لا تنجح على نجاح الأخرين ....

لا تنجح على نجاح الأخرين ....

0 reviews

لا تنجح بالعدوان على الآخرين:

هناك مَن يفكر بالنجاح على حساب اﻵخرين ، في حين بإمكان الجميع النجاح، ولكن للأسف يتجه بعضهم نحو تدمير الآخر، وهدمه؛ لكي يحقق النجاح.

(يذكر أحد المدربين في إحدى الدورات التدريبية أنه قام بتوزيع بالونات على كل متدرب، ثم طلب من كل واحد نفخ البالونة الخاصة به، وربطَها بقدمه. وبالفعل قام كل شخص بنفخ البالونة، وربطها.

ـ جمع المدرب المتدربين في ساحة مدورة، ومحدودة ، وقال: لدي مجموعة من الجوائز، وسأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط ، وبعد دقيقة سيأخذ كل شخص مازال محتفظًا ببالونته جائزة.

ـ بدأ الوقت، وهجم الجميع بعضهم على البعض الآخر؛ فكلٌّ منهم يريد تفجير بالونة الآخر حتى انتهى الوقت ، وبقي شخص واحد محتفظًا ببالونته.

ـ وقف المدرب بينهم مستغربًا، وقال: لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر، ولو أن كل شخص وقف من دون اتخاذ قرار سلبي ضد الآخر، لنال الجميع الجوائز، ولكن التفكير السلبي يطغى على الجميع!!!).

من  الآثار السلبية المترتبة على تتبُّعِ عيوب الآخرين:

ينشغل  بعضُهم كثيرًا بعيوب الناس، فيبدؤون بالتفتيش عنها، واتهامهم بالتقصير، أو ضحالة الفهم، وضعف المهارات الحياتية، ولكنهم ينسون أن الإنسان غير معصوم من الخطأ، وأنه مثل غيره، قد يكون به عيوب كثيرة، ولا بد من إصلاحها بدلاً من الالتفات إلى عيوب الناس. وهذه الظاهرة منتشرة كثيرًا في جلسات بعض الرجال والنساء، فتجد أحدهم يتحدث عن عيوب الناس، ويقوم بالتشهير، ونشر مساوئ الآخرين، على أساس أنه كامل، ولا يعتريه النقص، مع العلم بأنه لا يخلو إنسان من نقص، أو عيب؛ فيكون ذلك سببًا في تفشي داء الحقد، والكراهية في ما بينهم.

إن  مسلك التفتيش عن الأخطاء، كما يجري على صعيد الأفراد، فهو يجري ـ أيضًا ـ على مستوى الجماعات. فقد تتورّط بعض الجماعات الدينية، أو السياسية، أوالاجتماعية في مسلك الإساءة للجماعات الأخرى؛ برصد عثراتها، ونشرها عوضًا عن التفتيش عن عيوبها هي، ومراجعة أخطائها.

خطورة  هذا المرض على الفرد:

 

1ـ غفلة الفرد عن عيوب نفسه

 إن من أخطر الأمراض، التي يُصاب بها الإنسان أن يرضى عن نفسه، ويرى كمالات نفسه، ويغفلَ عن عيوبه، مع أنه لا يخلو إنسان من نقص، أوعيب. وإذا أراد الله بعبده خيرًا، صرفه إلى الاعتناء بعيوب نفسه، ومحاولة إصلاحها، فتجده دائمًا منشغلًا بنفسه، حريصًا على تزكيتها، وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه، وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مُـكـبِّـر!! والإنسان ـ لنقصه ـ يتوصل إلى عيب أخيه مع خفائه، وينسى عيب نفسه مع ظهوره ظهورا مستحكَمًا، لا خفاء فيه. قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلميبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه). وما أقبح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه، ويتجاهلها، وينظر إلى عيوب الآخرين بمنظاره الدقيق، الذي لا يغادر صغيرةً، ولا كبيرةً إلا أحصاها عليهم، ويشنع بها، ويحط من أقدارهم!!!

فغفلة الفرد عن عيوب نفسه، والنظر إليها بعين الكمال، والاصلاح، والانشغال عنها بتتبع عيوب الآخرين، تلك الصفة الذميمة، التي ما تزال بالفرد؛ حتى تقوده إلى قبائح الصفات والاخلاق؛ المتمثلة في تصيد أخطاء الناس، وزلاتهم، والوقوع في أعراضهم، وغيبتهم، والكذب، والبهتان، والسخرية.

2ـ الشعور الدائم بالنقص 

 فالحديث عن أخطاء الآخرين، والإسراف في ذكرها، ولوك اللسان بها، يدل على مرض عضال في النفس، وهو الشعور الدائم بالنقص؛ فيبحث عن الأخطاء، كأنها هواية عنده؛ فهو يفرح بها إذا وجدها، ويضخمها إذا عرضها، وهو يذكر دائمًا الخطأ، ولا يذكر أبدًا الصواب؛ ولذا تبرز شخصية الإنسان من خلال نصيبه من هذه القضية، فإذا عُرف بأنه مشغول بتضخيم عيوب الآخرين، والطعن في الناس، فهذه مرآة تعكس أنه يشعر بضآلة نفسه، وحقارتها، وأن حجم نفسه صغي؛ لأنه يعتقد أنه لن يعلو قدره إلَّا على إنقاص الآخرين؛ لذا يحاول أن يحطم الآخرين دائمًا، ويكثر نقدهم، ويذكر عيوبهم، وهذه مرآة تعكس أن إحساسه، وثقته بنفسه ضعيفة، وأنه في داخل نفسه يحس أنه صغير، وحقير؛ فلذلك يشتغل بعيوب الآخرين.

3ـ إسقاط عيوب النفس على الآخرين

 وقد يكون انشغال الفرد بعيوب الناس، والتحدث بها بمنزلة ورقة التوت، التي يحاول أن يغطي بها عيوبه، وسوءاته، فقد سَمِعَ أعرابيٌّ رجلًا يقع في الناس، فقال: (قد استدللت على عيوبك؛ بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها؛ يطلبها بقدر ما فيه منها)، فأكثر الناس عيوبًا، أفرغُهم لذكر عيوب الآخرين.

4ـ الوقوع في الغيبة

 والانشغال بعيوب الناس يجر الفرد إلى الغيبة، وأقلُّ ما في الغيبة من مساوىء تفكُّكُ الروابط بين الناس!

٥ـ الإفلاس: فالذين يتتبعون المثالب، ويحبون تتبع عيوب الآخرين؛ يجب أن يعلموا أنهم واقعون في هذا الخطر العظيم، وسيلقون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فنخشى أن يلقوا الله مثل (الرجل المفلس)، الذي أخبر عنه النبي القائد محمد صلى الله عليه وسلم إذ قال: (أتدرون من المفلس؟! قالوا: المفلس فينا من لا درهم له، ولا متاع. قال (ص): إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بحسنات، مثل جبال تهامة، ولكن يأتي، وقد ضَرَب هذا، وظلم هذا، وشتم هذا، وقذف هذا، وأخذ مالَ هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته ـ قبال ما فعل، وما انتهك ـ فإن نفدت حسناته، يؤخذ من سيئاتهم، فتطرح عليه، فيلقى في النار)!

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

7

متابعهم

1

مقالات مشابة