تعرف على الطريقة التي استخدمها الكثيرون للوصول إلى الثروة والنفوذ .

 

« الحث على القراءة والتعلم»
 

  سبحان من حث على العلم والتعلم ، فقد قيل أول ماخلق الله القلم ، وأول ما نَّزلَ الله على عبدهِ من الوحي كلمة اقرأ . وهذا معاذ الله أن يكون عبثاً فما بُدأَ بِهِ من الخلقِ وما بُدأَ بِهِ من الوحي إلا ليبين لنا معشر المسلمين أهمية العلم والتعلم . والأحياء الناطقين والحكماء في كل حين جعلوا الفرق بين الجماد والحيوان بالحياة ، وفرقوا أيضا بين البهيمة والإنسان بالعقل ، و فرقوا بين الشريف والوضيع بالعلم .

وجعل الله للإنسانِ عقلاًيدرك بهِ الأشياءَ الطبيعية ويكتسب ُ من خلاله الكثير من المهارات العلمية التي تعينه على القراءة والتأمل في التعلم والمعرفة

وإذا سلك الإنسان طريق العلم بالقراءةِ وقرنها بالتأمل 

وجد فائدة الحياة وروح العيش 

وبانت له الحقائق والطرق وأنارت له الأشياء كما تنار بالسرج وعرف المنافع من المضار 

ومسك أعنَّة نفسه عن الأهواء

 فغذاءُ الروحِ قراءةٌ وتأملٌ

تورث صاحبها علماً 

 يسيطر به على قوته ويصرفها حسب المنفعة

 فمن لا علم له ضعيف مهما بلغت قوته 

وفقير مهما بلغ غناه

 ونفسه زاهقة بأتفهِ حيلة 

 وماله ضائعٌ بأبسط حادثة

وما تفعله القوة بالتعب يفعله العلم بالراحة

فالأمرُ الذي يُروض بالقوةِ

يُهونُ بيسيرِالحكمةِ

فالعلم أصل والقوة فرع 

والعلم روح والقوة جسم 

والذي يُضرب به المثل بالشجاعة يصيده الطفل بأبسط حيلة 

والجمل العظيم الجسم يُسخرَهُ الشيخ الضعيفُ

 وهذا من فضل المعرفة والتعلم

وأخيراً ننصح كل قارءٍ أو طالب علم 

إذا كنت قرأت وتأملت وأردت الانتفاع به

 فاجعل قرين القراءة والتأملِ فهماً

 لأن الفهم فُضَّل على العلم

 فلا فائدة ولا نفع بقراءةٍ مجردةٍ عن التأمل والفهم 

وقرين الفهم الحفظ 

وقرين الحفظ فكرة تقيدها في ورقاتٍ 

تراجعها بين حينٍ وآخر 

فتحقق بذلك غاية النفع منه والإستفادة

فإذا كنت مالكاً للجوز فلن تحصلَ على لبّهِ حتى تُخرجه من قِشرهِ

وإذا وجدَ في بيتك كنزٌ تعلمُ مكانَهُ فلن تَنعَمَ بِهِ حتى تشتغل بالحفرِوتستخرجه

 فما فائدة من بيده سّراجٌ وهو يمشي في الظلمةِ ولا يشتغل بإنارتهِ 

وما فائدة الدواء بيد المريض إذا كان لا يتحمل مرارة شُربهِ.