« تخسرها عندما تراها أقل جمالاً مما هي عليه »

«  تخسرها عندما تراها أقل جمالاً مما هي عليه »

 

المرأةُ الحانيةُ شعلةُ النورِ والنسيمِ العليلِ صاحبةُ الذوقِ الرفيعِ ، والحسِ المرهفِ . ذلكَ الغصنُ الغضُ الطريُّ يعتريهِ ما يعتريهِ من أحوالِ الحياة وفصولها . خلق الله المرأةَ على هذهِ الصفة من الجمالِ والرِّقةِ ، وخلقَ عيناً ترى ذلك الجمالَ ، ومن هذهِ النظرةِ ينبعُ الشعورُ ، فينعكس على باقي أطراف الجسم ِ كلٌ على حسبهِ، فالقلبُ لهُ انعكاسه الخاص والجوارحُ لها إنعكاساتها ومحلها زماناً ومكاناً .  فأنوثةُ المرأة هي ذلك الغصن الغضُ الطريُّ الذي يتواجد داخل كل امرأة ، فقد تمر المرأة بعدة فصولٍ في حياتها من مرضٍ أو كبرٍ أو موتِ سندٍ لها من أخٍ أو أب ،

فترى ذلك الغصنُ الغضُ الطريُّ قد غطاه السواد وكذا الكَبَرَ فقد يغطي ذلك الغصن أيضاً ببعض علامات التقدم في السنِ فيخفى ذلك الغصنُ على بعض العيونِ ، وغيرها من الأحوال والأطوار كثير .

وإذا أردنا أن نفهم الشرخ الذي يحدث بين المرأة ِ والرجل ، علينا ابتداءاً أن نبسط الصورة الواقعية للمرأة والرجل ، لأن الأشياء دائماً هي فرع عن تصورها . 

فالمرأة على ما وصفنا من الأنوثةِ والمشاعرِ التي جُبِلت عليها ، وتحكيم المشاعرِ على حساب عقلها . 

والرجل  كما نعلم على صفتهِ التي جُبِلَ عليها من الغلظة والشدة وتحكيم العقل في مسائله على حساب عاطفته.

فالمرأة لا بد لها أن تعكس جانباً من جوانبِ جمالها في كل حالةٍ من أحوالِ حياتها ، والتصادم الذي يقع بين  الرجل والمرأة غالباً ما يكون ، بسبب عدم تقديم الرجل ِ لتلك النظرةِ التي تحتاجها المرأةُ ، أو لتقصيره في النظر إلى الجوانب السلبيةِ في المرأة والغفلة عن جوانبها الجميلة والإيجابية .

فالمرأة تريد تلك النظرة التي تراها كأنثى مهما طرأ عليها من الأحوال 

وهذا لا يعني النظرة الشهوانية بالمطلق . بل النظرة الحانية التي تحتاجها المرأة كأنثى من العطف والمودة والكلمة الطيبة والإحسان لها، فهي ليست كالرجل ، فصورة المرأة حساسة بطبيعتها، فهي كالمرآة تعكس الأشياء من حولها ، وعلى الرجل أن يراعي ذلك . 

أحوال الحياة بفصولها هي التي تعكسها المرأةُ بمحياها ، وذلك على حسب ذلك الشيء من الجمالِ والقبحِ .

ولتعلم أن الكمال لله وليس للمخلوق ، وإذا كَمُلَ الإنسان من جانبٍ نقص من جانبٍ آخر فانظر إلى الأشياء الايجابية ، وغض الطرف عن الأشياء السلبية .