لماذا فشل جيش الأسد في القتال في سوريا: خيبة الأمل والتخلي من الحلفاء
تعتبر الأحداث الأخيرة في سوريا، وخاصة انهيار جيش الأسد، من الموضوعات التي تثير اهتمام الكثيرين. فقد شهدت البلاد تصاعدًا في هجمات المعارضة المسلحة، مما أدى إلى انهيار سريع لقوات النظام. هذا المقال يستعرض العوامل التي أدت إلى فشل جيش الأسد في مواجهة التحديات العسكرية، مع التركيز على خيبة الأمل والتخلي من الحلفاء.
الوضع العسكري الهش
تراجع الروح المعنوية: يعاني جيش الأسد من تدهور كبير في الروح المعنوية بين صفوف جنوده. فقد أشار العديد من الجنود إلى أن قياداتهم تتجاهل احتياجاتهم الأساسية، مما أدى إلى شعور بالإحباط وعدم الثقة. كما أن الفساد المستشري داخل الجيش، حيث يقوم بعض الضباط بقبول الرشاوى أو توجيه الجنود للقيام بأعمال نهب، ساهم في تآكل الثقة بين الجنود والقيادة.
الاعتماد على الحلفاء: اعتمد جيش الأسد بشكل كبير على الدعم العسكري الخارجي، وخاصة من إيران وحزب الله وروسيا. لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وتغير الأولويات العسكرية لهذه الدول، بدأ الدعم يتقلص بشكل ملحوظ. هذا الاعتماد جعل الجيش السوري ضعيفًا وغير قادر على القتال بمفرده.
انسحاب الحلفاء
تغير الأولويات: مع بدء الحرب في أوكرانيا، قامت روسيا بسحب عدد كبير من قواتها وطائراتها من سوريا، مما أثر سلبًا على قدرة الأسد العسكرية. كما أن إيران، التي كانت تعتمد على حزب الله لتقديم الدعم الميداني، وجدت نفسها غير قادرة على توفير التعزيزات اللازمة نتيجة الخسائر التي تكبدها الحزب في صراعاته الخاصة.
فقدان الدعم العسكري: أدى سحب الدعم العسكري المباشر من قبل الحلفاء إلى تدهور قدرة الجيش السوري على مواجهة الهجمات. فقد أشار الخبراء إلى أن الجيش لم يعد لديه القدرة على تنظيم دفاعات فعالة ضد تقدم المعارضة المسلحة.
قوة المعارضة
تنظيم المعارضة: استطاعت فصائل المعارضة المسلحة توحيد صفوفها وتشكيل غرفة قيادة مشتركة، مما ساعدها على تحقيق مكاسب سريعة ضد جيش الأسد.هذه التنظيمات كانت أكثر استعدادًا وفعالية في المعارك مقارنة بالجيش الذي يعاني من الانقسامات والفساد.
استغلال الفرص: استغلت فصائل المعارضة ضعف الجيش وانسحاب العديد من الضباط والجنود، مما أدى إلى انهيار الدفاعات الحكومية في عدة مدن رئيسية مثل حلب ودمشق.
الخاتمة
يمكن القول إن فشل جيش الأسد في القتال يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة تشمل تراجع الروح المعنوية، الاعتماد المفرط على الحلفاء، وفقدان الدعم العسكري. هذه العوامل مجتمعة أدت إلى انهيار سريع لقوات النظام أمام تقدم المعارضة المسلحة. يجب على المجتمع الدولي أن يأخذ هذه الدروس بعين الاعتبار عند التعامل مع الأزمات العسكرية والسياسية المستقبلية.