و مثقف يكون لديه وعي بالتاريخ و يعرف التاريخ و يفهمه كي يفهم المستقبل و الواقع و يعرف العدو من الصديق .. و هذا نجده بوضوح في الشعوب المتقدمة .. بينما نجد المتخلفين لا يعرفون تاريخهم أو يعرفون تاريخ مشوه

ثانيا .. كلما إتسع فهمك للتاريخ كلما فهمت أفضل .. من يعرف تاريخ ألف سنة أفضل ممن لا يعرف غير تفاصيل آخر مائة سنة .. 

و من يغرق في التفاصيل تغيب عنه الصورة الكبيرة ..

 يجب ان تعرف التفاصيل لكن لا تغيب عنك الصورة الكبيرة من صعود و هبوط و عوامل

ثالثا .. تظل أوروبا الغربية و أمريكا تفهم تاريخها جيدا .. و تعرف ترتيب أعداءها

تعرف أن المسلمين و العثمانيين و الأتراك عدو .. 

و لا ينسون أن الدولة العثمانية كانت دولة عظمى استمرت لخمسة قرون تسيطر .. 

و تتحكم و تعامل دويلات أوروبا بإذلال و إهانة ..

 تماما كما تعامل الولايات المتحدة الأمريكية دول الشرق الأوسط اليوم !!!

لكن أوروبا الغربية تعرف أيضا أن العدو الأخطر و الأكثر كراهية هو الأرثوذوكس .. 

في روسيا و صربيا و اليونان .. بل يكرهون الأرثوذوكس أكثر من المسلمين

لا ينسون ان الحروب الصليبية كانت من غرب أوروبا ضد الأرثوذوكس و المسلمين ..

 و قام الصليبيون بتدمير و نهب القسطنطينية 

 (مركز الكنيسة الأرثوذوكسية في هذا لاوقت) عدة مرات تحت شعار محاربة الكفار

لذلك تجد فرنسا (رغم إدعاء العلمانية) تقدم نفسها حامية للكاثوليكية في العالم حتى اليوم .. و تحارب روسيا .. 

و تتحدث بإسم الكاثوليك في الكثير من البلاد

و تجد الولايات المتحدة و بريطانيا (رغم إصطناع العلمانية) ..

 البروتستانت و الأنجليكان ... 

تقف ضد الكاثوليكية الفرنسية .. و لكن مستعدة للتحالف مع الكاثوليك ضد الأرثوذوكس .. بل و مع المسلمين أيضا .. كما حدث في حرب البلقان ضد صربيا ... و اليوم ضد روسيا .. لأن الأرثوذوكس هم العدو الأخطر

تجد أوروبا لا تستطيع ان تنسى ان المتطرفين الأرثوذوكس الصرب هم سبب إندلاع الحرب العالمية الأولى 

.. و لذلك تنظر أوروبا دائما بحذر نحو البلقان

لا تستطيع ان تنسى أن العداء لروسيا أكبر و أهم ..

 مهما قدمت روسيا من تنازلات

لا تستطيع ان تنسى ما عاشته أوروبا من هزائم و إذلال  امام المسلمين و الدولة العثمانية

الخلاصة

الطبيب أو المهنى أو الإنسان المحترم الذي يتقن مهنته لابد ان يكون مثقف و واعي بالتاريخ و الهوية و الحضارة

أن عداء غرب أوروبا لروسيا الأرثوذوكسية و أتباعها من أقليات أرثوذوكس متفرقة حول العالم  لا يمكن ان تنساه أوروبا مهما إصطنعت من علمانية و ليبرالية و إلحاد و شيوعية و رأسمالية و اشتراكية و كلام فارغ .. 

مهما غيرت روسيا أو غرب أوروبا من جلدها أو مظهرها الخارجي !!

عداء أشد من عداء غرب أوروبا للإسلام و المسلمين !!

و غالبا حرب أوكرانيا ستستمر لسنوات و تنتهي نفس النهاية العبثية بمعاهدة تصالح  بعد خسائر إقتصادية و عسكرية كبيرة من الجانبين