رسائل إلى العفيفات المقبلات على الزواج 🌸

رسائل إلى العفيفات المقبلات على الزواج 🌸

0 reviews

رسائل إلى العفيفات 🌸

ما بينَ لهفة الحب و الخوف مِن سوء الإختيار يتردد القلب ، يحتار الفكر ، يتشتت الذهن ويرتبك كل شئ ..

كيف الدليل إلى الاطمئنان في الإختيار للرجل المناسب؟

أرسلت إحداهن ما بين إلحاح الذي تقدم لخطبتها في اتمام الزواج مِنها ، وما بينَ حيرتها كيف تختار الصواب ، هل هو الزوج المناسب الذي طالما حَلمت به في خيالها ، استخارت الله ، لكنّها لم ترى اشارات بعد فكتبت إليَّ فضفضة!

أيا بُنيّة 🌸 ..

لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها ..
ولا تنال نفسًا إلا نصيبها المكتوب لها ..

ولا أرحم مِن الله في الحالين ولا ألطف!

فالله يرى ضيق صدرك بكثرة التفكير ، و شتات أمرك باختلاف الأراء حولك ، وإلحاح القلب على القبول ميلًا للذي تقدم!

لكن لتعلمي يا عزيزتي ..

أنِّ الزواج مشروع عُمر ، وحياة حتى الجنة وفيها ، فلا تتعجلي!

دامك تستخيرين الله فأنتِ على خير!

لا تقدمي على خطوة شفقة لرجل قلبه بك تعلق، ولو كان القلب عندك قد مال ، لا تجاملي على حساب ذريتك! 
ولا خوف مِن كسر أو جبر خاطر على حساب عمرك كلّه!

فستتبدل الأدوار ؛ ستكونينَ أنتِ التي سيدفع الثمن وأنت التي سيعتريك الكسر و الندم ، لو كان الاختيار خاطئ وحينها ما أصعب الرجوع!

الله ياجميلة يتولى الناس ؛ جبر كسورهم و مداواة جروحهم واللطف بهم!

عليك بنفسك فكري فيما يصلحها ودعكِ مِن نزوات الغرام ولهفة الحب ، فكري بذريتك مِن بعدك ، فالزواج حمل ثقيل و طريق طويل لأسرة كاملة تعبره معًا حتى النهاية إما إلى الجنة أو إلى ضياع!

فاسألي نفسك هل هذا الرجل يليق بأن يكون رب أسرة تنشأ ذريتها في طاعة الله؟

هل ترضين خلقه أن يكون خلق لصغار صالحين؟

هل دينه يؤهله ليكون قدوة لهم بالأفعال قبل الكلام؟!

حين سأل الملك النبي صلى الله عليه وسلم ّ حينما أذوه أهل مكة هل يطبق الأخشبين عليهم!

ماذا قال حينها؟!

قال نفسي لنفسه فدآء صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله مِن أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا!

عزيزتي ..

تفاصيل الزواج ذاقوها الجميع ، وأنت إن شآءالله مثلهم مع هذا أو غيره ، سترتدين الأبيض فستان العمر ، ستزفين إلى عريسك بأبهى حُله ، سيحتفل الأهل والأصحاب جميعهم لأجلك ، سيغمرك الفرح أيام ، لكن سينتهي كل هذا في لحظة حينَ يغلق عليك الباب وحدك معه لتبدأ الحياة مِن هنا ، لن يواسيك الفستان الأبيض ، ولن يستطيع حتى أهلك أن يخففوا عنك لو كانَ الاختيار سيئ، ستمر عليكِ الأيام وحدكما، لن يجدي فيها ماله ولا جاهه وطوله ولا لونه ولا سنه ولا مكانته الاجتماعية ولاجنسه ولا أي شئ نفعًا سوى دينه وخلقه!

فإن لم يكن لك أهلًا فلم تتركين لأجله أهلك؟

لتعلمي يا جميلة كثيرهم تزوج عن حب ، بل عن قِصص كما في الروايات والكُتب ، لكن ليسوا جميعهم قد نجح في إعداد الذريّة الصالحة ، ما كلهم كانوا قدوة حسنة لجيل نرجو أن يكون به صلاح المسلمين مِن بعدنا!

مِرارًا لنفسي أقول :

مَن للأمة الغرقى إذا كنَّا نحنُ الغريقنا!!

إن لم نحمل هم هذة الأمة نحن فمَن يحمله!؟

إنَّ الرجال يا عزيزتي لا تُعاب بنقص مال ولا قِصر ولا طول بنيان ولا لونٍ ولا قبيله ، إنَّ الرجال يا عزيزتي عيبهم سوء الخلق و الدين الذي فيه خلل!

أعلم تمامًا أنَّك ستختارين الصواب وأعلم يقينًا أنَّ الذي استخار ما خاب ، فاستحكمي عقلك ودعي القلب جانبًا، اصدقي مع الله في السر والعلن وسترين الاشارات التي تقودك إلى الصواب ، ثُمَّ أنَّ الحبَّ ياجميلة في نظري ليس وسيلة للزواج ولاسببا ، وما ينبغي له أن يكون كذلك بل هو نبتةُ النجاح والثمرة!

الدين يا جميلة والخلق القويم أعظم سببا للنكاح ، وأعظم الغايات بعد أن يمر العمر ويشتعل الرأس شيبًا أن يكونَ للمرء ذريّة ترضي الله وتتبع سنة رسوله!

فاللهمّ دلنا على الخير وانقذنا مِن الحيرة ، اختر لنا ولا  تخيرنا، اللهمَّ فلا نضيعُ ولانشقى، مَن لانهونُ عليه ولانشقى عنده!

{ ربّ لا تذرني فردًا وأنتَ خيرُ الوارثين }

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

178

متابعين

123

متابعهم

6

مقالات مشابة