لا تكرري نفس الخطأ لمرتين🙏
و هاهو ذا فصل من كتاب حياتي ينتهي ، تسقط شخصياته كأوراق الخريف ،و كأنها لم تكن يوما خضرة فؤادي …و ها أنا أجد نفسي أمام فصل جديد ، عليَّ أن أكتب سطوره وحدي ، و قبل أن أكتب كلماتي الأولى ، عليَّ أن أُدركَ تماما أن هذا الفصل لا يحتمل الخطأ ….خرجتُ من الفصل السابق منهكا بالجراحات ، مصدوما ، مذهولا !! كيف نعاشر الافاعي سنين طوال ولا نشعر بها و هي تمتص طاقتنا حتى نصل الى نقطة الاستهلاك التام ،حينها فقط نُدركُ ما ضاع منا ،و نرى بوضوح الحقيقة بكل بشاعتها متجلية أمامنا …كم سألتُ نفسي قبل الرحيل : هل القوة تكمن في التحمل ؟ أم في طي الصفحة ؟ و إذا بي أشعر بالشغف و الفضول ، حيال تلك الحياة التي تنتظرني و لا أعرف عنها شيئا …قد تكون ايضا قاسية ،لكن قد تكون ايضا جميلة و رائعة…
و بما أني أكره التحمل ، اخترتُ أن أطوي الصفحة ، و اترك الحياة تأخذني الى محطات جديدة ، اكتشف من خلالها ما لم أعرفه عني و عن مدى قوتي…
ارتعشت يدي و انا اكتب أول الكلمات في فصلي الجديد : أنا حر …انا حر لكن مكسور و وحيد و خائف..سألتُ الله باكيا : ربي انا اجهل وجهتي ، فأرجوك ارسل لي السند …لم يرسل الله أحد ، مِن خوفي و هلعي كررتُ دعائي مرارا ، لكن الله لم يرسل أحد، فإذا بي أُحارب وحدي ، حتَّى تعودت أَن أُقاتل بمُفردي ….
جاء يوم أدركتُ أن كل الاشياء التي كنتُ احتاج المساعدة فيها فعلتها وحدي ، و كل الصعاب التي ظننتُ أني لن أتجاوزها ابدا ، تجاوزتها وحدي ، فاكتشفتُ أن الله رأى ضعفي و جعل مني أفضل سندٍ لنفسي حتى لا احتاج أحد ، حتى أكون أنا بعونه و قدرته الأسد …حتى لا يدخل حياتي ثعابين جديدة من ثغور الضعف و الحاجة ، فلا انا اليوم ضعيف و لا محتاج.
فصلي الجديد لا يتحمل الأشخاص الغلط ، و لا الزيف و لا الطاقات السامة .
لن أعيد نفس الأخطاء ، لقد تعلَّمتُ أن اعتمد على نفسي و استند عليها في كل الظروف القاهرة ، و الآن حان الوقت لأرتاح في الأمكنة التي تناسبني مع الشخصيات التي تشبهني.
