من حاكم لسوريا الى لاجئ بروسيا : من هو بشار الاسد

من حاكم لسوريا الى لاجئ بروسيا : من هو بشار الاسد

0 المراجعات

بشار الأسد: الطريق من الإصلاح إلى الاستبداد

**بشار حافظ الأسد** هو الرئيس السابق للجمهورية العربية السورية، وأحد أبرز الشخصيات السياسية التي أثرت في مصير سوريا خلال العقدين الأخيرين. ولد بشار الأسد في 11 سبتمبر 1965 في دمشق، وهو الابن الثاني للرئيس السابق حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1971 حتى وفاته في عام 2000. بعد وفاة حافظ الأسد، تولى بشار الرئاسة في 17 يوليو 2000، واستمر في الحكم حتى ديسمبر 2024.

خلفية بشار الأسد وتعليمه

نشأ بشار الأسد في عائلة تنتمي إلى الطائفة العلوية في سوريا. تلقى تعليمه الأساسي في دمشق، ثم التحق بكلية الطب بجامعة دمشق وتخرج كطبيب عيون. بعد ذلك، أكمل دراساته الطبية في لندن. لم يكن بشار الخيار الأول لخلافة والده؛ إذ كان أخوه الأكبر باسل الأسد هو المرشح الأبرز، ولكنه توفي في حادث سيارة عام 1994، مما دفع حافظ الأسد إلى إعداد بشار للقيادة.

عاد بشار إلى سوريا في منتصف التسعينيات، والتحق بالأكاديمية العسكرية، حيث خضع لتدريب مكثف في القيادة والسياسة. بعد وفاة حافظ الأسد في عام 2000، تم تعديل الدستور السوري لتخفيض الحد الأدنى لعمر الرئيس إلى 34 عامًا، مما مكن بشار من تولي الرئاسة.

الوضع السياسي في سوريا قبل حكم بشار

قبل تولي بشار الأسد الرئاسة، كانت سوريا تحت حكم والده حافظ الأسد، الذي ركز على تعزيز سلطة الدولة والحزب الحاكم (حزب البعث العربي الاشتراكي). تميزت فترة حكم حافظ الأسد بالاستقرار النسبي ولكن أيضًا بالسيطرة الأمنية المحكمة، حيث أُقصيت المعارضة السياسية، وتم توجيه موارد الدولة نحو تحقيق الأهداف القومية والاقتصادية.

 بشار الأسد: فترة الحكم الأولى

عندما تولى بشار الأسد الرئاسة، أبدى الكثيرون تفاؤلهم بإمكانية إحداث إصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد. دعا بشار إلى تحديث الاقتصاد وتوسيع الحريات المدنية، وهو ما أطلق عليه البعض "ربيع دمشق". خلال هذه الفترة، ظهرت منتديات سياسية واجتماعية تناقش القضايا العامة، لكن هذا الانفتاح لم يدم طويلًا. بحلول عام 2001، بدأت الحكومة في قمع هذه الأنشطة، مما أدى إلى عودة السياسة القمعية.

 الحرب الأهلية السورية

في عام 2011، بدأت احتجاجات شعبية في سوريا كجزء من موجة الربيع العربي، والتي طالبت بمزيد من الحريات السياسية وإنهاء الفساد. ردت الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد بقمع شديد للاحتجاجات، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية مستمرة حتى عام 2024.

 تطورات الحرب ودور بشار الأسد

الحرب الأهلية في سوريا أصبحت معقدة مع تدخل أطراف محلية ودولية. دعم بشار الأسد بقوة من قبل حلفائه، مثل **روسيا وإيران**، بينما دعمت دول أخرى المعارضة المسلحة، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الخليج. استطاعت القوات الحكومية السورية استعادة مساحات واسعة من البلاد بدعم روسي وإيراني، ولكن ذلك جاء بتكلفة إنسانية واقتصادية باهظة.

سقوط بشار الأسد

في ديسمبر 2024، شهدت سوريا تحولًا دراميًا في الأحداث. تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على مناطق استراتيجية في البلاد، بما في ذلك مدينتا حماة وحمص، وتطويق العاصمة دمشق. في 8 ديسمبر 2024، أعلنت هيئة تحرير الشام سيطرتها على دمشق بالكامل، مما دفع بشار الأسد ومقربين منه إلى الهروب من البلاد.

هذا التطور جاء نتيجة تصاعد التوترات الداخلية في الجيش السوري والتقدم السريع للفصائل المعارضة. أعلنت بعض القوى الدولية دعمها للعملية الانتقالية في سوريا، مع التركيز على تشكيل حكومة جديدة تضع حدًا للأزمة التي استمرت أكثر من عقد.

الوضع الاقتصادي والاجتماعي في سوريا

الحرب الأهلية السورية دمرت البنية التحتية للبلاد وأثرت بشكل كبير على الاقتصاد. انخفضت قيمة العملة السورية بشكل كبير، وواجه الشعب السوري أزمات حادة، بما في ذلك نقص الغذاء والوقود. النزوح الداخلي والخارجي للسوريين كان من أبرز نتائج الصراع؛ حيث تشير التقارير إلى نزوح ملايين السوريين داخليًا ولجوء عدد كبير منهم إلى دول الجوار وأوروبا.

الموقف الدولي من بشار الأسد

بشار الأسد كان ولا يزال شخصية مثيرة للجدل على الساحة الدولية. بينما تدعمه روسيا وإيران باعتباره الحليف الأساسي في المنطقة، يواجه انتقادات وعقوبات من دول غربية بسبب مزاعم استخدام العنف ضد المدنيين وارتكاب جرائم حرب. سقوطه من الحكم أعاد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة، مع دعوات لإعادة بناء سوريا وإنهاء التدخلات الأجنبية.

الإصلاحات والتحديات

في ظل التغيرات الأخيرة، تبرز الحاجة إلى العمل على تشكيل حكومة انتقالية تعمل على إعادة الاستقرار إلى سوريا. يعتبر المجتمع الدولي إعادة إعمار سوريا مسؤولية كبيرة تتطلب تعاونًا دوليًا واسع النطاق. مع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة، من بينها التخلص من آثار الحرب وإعادة بناء الثقة بين السوريين.

نظرة مستقبلية

المستقبل السياسي لسوريا يظل غامضًا، ولكن سقوط بشار الأسد يمثل نقطة تحول كبيرة في تاريخ البلاد. يعتمد استقرار سوريا على تحقيق تسوية سياسية شاملة تأخذ في الاعتبار تطلعات الشعب السوري ومصالح جميع الأطراف المعنية.

خاتمة

بشار الأسد كان شخصية محورية في تاريخ سوريا الحديث، سواء بالنسبة لأنصاره الذين رأوا فيه قائدًا صامدًا في وجه التدخلات الأجنبية، أو لمنتقديه الذين حملوه مسؤولية معاناة الملايين. سقوطه من الحكم في ديسمبر 2024 فتح بابًا جديدًا لمستقبل سوريا، مع آمال في إنهاء المعاناة وبداية عهد جديد من السلام وإعادة الإعمار.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة