كيف تحول الخصوم الي حلفاء

كيف تحول الخصوم الي حلفاء

0 المراجعات

لا يمكنك إقناع مديرك بمنحك علاوة وأنت تحاول شرح مدى احتياجك لهذه العلاوة

ولكنه بالتأكيد سيقتنع إن شرحت له أن عملك المجتهد يجعله يظهر بشكل جيد أمام مديره هو وبالتالي ستستحق ان أنتم الإثنين علاوة.


بمعنى آخر كلما جعلت مصلحة الآخر في اعتبارك أولا أثناء الحديث ستجده أكثر انفتاحا وقبولا لتنفيذ ما تطمح إليه أنت.


ومن هنا ولتنفيذ ذلك الهدف الذكي في التأثير على الآخرين وتبادل المنفعة في أي نوع من المعاملات.


هنالك عدة مبادئ تساعدك وتجعلك خبيرا في العلاقات

أهمها أن تتحكم جيدا في انفعالاتك


لأن التحكم في ردود أفعالك قد يحول أي موقف سيء إلى موقف هادئ وإيجابي.

حول الخصم إلى حليف ف على سبيل المثال


، إن اتصل بك كعميل يصرخ في الهاتف عن سوء منتجك ويعتدي بوابل من الألفاظ السيئة.
فأمامك تصرف من إثنين

الأول أن تقاطعه أنت بصراخ و يتحول الموقف إلى عداء

أو أن تهدئ وتتحكم في رد فعلك وتصمت ثم تستمع إليه جيدا ثم تجيب بكل بساطة ربما أكون مدينا لك بالاعتذار ماذا أستطيع أن أقدم لك في هذا الموقف؟

سيجيب العميل إما بالهدوء. 
أو على أقل تقدير، سيشعر بردك هذا أنك في صفه ولست خصمه مما سيساعدك في تطبيق المبادئ التالية.

أما لو اخترت طريق الانفعال فأنت الخاسر من البداية.

يمكنك التدرب على مختلف المواجهات في عقلك لتكون مستعدا لمواجهتها بهدوء وضبط النفس.

1_الفكرة الأولى التحكم في الانفعالات أولى الطرق لتوفير بيئة جيدة لتبادل المنفعة.

يقول (جورج برنادشو) "إن المشكلة الأكبر في التواصل هي توهم وجودها“

وقد لخص بذلك واحدة من أهم المشاكل الاجتماعية التي تحدث يوميا معنا جميعا،

ألا وهو اختلاف منظور البشر للحياة بسبب اختلاف منظومة معتقداتهم.

والمعتقدات هي جميع الخبرات والمعرفة المكتسبة منذ الصغر التي تشكل طريقة فهمنا وتعاملنا مع الحياة.

ولأن لكل إنسان طريقة مختلفة في التربية والدراسة لذلك لن تجد إثنين يفهمان جميع الأمور بنفس الطريقة بالضبط.

ويحدث ذلك مرارا معنا جميعا خلافات بين أفراد الأسرة الواحدة أو زملاء العمل نتيجة شيء قيل اعتقد أحدهم بأن قائله قصد به إهانة وبعد سوء فهم كبير للموقف فتضح الحقيقة وتصفى النفوس عندما تواجه خلاف مع أي شخص عليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية

ما سبب سوء الفهم في الخلاف ؟

وهل يمكن أن تحاول طرح أفكارك بطريقة أخرى تمكنه من فهمك بشكل أوضح ؟

على سبيل المثال
تعتقد بأن منزلك قريب من البحر ويعتقد الآخر بأنه بعيد 
وهذا مجرد اختلاف في المنظور ليس إلا وإنما المسافة بين المنزل والبحر ثابتة ولا تتغير وعند طرحها بالأرقام تصبح معرفتك ومعرفته عن مدى قرب المنزل من البحر ثابتة وصحيحة .
بجانب الالتزام بضبط النفس والهدوء ومع تلك الأسئلة ستتمكن من حل أي خلاف ناتج عن سوء فهم بسيط بعد دائما في اعتبارك بأن أي شيء تقوله للآخرين يمكن أن يتم تفسيره بطريقتين

وذلك حسب منظور الشخص المستمع نفسه.

ذلك من الواجب عليك أن تكون دقيقا في عرض منظورك عن الأمور حتى توصل ما يدور في عقلك ببساطة للآخرين بشكل جيد و منمق ومرتب.

2_الفكرة الثانية لكل إنسان منظور مختلف عن الأمور ويجب أن تتعلم مبادئ احترام منظور الغير.

ولأجل فهم كامل بمنظور الآخر يجب مراعاة الأنانية الخاصة بهم .

ودائما ما نذكر الأنانية في إطار سلبي، على الرغم من أنها السبب الحقيقي خلف كل النجاحات والاختراعات التي حققت على مدار التاريخ
فالإنسان يعمل أي شيء لسبب يرضي رغبة الأنانية بداخله سواء للشعور بالراحة أو لتحقيق طموح معين، فحتى الأعمال الخيرية تتم بغرض الرغبة في الشعور بالرضا عن النفس

وبالتالي كلما وضعت الأنانية بالشخص الآخر في اعتبارك تمكنت من إقناعه والتأثير فيه بشكل أقوى
لأن ذي علاقته بك تتحقق الأنا الخاصة به

ولا يعني ذلك أنه عليك التقليل من الأنا الخاصة بك

بل تحقيق الأنا الخاصة بكما معا

وهو ما يؤهلك لوضع الإطار الصحيح للمعاملات بينكما

الأمر أشبه بالتعامل مع طفل صغير واقع على الأرض، فإن قام أبواه بالضحك سيضحك الطفل وينسى أمر الصدمة، وإن أظهر مشاعر الخوف سيصرخ الطفل،

حاول في المرة القادمة أن تضحك في وجه خصمك في محاولة لتغيير إطار العلاقة بينكما من الخصام إلى الود لتكون أنت من تتحكم في تحديد إطار هذه العلاقة بطريقة إيجابية والترحيب الصادق و باعتياد الأمر مع جميع تعاملاتك قد تحول أي خصم محتمل إلى حليف من البداية.

3_الفكرة الثالثة مراعاة الانا الخاصة بالآخر وتحديد الإطار الصحيح للعلاقة من المبادئ العامة في التواصل مع الآخرين.

بعد أن تهدئ نفسك وتتفاهم اختلاف المنظور بينك وبين الآخر

بل وتضع إطارا مناسبا للعلاقة من خلال تقديرك واحترامك الانا الخاصة به سيتبقى أهم خطوة 
هي تقديم الموضوع والنقد أو العرض الذي أنت بصدد الحديث فيه وكيفية إيجاد السياق المناسب للكلام.

هذا الأمر يسمى الكياسة والكياسة هي القدرة على إقامة محادثة صعبة بطريقة لا تجعل الآخرين يشعرون بالتهديد

وذلك من خلال التعاطف مع الآخرين. ووضعي نفسك في موقفهم لمحاولة فهم مشاعرهم وسياسة هي مهارة يمكن اكتسابها من خلال اختيار الكلمات المناسبة والوقت المناسب لقولها

فعندما تجد نفسك في موقف تحتاج إلى تقديم نقد أو نصيحة أو تحاول إقناع شخص ما سواء من أفراد أسرتك أو في إطار عملك،

يمكنك أولا أن تجرب الحوار في عقلك. كيف ستقول ما تود قوله؟

وكيف سيشعر الآخر عند سماع ما تقول؟

وهل في ذلك مصلحة له ترضي طموحاته ورغباته؟

وهل الوقت مناسب لذلك؟
وهل ملامح وجهك تلائم ما تود توصيله من تعاطف مع الآخرين؟

كلها أسئلة تساعد على تحديد ما تحتاج إليه،

وتذكر بأن العبارات ذات الكياسة تكون دافئة وليست قصيرة ومباشرة وصريحة في ذات الوقت وتعرض المشكلة بوضوح.

4_الفكرة الرابعة، الكياسة والتعاطف أهم مبادئ التأثير على الآخرين لتتمكن من نقدك في صورة صحيحة.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

5

followers

2

followings

11

مقالات مشابة