كل ما تريد معرفته عن النجاح (الجزء الخامس)

كل ما تريد معرفته عن النجاح (الجزء الخامس)

0 المراجعات


    عندما يتحدث العقل        إلى العقل مباشرة


"هل نحتاج لأسلاك لتنقل تلك الاهتزازات؟ ألن تنتقل عبر الأثير بدون
أسلاك
مثلما تفعل الموجات اللاسلكية؟ كيف سيتم إدراكها بواسطة المتسلم؟ هل سيسمع
سلسلة من الإشارات أم سيجد أفكار رجل آخر داخل دماغه؟
ربما ننغمس في بعض التخمينات بناء على ما ندركه عن الموجات اللاسلكية
والتي، كما أسلفت، هي كل ما يمكننا إدراكه من سلسلة متسعة من الاهتزازات
والتي يجب أن تتواجد بشكل نظري. إذا كانت موجات التفكير مشابهة للموجات
اللاسلكية، فإنه يجب أن تنتقل من الدماغ وتتدفق بشكل لا نهائي حول العالم
والكون. الجسد والجمجمة والحوائل الأخرى الملموسة لا تمثل أي عائق أمام تدفق
الموجات في أثناء عبورها في الأثير الذي يحيط بجزيئات كل مادة، مهما كانت
كثافتها وصلابتها.
تتساءلون إذا كان سيحدث تداخل مستمر وتشوش إذا كانت أفكار الآخرين
تتدفق خلال أدمغتنا وتزرع بداخلها أفكارا لم نختلقها نحن؟
كيف يمكنكم معرفة ما إذا كانت أفكار الآخرين لا تتداخل مع أفكاركم الآن؟
لاحظت قدرا لا بأس به من الظواهر الخاصة بالارتباك العقلي التي لم أقدر على
تفسيرها. على سبيل المثال، هناك الإلهام أو التثبيط الذي يشعر بها المتكلم في
أثناء التحدث للجمهور. مررت بهذه التجربة العديد من المرات في حياتي ولم
أستطع تحديد هو السبب المادي لها.
ما
في رأيي، فإن العديد من الاكتشافات العلمية مؤخرا تشير ليوم، ليس بالبعيد
عن يومنا هذا، سوف يتمكن فيه الإنسان من قراءة أفكار الآخرين، عندما يتم نقل
الأفكار مباشرة من الدماغ للدماغ بدون استخدام الحديث أو الكتابة أو أية وسيلة
من وسائل التواصل الحديثة. تحويل الأفكار لواقع هو عمل مربح، ولكن ما يحدث
فارقا ضئيلا هوما إذا كانت تلك الأفكار من صنعنا أم من صنع الآخرين.
من المنطقي التطلع لوقت تستطيع فيه الرؤية بدون عينين أو السماع بدون
أذنين أو التحدث بدون لسان.
باختصار، فإن الفرضية التي تقول إن العقل يمكنه التواصل مباشرة مع عقل
آخر تقوم على النظرية التي تقول إن الأفكار أو القوة الرئيسية هي شكل من
التشويش الكهربي والذي يمكن أن يتم اعتراضه وبثه سواء بواسطة أسلاك أو
ببساطة من خلال الأثير المنتشر في كل مكان، كما في حالة موجات التلغراف
اللاسلكية.
يوجد العديد من القياسات المماثلة والتي تقول إن الأفكار تشبه في طبيعتها
التشويش الكهربي. العصب الذي يتكون من المادة المكونة للدماغ نفسها يعمل
کموصل ممتاز للتيار الكهربي، عندما قمنا للمرة الأولى بتسيير التيار الكهربي خلال أعصاب رجل ميت، صدمنا ودهشنا أن نراه يجلس ويتحرك. الأعصاب
المكهربة تسببت في انقباض العضلات مثلما يحدث في الواقع".


              الأفكار كهربية


"تؤثر الأعصاب في العضلات بالطريقة نفسها التي يؤثر بها التيار الكهربي في
المغناطيس الكهربي. يقوم التيار بمغنطة قضيب حديدي موضوع بزوايا صحيحة
تجاهه، وتحدث الأعصاب انقباضا في ألياف العضلات الموضوعة بزوايا صحيحة
من خلال تيار غير ملموس خاص بالقوة الحيوية يتدفق في
الأعصاب.
مـن الممكن ذكـر العديد مـن الأسباب التي تجعلنا ننظـر إلى الفكـر والقوة
الحيوية على أنها تمتلك طبيعـة التيار الكهربي نفسها. التيار الكهربي يعتبر حركة
موجية من الأثير وهو المادة التي من المفترض أنها تملأ الفراغ وتتخلل الأشياء.
نحن نؤمن بحتمية وجود الأثير لأنه بدون وجود ذلك الأثير، لن يقدر التيار الكهربي
علـى السير في الفـراغ أو أن يسير ضوء الشمس في الفضاء، من المنطقي تصديق
أن حركة الموجات التي تمتلك السمة نفسها فقط يمكن أن تنتج الظواهر الخاصة
بالتفكير والقوة الحيوية. ربما نفترض أن الخلايا الدماغية تعمـل كبطارية وأن
التيار الناتج يتدفق خلال الأعصاب.
ولكن هل يقف الأمر عند هذا الحد؟ أليس من الممكن أن تمر الأفكار من خلال
الأجساد في هيئة موجات تطوف العالم لا تدركها حواسنا مثل الموجات اللاسلكية
التي كنا لا ندرك وجودها قبل أن يكتشف "هرتز" وجودها؟".
برهن هذا المؤلف، لنفسه على الأقل، أن كل دماغ بشري هو عبارة عن محطة
بث واستقبال للاهتزازات وترددات الأفكار.
إذا ثبتت حقيقة هذه النظرية، وتم إرساء قواعد لطرق تحكم منطقي، فتخيل
الدور الذي سيلعبه هذا في جمع المعرفة وتصنيفها وتنظيمها. الامكانية، وهي أقل
بكثير من الاحتمالية، لحدوث هذا تذهل العقل البشري!
كان "توماس بين" أحد العقول العظيمة في فترة الثورة الأمريكية، وإليه ننسب
الفضل، أكثر من غيره، في البداية والنهاية السعيدة للثورة. كان عقله متوقد الذكاء
هو ما ساعد على كل من كتابة إعلان الاستقلال الأمريكي وإقناع الموقعين عليه
بتحويل تلك الوثيقة لواقع.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

3

متابعهم

2

مقالات مشابة